سألني العديد من الأصدقاء عن هذا النقش الذي عثر عليه في جبل هيم شمالي نجران في العربية السعودية، وهو نقش جد محير ويطرح العديد العديد من الأسئلة التي تخالف الكثير مما كنا نعتقد.
نص النقش:
1- ثوبن ملكو
2- بيرح بريك
3- سنت 365
قراءتي للنقش التي أخالف فيها قراءة البعثة الفرنسية،
1- ثاب (رجع) ملكو (مالك)
2- في الشهر المبارك
3- سنة 470 ميلادي.
ملاحظاتي:
أولاً- هذا النقش مكتوب بحروف الجزم العربية التي كتبت بها النقوش المسيحية العائدة للغساسنة، والتي كتب بها القرآن أيضاً.
ثانياً: هذا النقش وإن كان مكتوبا بحروف الجزم العربية إلا أنه من حيث الصياغة اللغوية والقواعدية نقش نبطي بامتياز، ولايمكن عده بأي شكل من الأشكال من ضمن نقوش عربية القرآن.
ثالثاً: لا يمكن اعتبار اسم الشخص الذي كتبه ثوبان كما ذهبت إلى ذلك البعثة الفرنسية، نظرا لعدم وجود كلمة بن بين ثوبن وملكو.. ولم أصادف في جميع النقوش النبطية والكنعانية التي قراتها الاسم واسم الأب من دون أداة اربط التي توضح العلاقة بينهما أي فلان بر فلان أو فلان بن فلان.
هناك نقش نبطي يستخدم هذه الصيغة ثوبن أي رجع، وهو منشور في الكوربس رقمه 302. وقد تعني هنا عاد إلى الله. أي تاب.
رابعاً: من المؤكد أن الخط العربي الجزم هو تطور مباشر عن الخط النبطي، ولكن قبل هذه الفترة قرأنا نقشاً بحرف نبطي ولكن بلغة قرآنية، وهو نقش امرؤ القيس المؤرخ قبل هذا النقش بأكثر من 100 عام.
خامساً: النقوش المكتوبة بهذا الحرف جميعها مسيحية، وهذا يدل على أن من ابتكر هذا الحرف هم مسيحيون عرب، ولكن لماذا كتب ملكو هذا باللغة النبطية في هذا الوقت المتأخر، ربما كان آخر نقش نبطي قبل 200 عام من هذا النقش.
سادساً: صاحب هذا النقش شمالي ومن منطقة الولاية العربية بدليل استخدامه تأريخ بصرى.
سابعاً: ماهو الشهر المبارك الذي قصده صاحب النقش، أهو شهر مولد المسيح أم غيره؟؟؟
ثامناً: كانت نجران مقر أبرشية مسيحية سريانية، وقصة شهداء الخندق فيها معروفة في التراث والأدب السرياني باسم الشهداء الحميريين، وهي القصة التي ذكرت في القرآن.