نهاية الحلم الأمريكي

هذا الموضوع هو عرض لكتاب ( أصل أمريكا ) نشر في 2018 من مطابع بلومزبري , وهو كتاب من القطع المتوسط يحتوي على 384 صفحه يباع حالياً بسعر 18 جنيه استرليني وهو من تأليف ساره تشيرشويل
ساره تشيرشويل هي أستاذة الأدب الأمريكي ورئيسة قسم الرأي العام في كلية الدراسات المتطورة في جامعة لندن , كتاباتها تنشر في الغارديان البريطانيه وصحيفة نيوستيسمان والفاينانشال تايمز ونيويورك تايمز , وتستضاف بشكل مستمر في التلفزيونات والإذاعات للحديث في مواضيع الأدب والثقافه والسياسه وحاصله على العديد من الجوائز الكبرى في هذه المجالات كتبت تقول

رسم دونالد ترامب شعارًا له تاريخ طويل وشرير , وهو علامة على ما كان سيتبعه في رئاسته عندما وعد بوضع ( أمريكا أولاً ) في خطاب تنصيبه الأول

من المحزن أن الحلم الأمريكي قد مات , دونالد ترامب أعلن ذلك عندما أعلن ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة . بدا الأمر مدهشاً فبالنسبة للمرشح لا يجوز له قول هذا لأن من المعتاد أن يمجد المرشحون الذين يناضلون من أجل رئاسة الشعب ماهية الأمه الذي يأملون في قيادتها وليس أن يعلنوا ما يذعر الناخبين عند اختيارهم لهؤلاء المرشحين . ولكن هذا الإتجاه المعاكس لدى ترامب كان مجرد تذوق لما كان سيحدث ، حيث كشف عن مهارة مثيرة للاحباط عندما أخبر بما قد يكون سلبياً لأي شخص آخر ايجابياً لمصلحة ترامب نفسه

بحلول الوقت الذي فاز فيه بالانتخابات ، كان ترامب قد قلب الكثير مما اعتقد الكثيرون أنهم يعرفونه عن الولايات المتحدة . في خطابه الأول ، أعلن مرة أخرى عن موت الحلم الأمريكي ، لكنه وعد بإحيائه . قال لنا إن حلم الازدهار هذا يتعرض للتهديد ، لدرجة أن منبر الإقتصاديين الأمريكيين هو من حمل ترامب الى كرسي الرئاسة

العوده الى طقوس الماضي عن الحلم الأمريكي كان مخيباً بما فيه الكفاية . لكن خلال الحملة الانتخابية ، وعد ترامب بوضع ( أمريكا أولاً ) وتم تجديد التعهد – مرتين – في خطاب تنصيبه . كانت عبارة مزعجة , جعلت المتلقي يبدأ التفكير في بعض التواريخ لهذا الشعار ، ومعتقداً المتلقي نفسه أن الشعار يمتد إلى الجهود التي بذلت لإبعاد الولايات المتحدة عن الحرب العالمية الثانية

في الواقع ( أمريكا أولاً ) شعار لديه تاريخ أطول وأكثر قتامة من ذلك ، متشابك بشدة مع إرث البلاد الوحشي للرق والوطنية البيضاء ، وعلاقتها المتضاربة بالهجرة ، والوطنية وكراهية الأجانب . تدريجياً ، كانت الحكاية المعقدة والمثيرة للرعب التي يمثلها هذا الشعار قد فُقدت من التاريخ السائد – لكنها أبقيت على قيد الحياة بواسطة الحركات الفاشية الأمريكيه التي تتحرك تحت الأرض . ( أمريكا أولاً ) هو شعار ، بصراحة يشبه صافرة الكلب التي لا نسمعها ولكن تسمعها الكلاب وحدها

يبدو أن قصة معرفتنا الأولية للشعار هي أن نتوقع ترامب و ( على الأقل بعضًا من مؤيديه ) تبنون الشعار بشكل غير متوقع ، لكن الحقيقة هي أن ثوران الشعب المحافظ الأمريكي ليس شيئًا جديدًا وأن ( أمريكا أولاً ) قد ارتبط بهم لأكثر من قرن من الزمان , وأن ماقام به ترامب هو مجرد تكرار لآخر سلالة قوية من ديماغوجوية الشعب في التاريخ الأمريكي ، من الرئيس أندرو جاكسون (1829-1837) إلى السناتور لويزي هوى لونغ بعد قرن من الزمان – الذي يمتد الآن إلى ترامب

