هالله..هالله بعمال سيد دخيل

ropiraqueبعد ان نسي الناس حية سيد دخيل وما بثته من رعب وقتل للاطفال وتدخل كوردستان العراق بتزويدهم بالامصال الواقية واكتفاء وزارة الصحة باللطم على الخدود لأنها لاتملك الامصال ولا تكاليف ارسالها تعود الى السطح عمال البلدية فيها ليتظاهروا امس حين انقطعت بهم سبل العيش وتوقفت رواتبهم لمدة زادت عن ثلاثة اشهر.

تخيلوا عامل نظافة يعمل بكل ما اوتي من قوة لتنظيف مدينته ثم ينقطع راتبه لثلاثة شهور دون سبب مقنع .

اشتكوا كثيرا وراجعوا الجهة المختصة ولكن لافائدة فما كان منهم الا أن يتظاهروا عسى ولعل.

عمال النظافة في بلاد الكفار اكثر فئة اجتماعية تحظى بالاحترام؟.

لماذا؟.

تخيلوا لو اضربوا عن العمل يوما واحدا لغرقت المدن بالنفايات وانتشرت الروائح المحملة بالعديد من الامراض.

ولأنهم كفار فقد اولوا عناية فائقة لاطفالهم ليبعدوا عنهم شبح المرض اي كان مصدره ولهذا فهم معنيون برعاية هذه الفئة من عمال النظافة ويلبوا مطالبهم التي عادة تكون في حدود المعقول.

اما لماذا تتوقف رواتب عمال النظافة في سيد دخيل فهذا ما لايفهمه حتى الراسخون في العلم في المنطقة الخضراء.

ايها العبادي ،كفاك كسلا وقم بواجبك كرئيس وزراء والا قدّم استقالتك وارح نفسك وارح الأخرين،صحيح انك اول حاكم في العراق يحمل شهادة دكتوراه, ولكنننا لانريدك شيعيا ولا سنيا،نريدك كافرا بكل المذاهب التي جلبتها لنا ايران وداعش الداخل،نريد قائدا يشمر عن ساعديه ويقول اني لها والله.

لانريدك ان ترتاح ولو دقيقة واحدة في قصرك المنيع فهناك اطنان من المشاكل عليك حلها واذا وجدت نفسك عاجزا فعليك بالمشاكل الصغيرة ومنها مشكلة عمال سيد دخيل.

ليس من طبع اولاد الملحة ان يأمروا ولكنهم يريدون منك ان تزور مدينة سيد دخيل من باب جبر الخواطر وتعدهم بصرف رواتبهم و(فوكها بوسة)، اذ انك تعرف تماما انهم مسؤولون عن اطفال وزوجات وآباء وامهات.

ليس صعبا عليك ان تلتقي ب 80 عاملا من عمال التنظيف في سيد دخيل وتدخل الى قلوبهم المسرة.

ولكنك لن تفعل ذلك ،اتعرف لماذا لأنك عراقي وستقول لنفسك اذا فعلتها فسيقول الناس انها كانت برغبة احد العراقيين وليس بمبادرتك انت.

هالله ،هالله خوية بعمال سيد دخيل فانهم منسيين من الذين صوتوا لهم وسرقوا قوت يومهم وليس بوسعهم الا ان يقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل وانّا لله وانّا اليه راجعون.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.