بعد أن قضى تراجان على المملكة النبطية، الغارقة في صراع داخلي على الحكم، أطلق عليها اسم الولاية العربية
(arabia provincia)
. وبدأت أهمية هذه الولاية بالتزايد منذ عهد الامبراطور الصالح هدريان، إذ حصلت مدن العربية على لقب المعمرة الرومانية، وفي عهد الاباطرة السفيريين حصل أحرار مدن هذه الولاية على المواطنة الرومانية، وتم تأسيس العديد من المدن، ومنها مدينة السويداء (ديونيسياس).
لدينا بعض الكتابات التي تخلد هذه الذكرى في عهد القنصل سوفيكتوس الذي عينه سبتيموس سفيريوس قنصلاً على سوريا في العام 196.
اللافت أن أحد هذه النقوش يذكر أن مؤسسي مدينة السويداء هم بنو السميدع
(ΣΟΜAΙΘΗ)
وهذا النقش هو الوثيقة الحية الوحيدة حول قبيلة بني السميذع الواردة في كتب التاريخ العربية، والتي زعمت أنهم كانوا من سكان مكة قبل قدوم النبي إبراهيم إليها، وأن العائلة الحاكمة في تدمر تنتمي لبني السميذع، زنوبيا وأذينة. طبعا كتب التاريخ العربي للفترة السابقة على الاسلام كلها خزعبلات وروايات واهية وتملؤها الاوهام والمبالغات.. ولكن هانحن نكتشف أن بني السميذع هم أنباط وهم الذين أسسوا مدينة السويداء في أواخر القرن الثاني للميلاد.
هذا النقش نسخه بوتر في العام 1855 في كتابه “خمسة أعوام في دمشق”.. وكذلك نسخه وادينغتون في سبعينيات القرن التاسع عشر.
الصورة فسيفساء من السويداء وأحد نقوش تاسيس المدينة ويظهر اسم بنو السميذع في آحر النص