ظهر الشعار على الأقل منذ عام 1884 عندما نشرت إحدى صحف كاليفورنيا ( أمريكا أولاً ودوماً ) كعنوان مقال عن القتال في الحروب التجارية مع البريطانيين , ثم شاركت صحيفة نيويورك تايمز في عام 1891 بالقول (( الفكرة التي على الحزب الجمهوري أن يعتقدها على الدوام ، هي : أمريكا أولاً ، بقية العالم بعد ذلك )) على الفور وافق الحزب الجمهوري على تبني عبارة ( أمريكا أولاً ) شعارا لحملته في 1894

بعد بضع سنوات من ذلك ، أصبح شعار ( أمريكا أولاً ) شعاراً في كل مكان لصناعة السياحة الأمريكية الناشئة حديثاً ، والذي تكيف بسهولة باعتباره وعدًا سياسيًا . وقد تم الاعتراف بذلك من قبل مالك صحيفه في اوهايو يدعى وارن جي هاردينغ ، والذي نجح في حملته الانتخابية عام 1914 ليصبح عضواً في مجلس الشيوخ تحت شعار ( تزدهر أمريكا أولاً ) لكن هذا التعبير لم يتحول الى شعار وطني حتى نيسان 1915 عندما ألقى الرئيس وودرو ويلسون خطاباً دافع فيه عن حياد الولايات المتحده خلال الحرب العالمية الأولى بقوله : إن واجباتنا الكامله للحاضر , على أي حال , يمكن تلخيصها بشعار أمريكا أولاً . كان ويلسون يلقي خطاب ( أمريكا أولاً ) وعينه مفتوحة على فترة رئاسية ثانية وليس من أجل الحياد أو التعاطف مع الجنس البشري . الأمانة ليست ضرورية لصنع رئاسة فاعله , وعلى الناس أن يحكموا بأنفسهم فيما اذا كان الرؤساء يكذبون من أجل الصالح العام !؟ أم من أجل مصالحهم الشخصيه

بحلول عام 1916 أصبح شعار ( أمريكا أولاً ) شائعاً لدرجة أن المرشحين الرئاسيين استخدموه كشعار لحملاتهم . عندما انضمت الولايات المتحدة إلى الحرب في عام 1917 تم تحويل ( أمريكا أولاً ) إلى شعار تنموي . بعد الحرب ، عاد إلى الانعزالية الأمريكيه وحلمها بالتفوق على العالم . في صيف عام 1920 ، ألقى السناتور هنري كابوت لودج خطابًا رئيسيًا في المؤتمر القومي للحزب الجمهوري ، أدان فيه عصبة الأمم بإسم ( أمريكا أولاً ) ومعلوم أن الولايات المتحده لم تدخل عصبة الأمم التي أسستها بريطانيا ولم توقع الولايات المتحده على أي من قراراتها لأنها كانت تريد لنفسها المكان الأول في الهيمنة على العالم , وأنها أشعلت الحرب العالميه الثانيه لتدمير العصبه وتأسيس هيئة الأمم المتحده على أنقاضها . ثم حصل وارن ج هاردينغ بسبب حمله للشعار على ترشيح الحزب الجمهوري على الفور فأصبح نائباً للرئيس بين عامي 1921 _ 1923 قبل أن ينهار منصبه وسط أنقاض أكبر فضيحة رشوة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة حتى الآن

بحلول عام 1920 ، تضافر شعار ( أمريكا أولاً ) مع تعبير شعبي آخر في ذلك الوقت وهو شعار ( أمريكي 100٪ ) وسرعان ما اصبح الشعاران علامة واضحة للوطنية والوطنية البيضاء ( التي تستبعد الزنوج والهنود الحمر ) . من المستحيل فهم المعنى الكامل لـ ( أمريكي 100٪ ) دون الاعتراف بالقوة القانونية والسياسية للنِسَب المئوية في الولايات المتحدة والتي تستخدم لتحديد ما إذا كان ينبغي استعباد الفرد أو تحريره الذي خُصص قانونه في الدستور ، والذي اعتبر السود ثلاثة أخماس الشخص وليسوا أشخاصاً كاملين . إن الإعلان عن ( أمريكي 100٪ ) لم يكن استعارة مجردة في بلد كان يقيس الناس بالنسب المئوية والكسور ، لكي يحرم بعضهم من الإنسانية الكاملة

