نعم للقائد (الإسلامي الليبرالي الديموقراطي أردوغان) …الغرب لا صداقة أو عداوة له سوى المصالح

Abdulrazakeidسبق لي أن انتقدت بحب وتحذير وحرص النزعة (الشعبوية) لدى قائد وطني ديموقراطي عالمثالثي كأردوغان، تسمح له قيادته لبلد اسلامي هو الأكبر والأهم اقتصاديا وتاريخيا وسياسيا في العالم الإسلامي منذ قرون، بل والدولي أن يتضخم لديه الشعور “الأنوي” (بتضخم الأنا الذاتية والوطنية والقومية المشروعة تاريخيا في بعض الظروف)، من خلال تجربته الديموقراطية المؤيدة شعبيا ونجاحات تجربته التنموية الاقتصادية والشعبية، التي لا تقل شرعية دستورية عن أية ديموقراطية أوربية أو أمريكية، بل تنافسها وتسابقها وتثير شهوة الإعاقة والعرقلة لدى القوى الأوربية في المواجهة مع تركيا الصاعدة بزخم مثير للحسد الدولي، وذلك لإيقاف زحف بلد إسلامي يريد أن يخرج من إطار العالم الثالث النامي والمتخلف، ليصبح ندا دوليا على مستوى الاتحاد الأوربي اقتصاديا وسياسيا ، بل و تعزيز مكانته لدى الحلف الأطلسي عسكريا بوصفه القوة الثانية كجيش أطلسيا، التي كانت معدة للمواجهة مع القوة الرئيسية المضادة عالميا في (حلف وارسو)، مما قد يدعو الجميع للتحالف ضد إرادة دولة (إسلامية أو عالم ثالثية )، تسعى لتكون ندا متكافئا مع العالم الدولي الأوربي والأمريكي …

ولهذا رغم اعجابنا العاطفي الحماسي للموقف التركي في ارسال سفينة مرمرة لرفع الحصار عن غزة، ومن ثم انسحاب أردوغان المستهين والمتحدي لببيريز من جلسة المؤتمر الدولي، فقد استشعرنا القلق من أن مثل هذه المواقف تتناسب مع مناخات الحرب الباردة ، والتوازن الدولي القائم سابقا على منطق الحرب الباردة، ومن ثم التحدي الثوري العالمثالثي للإمبريالية بما يذكر بمواقف (كاسترو) العجوز اليوم ليس بيولوجيا فحسب، بل وسياسيا واقتصاديا ……

.ولهذا فقد كنا كمؤيدين وكمحبين لتجربة الرئيس أردوغان ودوره التركي الديموقراطي الجديد في العالم عرببا وإسلاميا ودوليا، لن تتقبله إسرائيل (المدللة غربيا) بسهولة، وبالتالي لن يتقبله العالم الغربي الأوربي والأمريكي، بل والنظام العربي منذ أن ارتاح هذا النظام العربي الرسمي من اشكاليات النظام الناصري وتوابعه القومية واليسارية منذ الدرس الإسرئيلي في هزيمة العرب الاستثنائية في التاريخ في حزيران 1967 …

ولهذا خفنا وقلقنا جديا على مشروع أردوغان من عدم الحسابات الدقيقة لـمآلات (الكاريزمية الشعبوية)، حيث احتمالا تورطه ناصريا وقوميا ويساريا وإسلاميا، قبل أن يثبت الجميع في الحركة السياسية التركية (كمعارضين) موقفهم الوطني الموحد (ضد العسكر …وضد الانقلابية العسكرية) ..حيث جميع قوى المعارضة التركية الوطنية ظهرت كداعمة لخيار الشرعية الدستورية التي مثلها أردوغان الرئيس الشرعي ، وهذا أهم منجز لإفشال الانقلاب ..!!!

حيث أظهروا وأثبتوا جميعا كمعارضين أنهم يدعمون خياره الوطني الديموقراطي عندما توحدوا جميعا –رغم خلافاتهم كمعارضين من أحزاب مختلفة – أنهم ضد أي انقلاب عسكري (يميني أم يساري،علماني أم إسلامي)، وهذا أهم درس لانتصار الديموقراطية التركية، بل ولهزيمة الانقلاب الفاشل المضاد، الذي ملأ الجوف العربي قرفا من المحيط إلى الخليج من أنظمتهم اللاوطنية العسكرية العميلة والخائنة لشعوبها في تطلعاتها من أجل الحرية والكرامة، فوقفت الشعوب العربية جميعا ضد الانقلاب العسكري ومع الشرعية الدستورية لحكومة أردوغان المنتخبة ديموقراطيا …..

ولهذا فإن الشعب السوري هو أول الشعوب العربية والشرق أوسطية في المنطقة، التي وقفت مع أردوغان الرئيس الشرعي ضد كذبة (الغرب الديموقراطية)، وذلك بعد تجربة ، حيث اعتقدت النخب الديموقراطية الليبرالية السورية في بداية الثورة : ( قومية أو يسارية أو إسلامية) أن الغرب لا يمكن أن يوحده في دعم شعبنا السوري في سبيل الحرية، كالنظام الأسدي في بربريته ووحشيته الخارجة عن كل الحدود المعروفة دوليا ، بل وفي تقدمه التاريخ العالمي الاستثنائي باستخدام أسلحة الدمار الشامل، والإبادة الجماعية ضد شعبه، في مثال الغوطة الدمشقية حيث استخدام السلاح الكيماوي ضد أطفال الغوطة في دمشق …

وعندما سكت بل وتراجع المجتمع الدولي (الغربي) عن ضغوطاته وتهديداته للنظام الهمجي الأسدي البربري، عن عقوبته على جريمته نحو شعبه وأطفاله ، وليس ضد من يقترض أنهم أعداؤه المعلنون!!! حيث قبل المجتمع الدولي بقيادة أمريكا ( الحرة والديموقراطية ) بالاستعاضة عن دماء وأرواح وأنفاس اطفال الغوطة بتسليم أدوات القاتل في قتل ضحاياه الأطفال وذبحهم وخنقهم بالغاز ….فقد سقطت كل المعايير الإنسانية والأخلاقية والوجدانية والحضارية عن الغرب الذي كان من الممكن المراهنة على بعض أكاذيبه ….لنصدق نحن السوريون جميعا الإدانة العنيفة التي وجهها الرئيس أردوغان وهو يكشف أكاذيب الغرب الأمريكي وأتباعه من الغرب الأوربي، في الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الانسان والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، بل إننا وشعبنا السوري ذهبنا إلى تصديق الشرعية الدستورية الديموقراطية التركية، القائلة بتأييد ووقوف الغرب الأوربي والأمريكي للانقلاب العسكري الفاشل المؤيد والمدعوم أمريكيا …….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.