ها أني انضم الى اتباعك يامولانا النجفي

منذ سنوات طويلة والحزن يلف بي ويدور.. التجأت الى اصدقاء الفيسبوك علهم يسمعوني خبرا مفرحا فكانوا اكثر حزنا مني.. لجأت الى دفتري القديم حيث كتابات الانشاء والتعبير،عمرها الان 40 سنة، لعلي استمد منها بعض الفرح ولكن لاسبيل.

طويت حزني وقررت الاعتكاف حين يفعل الله امرا كان مكتوبا.

في هذا الصباح زّف لي احد رجال المرجعية الدينية في النجف الاشرف خبرا جعلني ارقص فرحا واهلهل رغم اني لم اجرب الهلهولة من قبل.

انه الشيخ بشير النجفي،حماه الله واكرم مثواه، فقد صب ماءا قراحا على قلوب الفقراء والغلبانين واصحاب المشاحيف واهالي قرية “جهنم” التي تبعد 40 ميلا عن مركز البصرة.

صدقا سأزيد عدد اتباعك واحدا، فلي الفخر الان ان اكون احد اتباعك وليذهب اللصوص الى الجحيم.

اليوم سيبتهجون اتباعك وسيحسوا بالفخر حين يرون ان مرجعيتهم كسرت كل الحواجز واعلنت موقفها من هؤلاء اللصوص وهي اول مرجعية تفعل ذلك.

فتواك مولانا الكريم سيكون لها صدى رائع فقد افتيت “بحرمة أنتخاب من هم الان بموقع المسوؤلية” ووصفتهم “بشلة من الفاسدين والمفسدين والمجرمين والظالمين ,وأنهم لم يقدموا للشعب شئ يذكر سوى النهب لخيرات العراق وازدياد أعداد المظلومين والمعدمين من الشعب”.

ولأني عراقي ،مولانا الكريم” واعتنق مثل غيري نظرية المؤامرة فاريد من سماحتكم ان يتسع صدركم لأسال سؤالين لاثالث لهما:

1-اخاف على خزينة الدولة ان تفرغ تماما قبل ان يودع هؤلاء اللصوص كراسيهم.. فاحد اولاد الملحة قال لي امس ان معظم المسؤولين سيجدون عشرات الطرق” الفنية” لسرقة اكبر كمية من الدولارات قبل الرحيل.. فهل احتاط سماحتكم لهذا الامر.

2-هل تعتقدون سماحتكم ان بقية المرجعيات ستحذو حذوكم وماهو موقفكم لو انها افتت بعكس ذلك؟.

تخيل سماحتكم مدى فرحة اولاد الملحة وهم يرون اصحاب الكروش يغادرون زرافات بوابة المنطقة الخضراء التي ستصبح اكثر اخضرارا برجوعهم الى بلدان المهجر ليعيشوا على الاعانات الحكومية رغم ان حسابهم المصرفي متخم جدا.

دعني “احشم” اتباعكم وادعوهم للتظاهر تأييدا لفتواكم واذا تحججوا بأي عذر فسأخرج وحدي في ساحة التحرير ممسكا بيافطة كبيرة تحمل نص فتواك.

جدة احد اصدقائي رأتني اضحك لاول مرة منذ سنوات فهمست في اذن ابنها”اللهم اجعله خير”.

صحت: كل الخير ياجدتي فالتظاهرات وفتوى مولانا النجفي اتت ثمارها.

“ولك ابني ماقريت شنو كال السيد المدرسي؟”.

شنو كال جدة؟.

هاك الجريدة اقرأ..”إن الحكمة والرجولة لا تعني الوقوف في الشارع والتحريض ضد هذا وذاك تحت مـُسمى التظاهر، وإنما هي في اساسها وصميمها بالتعاون على بناء البلد والإسهام في تقدمه وازدهاره والتواصي بالتعاون و بالعمل المشترك”.

خلي يطير جدة.. احنا عدنه مولانا بشير النجفي.

فاصل حزروة: قال الدكتور صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد ان” المحافظة ليست دائرة بلدية بل دائرة قانونية وادارية تعمل على تنفيذ القوانين والتعويضات عبر الوحدات الادارية بالاضافة الى انها جهة ساندة لعمل مديريات وزارة البلديات وتقوم بتزويدهم بالاليات ومبالغ التنظيف في العاصمة والدعم اللوجستي والمادي من اجل تقليل معاناة المواطنين وتحسين الخدمات “.

اذا بيكم واحد افتهم شي ارجو ان يفهمني. لأني ببساطة لا افهم مدى صلاحيات محافظة بغداد وعلاقتها بامانة بغداد. ووزارة البلديات التي مقرها بغداد.

في جنوب العراق قرية اسمها جهنم، محرومة ٌ من المرافق والخدمات الأساسية، وبالرغم وجودها في محافظة البصرة، التي يوجد فيها بعض من أكبر احتياطيات النفط في العالم، فإن القرية لا تصلها الكهرباء ولا مياه شرب نظيفة ولا خدمات صحية.

تقع قرية جهنم على بعد أربعين ميلاً من البصرة وتتألف من بضعة منازل مبنية من الطين، وتستخدم نساؤها روث الماشية الجاف وقودا للنار، يطهين عليها ويخبزن، ويعتقد سكانها أن اسمها هو الذي جلب عليها كل تلك المعاناة.

 تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.