في عام 1920 ، نشر أبتون سنكلير رواية ساخرة بعنوان ( قصة مواطن 100% ) مستوحاة من قضية توم موني الراديكالي ، الذي حكم عليه شنقاً بتهمة التفجيرعام 1916 التهمه يُنظرُ إليها على نطاق واسع على أنها زائفة . تُخبر رواية سنكلير ( وطني وطنيون ، وطنيون عظماء) ومن هم ليسوا أمريكيين 100% اذا لم تعجبهم معاملتنا لهم فعليهم أن يعودوا من حيث أتوا , أمريكا هي أفضل بلد في العالم , ومن لا يريد العودة الى بلده من الضروري علينا أن نجعله يعود

لكن شعار ( أمريكي 100٪ ) لم يكن فقط كراهية الأجانب ووطني . عندما توفي السناتور نيلتون نيلسون في عام 1923 ، تمت الإشادة به في نعيه في جميع أنحاء الولايات المتحدة بأنه ( أمريكي 100٪ ) على الرغم من أنه ولد في النرويج . لماذا ؟ لأن نيلسون كان ينحدر من ( خط الشمال الحقيقي ) الذي يربط 5 دول من شمال اوربا هي النرويج والسويد والدنمارك وفنلندا وآيسلندا بقارة أمريكا الشماليه . كان ( الشمال ) رمزًا آخر ، مستخدمًا بالطريقة نفسها التي استخدم بها النازيون ( الآرية ) ويوضح هذا المعتقد الأمريكي أن شعوب شمال أوروبا كانت متفوقه عنصريًا على جنوب أوروبا وعلى أي مكان آخر في العالم . ( الشمال ) مفهوم تبناه متعصبون من البيض لوصف أي أشقر أو أبيض , قوقازي أو أنجلوسكسوني

ومن المفاجئ أن يكون كو كلوكس كلان قد تبنى أيضاً شعار ( أمريكا أولاً ) . في عام 1919 ، ألقى أحد زعماء كلان خطابًا في الرابع من يوليو أعلن فيه : ( أنا لأمريكا ، أولاً ، أخيرًا ، وكل الوقت ، ولا أريد أي عنصر أجنبي أن يخبرنا ماذا نفعل ) كان الحلم الأمركي أن لا يقطن الولايات المتحده غير الشماليين البيض كما في الماضي السابق الذي كانوا يعتزمون إجبار البلاد على العودة إليه – بالعنف إذا لزم الأمر . 1922 أعلن كلان في صحيفة تكساس : إن كو كلوكس كلان هي المنظمة الوحيدة التي تألفت بشكل مطلق وحصري من واحد بالمائة من الأمريكيين الذين يضعون أمريكا في المقام الأول

في غضون أشهر ، كان الأميركيون يراقبون صعود الفاشية في أوروبا حين استولى موسوليني على السلطة في روما . وشرحت الصحافة معنى ( الفاشيين ) للقراء الأمريكيين في ذلك العام ، فوجدت مثالاً واضحاً بأنهم يشبهون كو كلوكس كلان . لا يتطلب الأمر رؤية متأخرة لتقييم كلان كمنظمة فاشية ويمكن لمعاصريهم الأمريكان على الفور أن يروا الشبه ، والخطر

في نوفمبر 1922 ، أشارت الصحافه الأمريكيه إلى أن الفاشية في إيطاليا تعني ( إيطاليا للإيطاليين ) والفاشستي في أمريكا يسمونه ( أمريكا أولاً ) وأن هناك الكثير من الفاشيين في الولايات المتحدة على ما يبدو لكنهم تحولوا الى شعار ( الأمريكي 100٪ ) كما شهد خريف عام 1922 أول ذكر لسياسي هامشي ألماني بارز اسمه أدولف هتلر في الصحافة الأمريكية . في ذلك الوقت كانت صحافية أمريكية تدعى دوروثي طومسون تعيش في فيينا حيث كانت تكتب عن صعود اللا سامية . بحلول نوفمبر 1923 ، كانت في ميونيخ تحاول مقابلة هتلر حيث قدمت مقالات عن الطريقة التي قام بها هتلر بتحديث القومية الألمانية بفضل اقتراحات من موسوليني , وأنه لا يختلف عن كو كلوكس كلان , وفي نفس الوقت حذرت صحيفة بروكلين ديلي إيجل قراءها من أن ما يدعو له هتلر هو ( أوربي 100% ) كشعار وأنه لا يجوز أن يكون هناك أي سوء فهم حول كلان التي يمثلها موسوليني في ايطاليا وهتلر في ألمانيا وبريمو ريفيرا في إسبانيا حيث الجميع يحكمون بطريقتهم الخاصه متجاهلين القوانين والمباديء الأساسيه للحكومه الديمقراطيه , واذا سمح لكلان أن تستولي على الولايات المتحده فستصبح لدينا نحن أيضاً حكومه دكتاتوريه

