نَهْدَيكِ نَارٌ وَلَهَبْ

بَيْنَ نَهْدَيكِ يَا سُلْطَانَةَ القُلُوبْ،
تُفْصِحُ الذَاتُ عَنْ ذَاتِهَا،
تُلْقِي الرُّوحُ اَثقَالَهَا،
وَتَرْتَاحُ العَينُ التَعُوبْ،
بَينَ نَهْدَيكِ تُصَلِّي المَلَائِكَة،
تُكْتَبُ قَصَائِدُ الحُبِّ بِحُرُوفٍ مِنْ نُورٍ،
وَتَحْيَا القُلُوبُ الهَالِكَة،
تُرْوَى حِكَايَاتُ الرُّهْبَانْ،
تُرْوَى أَسَاطِيرُ الرُّجُولَةِ،
وَأَسَاطِيرُ الشُّجْعَانْ،
بَينَ نَهْدَيكِ..
تَنْفَصِلُ الرّوُحُ عَنْ الزَّمَانْ،

نَهْدَيكِ نَارٌ وَلَهَبْ،
وَأَعْظَمُ مُقَدَسَاتِ اليَهُودِ وَالعَرَبْ،
وَلِأَجْلِهِمَا مَجَازِرُ العُهْرِ تُرْتَكَبْ،
وَمَجَازِرُ الطُّهْرِ تُرْتَكَبْ،
وَجَرَائِمُ الشَّرَفِ،
وَمَذَابِحُ التَّرَفِ،
وَكُلُّ وَقَاحَةِ البَشَرِ،
عَلَى نَهْدَيكِ تُحْتَسَبْ،
نَهْدَيكِ لِلجَحِيمِ..
نَارٌ وَوَقُودٌ وَحَطَبْ،

بَيْنَ نَهْدَيكِ أَيَتُهَا السَّمْرَاءُ الَّلَعُوبْ،
تَنْقَضُ الشَّفَتَين عَلَى النَّارِ إِقْدَامَاً لِتُطْفِئَهَا،
فَتَشْتَعِلُ فِيمَا بِينَهُمَا الحُرُوبْ،
وَتَنْفَجِرُ بَرَاكِينُ ثَأْرٍ بِينَهُمَا،
لِيَحْتَرِقَا بِلَهِيبِ حُلْمَتَيْكِ،
فَلاَ مَفَرَّ هُنَا مِنَ الشَّهَادَةِ،
وَلاَ عَودَةً، وَلاَ هُرُوبْ،
بَيْنَ نَهْدَيكِ..
ذُنُوبٌ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ تُسَمَّى ذُنُوبْ،
بِينَهُمَا تَسْقُطُ العَمَامَاتْ..
تَسْقُطُ الدِكْتَاتُورِيَّاتْ، تَسْقُطُ الزَّعَامَاتْ،
تَنْحَنِي رُؤّوسُ الطُّغَاة،
كَمَا لِلْمَاءِ رُؤّوسُ النَعَامِ تَنْحَنِي،
بَيْنَ نَهْدَيكِ.. تَحْصُلُ المُعْجِزَاتْ،

لِحُلْمَتَيكِ حُمْرَةٌ كَحُمْرَةِ الرُّمَانِ،
كَحُمْرَةِ النَبِيذِ فِي حَدَائِقِ الشَّيْطَانِ،
كَخَدِّ العَرُوسِ، كَوَرْدَةٍ جُورِيَةٍ،
كَحِمَمِ البُرْكَانِ،
كَشُرُوقِ الشَّمْسِ فِي صَبَاحٍ صَيْفِيٍ،
كَشَقَائِقِ النُّعْمَانِ..
لَهُمَا طَعْمٌ كَطَعْمِ النَبِيذِ،
كَطَعْمِ الفُودْكَةِ،
كَطَعْمِ القَهْوَةِ بِالكُونْيَاكِ،
وَالسِيجَارَ الَّلَذِيذِ،
كَطَعْمِ الحُرِّيَةِ،
بَينَ نَهْدَيكِ..
تَنْحَنِي أَكْبَرُ الرُؤوسْ،

نَهْدَيكِ شَمْسٌ وَقَمَرْ،
وَأَهَازِيجُ أَهْلِ الشَامِ وَالغَجَرْ،
وَلِأَجْلِهِمَا سَوفَ يَعُودُ المَهْدِي المُنْتَظَرْ،
وَالمَسِيحُ المُنْتَظَرْ، وَالزَّعِيمُ المُنْتَظَرْ،
وَالمُعْتَصِمْ، وَصَلاَحُ الدِيّنْ،
وَكُلُّ مَنْ بِهِ الذّنُوبُ تُغْتَفَرْ،
نَهْدَيكِ سَفَاحٌ.. يَعْشَقُ دِمَاءَ البَشَرْ،
نَهْدَيكِ شِرِّيرٌ،
نَهْدَيكِ دِكْتَاتُورٌ مُتَعَجْرِفٌ،
نَهْدَيكِ إِلَهٌ.. بِالمُفِيدِ المُخْتَصَرْ.

جان برو

haifarami

About جان برو

الى اسرة التحرير شكرا جزيلا لجهودكم في نشر التنوير الاسم جان برو, مواليد مدينة حلب, التوجه الفكري علماني ملحد الهواية علم الفلك وكتابة الشعر, اكتب الشعر العاطفي الناقد لفكرة الدين عموما, من القصائد التي كتبتها لاجئ سياسي وتعرض على قناة حلب اليوم وثورة الحب وغيرها شكرا لكم ولجهوجكم قناتي على اليوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCNBShOgeFjxDfg6O4TFG1Bg
This entry was posted in الأدب والفن, يوتيوب. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.