نظام ولاية الفقيه لاتأمن من شروره القبور

alihosseini*العلامة السيد محمد علي الحسيني
لم يكن بمستغرب ولا مستبعد من نهج وأخلاق وأفكار نظام ولاية الفقيه أن يصدر الأوامر الى أدواته ورموزه واتباعه في العراق ولاسيما الى الميليشيات التابعة له قلبا وقالبا بالقيام بالهجوم على قبور المتوفين من اللاجئين الايرانيين في مقبرة مرفاريد بمعسكر أشرف في العراق والعبث بها بطريقة واسلوب تدل وبصورة واضحة على الاستهانة والتشفي بها.
هذا التصرف الشائن والمرفوض بمقتضى الشرع الاسلامي والأخلاق والفطرة الانسانية, يعتبر شهادة عملية جديدة أخرى على مدى إيغال نظام ولاية الفقيه في طريق الضلالة والوحشية والغي ولجوئه لكل ما يدعو ليس للتشكيك به ونهجه وقوانينه وانما حتى لرفضه مع كل ممارساته رفضا قاطعا, ذلك أن الله جعل حرمة المسلم – حيا وميتا – من أكبر المحرمات وأوجب صونها على المسلمين في كل أنحاء العالم الاسلامي, وقد أكد على ذلك العلماء والمراجع والثقاة.
سكان أشرف وليبرتي, اولئك المجاهدون الاوفياء لدينهم وشعبهم ووطنهم, كان لموقفهم البطولي الجريء الذي سجله التأريخ لهم بأحرف من نور وهم يعلنون رفضهم لنظام ولاية الفقيه ولم يقبلوا بأن ينتقل الشعب الشعب الايراني من دكتاتورية واستبداد النظام الملكي الى دكتاتورية واستبداد الملالي المتاجرين والمزايدين بالدين, ولذلك فقد واجهوا منتهى الشر والطغيان ودفعوا ثمنا باهظا جدا لموقفهم هذا الذي أكدوا من خلاله أيضا رفضهم لتجيير واستخدام الدين لأغراض وأهداف مشبوهة.
مراجعة تأريخ المواجهة بين هؤلاء المجاهدين الاحرار المؤمنين بإسلام وسطي معتدل كما هو في واقع أمره, وبين نظام ولاية الفقيه الذي سعى ويسعى الى نشر التطرف الديني والارهاب في العالمين العربي والاسلامي بصورة خاصة وفي العالم بصورة عامة, أثبتت على الدوام رجاحة الكفة للأشرفيين ونجحوا دائما ليس في الصمود فقط بوجه الهجمات الشرسة لهذا النظام وانما حتى قلبوا الطاولة على رأسه وفضحوه وكشفوا كذبه وزيفه ودجله وبفضلهم عرف العالم كله حقيقة هؤلاء المتاجرين بالدين, وان اجتراع نظام ولاية الفقيه لكؤوس الهزائم المرة أمام المجاهدين وهم أحياء, دفعه للتشفي بهم والانتقام منهم وهم أموات وهو ما فضح هذا النظام وخزاه أكثر أمام الامة الاسلامية كلها وأوضحت الى أي مدى قد وصل حقد هذا النظام على سكان أشرف وليبرتي كي لا يتركهم لسبيلهم حتى وهم في قبورهم.
ليس بجديد ولا طارئ على نظام ولاية الفقيه تجسيد ممارسات وأفعال منافية ومخالفة للإسلام, ذلك أن الحصار الظالم المفروض على سكان أشرف وليبرتي منذ أعوام كان أساسا بطلب خاص من جانب نظام ولاية الفقيه, وان هذا النظام الدجال الذي يدعي بأنه يسير على نهج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب”ع”, يتناسى ويتجاهل من فرط حقده وكراهيته للمجاهدين أن أمير المؤمنين قد ضرب الله سبحانه وتعالى به مثلا في تعامله وخلقه الرفيع مع الاسير كما جاء في الآية الكريمة: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا, انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا), وان سكان أشرف وليبرتي الذين يعتبرون حاليا في مصاف ووضعية أسرى, فإنه ليس من الجائز شرعا ولا قانونا فرض الحصار عليهم من مختلف النواحي بل والايعاز للسلطات العراقية حتى بتشديد ذلك الحصار بين كل فترة واخرى.
ما ارتكبه نظام ولاية الفقيه بحق قبور الاشرفيين من عبث على يد عملائه, يثبت مرة أخرى وبأنصع صورة أن الاشرفيين حتى وهم في قبورهم قد هزموا النظام وفضحوه وكشفوه على حقيقته مرة أخرى أمام العالم كله وهم بذلك يثبتون حقانية وعدالة قضيتهم وحتمية انتصارهم بعون الله ومشيئته.
* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان.
alsayedelhusseini@gmail.com

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.