بحلول عام 1927 ، انتشر كلان في جميع أنحاء الولايات المتحده وفي شهر أيار من نفس العام تجمع ما يقرب من ألف من أفراد كو كلوكس كلان للمشاركة في مسيرة يوم الذكرى في كوينز ، نيويورك ، وكان الكثيرون منهم يرتدون ملابس بيضاء وأغطية رأس ، برفقة 400 عضو من منظمة نساءهم ، وهي الكلافانا . وبحضور 20000 متفرج في كوينز ذلك اليوم , اندلعت المعارك ، وتحولت إلى أعمال شغب . في الأيام التالية ، كشفت صحف نيويورك عن أسماء سبعة رجال تم اعتقالهم في كوينز. وقد تم تحديد هوية 5 الذين كانوا يسيرون في المسيرة وتم اعتقالهم ثم تبين انهم من جماعة كو كلوكس كلان

في سبتمبر 1935 ، بعد شهر من إعلانه الترشح للرئاسة ، اغتيل السناتور لونغ من لويزيانا. كان لونغ ، الذي أطلق عليه ( ديكتاتور أميركا الأول ) قد خشي العديد من المراقبين منه لمزجه الشعوبيه بالسلطويه . بعد وفاته وعلى الرغم من تأكيدات العديد من الأمريكيين أنه لا يمكن أن تحدث الدكتاتوريه هنا ، إلا أن صعود لونغ إلى السلطة أظهر كيف يمكن أن تحدث هنا . نهاية عام 1935 ، نشر سنكلير لويس رواية مستوحاة من مهنة لونغ ، حيث تخيل ما ستبدو عليه الفاشية الأمريكية . تحت عنوان ( لا يمكن أن يحدث هذا ) ، قال سنكلير : لا أقول أن الفاشية ستحدث هنا , ولكن يمكن ذلك

تزوج سنكلير لويس من دوروثي طومسون التي قابلت هتلر قبل فتره عام 1928 ، وتأثرت رواية سنكلير بشكل كبير بمحادثته معها حول الوضع في أوروبا . لقد أصبحت لتوها أول مراسلة أمريكية أجنبية يتم طردها من ألمانيا من قبل هتلر ، مما يجعلها من المشاهير العالميين . كتبت قائلة: مهما كانت ثورة هتلر أو لا تكون فهي رحلة هائلة هائلة في الواقع . وعند عودتها إلى الولايات المتحدة ، تم منحها عموداً صحفياً محلياً . على الفور بدأت بالكتابة عن ظهور عصابات من الفاشيين المنظمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة ، حيث تجمع حزب الاتحاد وأسس مجموعات بيضاء فاشية متعصبة

كان أحد أعمدة دوروثي طومسون حول الفاشية الأمريكية بعنوان ( يمكن أن يحدث هنا ) حيث تساءلت : من يكرهون ؟ الحياة ، التي عاملتهم بشكل سيء؟ على من يقع اللوم؟ بعض كبش الفداء هو إلقاء اللوم , على الزنوج الذين يعملون في الحقول التي يجب أن تكون ملكهم؟ أم اليهود وهل لا يجوز لهم الإحتفاظ بالمحلات التجارية المزدهرة ؟ أم الشيوعيون … أم النقابيون أم الكاثوليك الذين لهم بابا في روما ؟ أو الأجانب الذين يأخذون الوظائف ؟ ليس لهم لوم على أحد وليس بيدهم غير القول نحن فقراء ومحرومون. لكننا بيض ، أنجلو ساكسون ، بروتستانت وآباؤنا أسسوا هذا البلد , إنه يخصنا

مايو 1936 ، أنهى ويليام فولكنر ( أبشالوم ، أبشالوم ) رواية مدفوعة بفكرة أن ما كان يعرف بالتاريخ الجنوبي هو حقيقة أن الفقراء البيض اكتسبوا احترام الذات والفخر العرقي من إيمانهم بالتفوق الكامل على السود . وتوقعت الروايه أنه إذا كان هذا الشعور بالتفوق العنصري قد تعرض للتهديد ، فإن العنف سيندلع

في خريف عام 1940 ، شُكل تحالف من الأمريكيين ضد دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية , اللجنة الأمريكية الأولى . سيصبح تشارلز ليندبيرغ المتحدث باسمهم ، وربما تكون دوروثي طومسون خصمهم الأكثر ضراوة . كتبت في عام 1941: أنا متأكده تماماً في ذهني من أن ليندبيرغ هو مناصر للنازية . إنه يكره النظام الديمقراطي الحالي ، ويعتزم أن يكون رئيساً للولايات المتحدة ، بحزب جديد تسانده الخطوط النازية خلفه . وبحلول مايو 1941 ، انضم زوجها سنكلير لويس إلى اللجنة الأمريكية الأولى ، بعد أن انفصل عنها بهدوء . وفقاً لسيرة ذاتية لسنكلير ، كتب يقول : في ذلك الوقت عارضت بشدة التدخل الأمريكي في الحرب الأوروبية … تعاطفي كان مع شعب أمريكا أولا

في أغسطس 2017 ، بعد سبعة أشهر من رئاسة دونالد ترامب ، قام ائتلاف من الفاشيين الأمريكيين يطلقون على أنفسهم ( توحيد اليمين ) بتنظيم مظاهرة في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا . لقد صُدم العديد من المراقبين بصدمة كبيره لأن كو كلوكس كلان والنازيين الجدد يمكن أن يتواجدوا ويتوحدوا في أمريكا الحديثة ، وهم يهتفون: ( لن يحل اليهود محلنا ) وكانت الصدمة الأكبر حين رفض ترامب إدانتهم

عندما ظهرت قصة هذه التجمعات خلال حملة ترامب عام 2016 التي قُبض فيها على والد ترامب على ما كان يوصف في كثير من الأحيان بأنها ( مسيرة كو كلوكس كلان ) أنكر ترامب في البداية أن يكون ( فريد ترامب ) المعتقل هو والده بقوله أنهما لم يسكنا أبداً في العنوان الذي ذكرته تقارير الصحف . ولكن على الرغم من أن دونالد لم يسكن هناك لكن عائلته سكنت بالفعل وما هو لافت للنظر هو أنه ، من بين 20 ألف مشارك في العرض ، كان 6 فقط الذين تم اعتقالهم 5 وسادسهم هو فريد ترامب

في تشرين الأول 2017 ، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المستشار المقرب لترامب ، ستيفن ميلر ، اختار شعار ( أمريكي 100٪ ) كاقتباس لصفحته السنوية حين كان طالباً في المدرسة الثانوية . تصدر ترامب عناوين الصحف الدولية في يناير 2018 عندما ناقش موضوع الهجرة من هايتي وأفريقيا بقوله (( لماذا يأتينا كل هؤلاء الناس من دول الخراف ؟ )) مضيفًا أنه يريد (( المزيد من الناس من أماكن مثل النرويج )) وأشار المعلقون إلى أن النرويج أغلبيتها عرقية إلى حد كبير ، لكن العديد من المعلقين كانوا في حيرة بسبب ما بدا أنه تفضيل تعسفي . ( لماذا النرويج؟ ) سأل تقرير هيوستن كرونيكل ، مسلطاً الضوء على ( عنصرية ) الاختيار . وأضاف أن الموقع الإلكتروني للنازيين الجدد ديلي ستورمر قد وافق على تصريحات ترامب ، وأشار الموقع إلى أن : ترامب هو واحد منا على هذه الصفحة التي نستخدمها . لكن الصفحه لم تذكر أن كانت معنية بأن تستمر في تحديد الشمال حداً لذاتها أو ( أمريكا أولاً ) كمثل عنصري لها أو للولايات المتحدة

لا يمكننا سماع صافرة الكلب , الكلاب وحدها هي التي تسمعها . لا يمكننا فهم النصوص الفرعية للشعارات إذا لم نفهم سياقاتها . نحن نواجه خطر قراءة لحظاتنا الخاصة إذا لم نكن نعرف المعاني التاريخية للتعبيرات التي نقمعها أو نواصل العمل بها . كلنا نطرح أسئلة عاجلة عن الحاضر ، لكن هناك إجابات مدهشة أكثر بكثير مما يعتقد الكثيرون موجودة في الماضي . يمكن أن تساعدنا القصص الحقيقيه للعبارات المحملة على فهم كيف وجدنا أنفسنا في مواجهة هذه المشاكل اليوم , وربما حتى كيفية منع هذه المشاكل من الإنفجار إلى العنف مرة أخرى
تم عرض كامل الكتاب

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.