طلب مني الصديق الأديب فاضل السباعي أن أقدم وصفاً إنشائياً مختصراً لغرفة في الطابق الأرضي من الدار الحلبية التراثية، لذا أقدم الوصف التالي لإحداهن الأكثر شيوعاً:
عادة ما يكون بابها وشبابيكها مطلين على أرض الحوش التي تلعب دور الموزع في الدور الحديثة. وعادة ما يكون عدد الشبابيك ثلاثة أوستة اعتماداً على عدد وحدات القبي بالأقواس المتقاطعة (ثلاثة شبابيك تقريباً لكل وحدة). ترتكز تلك الأقواس على أعمدة ارتفاع كل منها حوالي متر ونصف وتكون أبعاده الأفقية حوالي متر بمتر مبنياً من الحجر المتشابك المتراص قد ينتهي من الأعلى بتاج حجري مزين بالنقوش. وإذا كانت الغرفة غير مركوبة بمربع فقد يكون سقفها من الخشب المرتكز على خشبات اسطوانية غالباً ما تكون مدهونة ومزينة بالرسوم. يعتبر خشب التنوب العطر المستورد من أجود أنواع تلك الخشبات الأسطوانية. تتوضع فوق خشب السقف طبقة من التراب العازل تعلوها طبقة بسماكة حوالي 7 سم من البيتون المسلطة نحو المزاريب لحماية السقف من الأمطار. تصب معظم المزاريب على أرض الحوش. رحمة الله على أهل حلب الذين قالوا: “فلان مزاريبو لبرّا” كناية عن الشخص الذي يصنع المعروف مع الأغراب متجاوزاً أهله.
يكون عرض كل شباك حوالي المتر تقريباُ تنفصل عن بعضها البعض بعمود عرضه حوالي 40 سنتيمراً مبنياً من الحجر المتشابك المتراص. وإذا كان أحد جدران الغرفة مطلاً على الزقاق، فغالباً مايكون فيه طاقة على علو يزيد على المترين، حفاظاً على الخصوصية. تتراوح مساحة تلك الطاقة بين ربع متر مربع ونصف متر مربع وتكون محمية بالحديد المتشابك.
غالباً ما يكون داخل الغرفة فتحة نحو الملقف الهوائي (البادنج) المتواجد على السطح والمفتوح على الغرب. يعمل الملقف على تغيير هواء الغرفة وتبريدها.
غالباً ماتحوي الغرفة مجموعة من الخزائن المغلقة بالأبواب الخشبية المزينة. تكون واحدة منها على شكل كتبية عديمة الأبواب. كما يوجد خزانة غير مغلقة وذات إرتفاع يساوي المترين تقريباً لتعليق القنباز. كما قد يوجد خزانة غير مغلقة بعرض متر ونصف تقريباً تدعى الطزر يتم فيه تطبيق الفرش واللحف.
غالباً ما يكون مستوى أرض الغرفة أعلى من مستوى سطح أرض الحوش بحوالي 30 سم لإتاحة حيز لعتبة، تفصل بين أرض الحوش وأرض الغرفة. تصطف في أرض العتبة الأحذية والقباقيب وتستخدم في بعض الحالات لصب المي السريع. تكون جدران العتبة من الحجر الأصفر المزين وتكون أرضية العتبة مبلطة بالأحجار وقطع الرخام الملونة المصفوفة طبقاً للرسوم التزينية الإسلامية الجميلة.
رحمة الله على أهل حلب حين قالوا: “كل ما منصمدو بصدر الغرفة منلاقيه بالعتبة بين القباقيب” وذلك كناية عن حالة الشخص الذي يسلك سلوكاً لايليق بموقعه الاجتماعي.
أتمنى على الأصدقاء تقديم إغناءات لهذا الوصف المختصر ودعمه بالصور.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر