يقول انصار نظرية التطور والماديون والداروينيون ان الحياة ظهرت على الارض بطريقة الصدفة ، نتيحة تفاعل لبعض العناصر الكيمياوية في ضروف جوية معينة في بداية تشكل الارض ، وفي داخل مياه ساخنة بمساعدة شرارة برق وضغط وحرارة معينة . وقد حاول العالم ستانلي نيللر محاكاة تلك الضروف في تجربة علمية في المختبر لتخليق خلية حية ، لكن جهوده باءت بالفشل الذريع .
الخلية الحية معقدة التركيب ولايمكن ان تتكون من تفاعلات عشوائية تحدث بطريقة الصدفة وتكون بروتينات ونواة وتراكيب تحمل في داخلها الشفرة الوراثية الشديدة التعقيد . ولها القابلية ان تتغذى وتقوم بالفعاليات الحيوية وتتنقسم وتتطور . واعقد ما فيها هو استحالة نشأت الحياة فيها وهي مواد ميتة .
الحياة لا تنتقل الا من كائن حي الى آخر وليس من ميت الى حي .
لقد اثبت العلم النظري والتجريبي ان ضروفا معينة ومعقدة في الكون كان لها الدور الرئيس في تكون الحياة ، واي اختلاف فيها بمقدار واحد الى تريليون تريليون قد يعدم فرصة تكون ونشأة الحياة .
ولو كانت الحياة قد نشات نتيجة تجمع عوامل الصدف والعشوائية ، فهل تجتمع الاف الصدف مرة واحدة في مكان واحد وفي وقت واحد لتنتج الحياة على الارض ؟ لا يحدث هذا الا في الخيال العلمي فقط .
لقد تعمق العلماء في دراسة العوامل التي ساعدت على ظهور الحياة على الارض ، ووجدوا ان هناك شروطا وضروفا معقدة جدا لنشأة الحياة واستمرار بقائها فهل يمكن ان تجتمع كل هذه الصدف لتكون الحياة ؟ ومنها :
– ثبات معدل سرعة تمدد الكون ، ان اختلفت لما وجدت الحياة .
– تكون غاز الهيدروجين كان اللبنة الاولى لآنتاج بقية العناصر الكيميائية ومنها الكربون الذي هو اساس بناء الخلايا الحية .
– قوة جاذبية الارض ، ان اختلفت عن وضعها الحالي لما بقت الحياة قائمة على الارض .
– وجود الهواء والاوكسجين في جو الارض .
– توفر الماء العذب بشكله السائل على سطح الارض وتوفره في الكثير من مناطق الارض .
– ملائمة الضغط الجوي للكائنات الحية على سطح الارض .
– وجود طبقة الاوزون والايونوسفير الحامية للحياة كدرع واقٍ لمنع تسرب الاشعاعات الشمسية والكونية القاتلة الى سطح الارض .
– وجود القمر على بعد مناسب من الارض سبب استقرار حركة المياة بهدوء واستمرار ذوبان الاوكسجين فيها لبقاء الحياة البحرية ، ولو كان قريبا اكثر لحدثت الفياضانات وغطت المياه سطح اليابسة كلها .
– سرعة دوران الارض مناسبة لنشوء واستمرارية الحياة
– تكون الحوامض الامينية المعقدة التي هي جزء من مكونات الانسجة الحية .
– وجود الغذاء المناسب على سطح الارض للنبات والحيوان والانسان ساعد على استمرار الحياة .
معدل درجة حرارة الارض وبعدها المناسب عن الشمس ملائم تماما لنشأت الحياة واستمرارها . –
– عملية التبخر للمياه السطحية من البحار والأنهار وعملية التكاثف لانزال المطر على مناطق مختلفة وواسعة من سطح الارض ساعد في انتشار وجود الماء العذب في مناطق الأرض وادامة الحياة .
– ثبثات قوانين الفيزياء بدقة متناهية ادت الى ظهور الحياة .
– وجود رنين نواة عنصر الكربون ( نظرية هويل ) ساعد في تكوين عنصر الكربون الاساسي للحياة .
– التناسب الدقيق بين القوة النووية الشديدة والقوة الكهرومغناطيسية الاساس في تكون المادة.
– كتلة الجسيمات دون الذرية اي العلاقة بين كتل البروتونات والنيترونات داخل النجوم كان السبب في التفاعلات النووية لانتاج العناصر الكيميائية المختلفة .
– مدار الأرض حول الشمس ملائم تماما لظهور الحياة على الارض .
– ميلان محور الأرض 23.5 درجة ساعد في تكون الفصول الاربعة و مناخ متغير سبب انتاج نباتات باصناف مختلفة صيفية وشتوية .
– ثبات دوران الأرض بأتجاه معاكس لحركة عقرب الساعة .
لجميع البشر ، هل جاء صدفة ؟ DNA- عدم تطابق البصمة الوراثية
– عدم تطابق بصمة الابهام وبصمة العين بين جميع البشر هل جاء صدفة ايضا ؟
– الشكل الحلزوني للحامض النووي يلتف حلزونيا الى اليمين في كل البشر هل كان صدفة ؟
– ثبات واستقرار الكرة الأرضية وعدم تذبذبها كما يحدث في كواكب اخرى ساعد على بقاء الحياة .
– الغلاف الغازي المحيط بالأرض يحرق الشهب والنيازك الصغيرة الساقطة على الأرض والتي تهدد الحياة بالفناء .
– وجود القمر وكوكب المريخ بقرب الأرض عملا كمصدات للكويكبات التي تقترب باتجاه الارض وتلقي ضرباتها وصخورها بدلا من الارض لحمايتها من الفناء .
كل هذه العوامل والضروف الكونية والارضية والبيولوجية والفيزيائية اجتمعت معا و ساهمت بظهور الحياة وديمومتها على الارض وحمايتها من الفناء منذ مئات الاف السنين ان لم تكن بالملايين .
فهل تجمعت كل تلك الضروف المعقدة والدقيقة كلها بطريق الصدفة والعشوائية لتنشأ الحياة وتديم استمرارها ؟ هل يعقل ان تكون الصدفة هي محور عملية تكوين الخلايا الحية الاولى ثم تطورها تحت حكم البيئة والحاجة والضروف المناخية ؟ اي عقل يقبل هذا المنطق المبني على الصدفة والعشوائية ؟
اعقد شئ في الكون وعلى كوكب الارض هو الحياة واجساد المخلوقات الحية وارواحها وغرائزها ، فهل تنشأ اعقد الامور في الكون كله بالصدفة والعشوائية تحت اسم التطور الغير مثبت علميا ولا بالتجربة .