ضجّت الشام بخبر قرار نزع الحجاب و منعو في المدارس و المؤسسات الحكومية ، و استباحت سرايا الدفاع و المظليات و المرؤوسين من المعارض الكبير القائد رفعت الاسد حواري و شوارع دمشق العريقة و صاروا بالقوّة ينزعوا الحجاب عن رؤوس مرتدياتها..
في نفس اليوم ، و على ضجيج هالخبر ، سأل دريد رفعت الاسد أستاذو الخصوصي في مادة الفيزياء المرحوم الاستاذهشام خليل عن توقعاتو بتداعيات هالاجراء:
– أستاذ هشام شو رأيك بهالقرار؟؟
كان رد الاستاذ هشام حاسم و نابع عن وعي لما سيحدث : و الله يا ابني يا دريد، هيك قرار رح يكون المسمار الأخير في نعش عائلتكون اذا ما تم الإسراع بالغاؤو و معالجة الضرر اللي اترتّب عليه..
في نفس الليلة، دورية مؤللة من الأمن العسكري اقتحمت دار الاستاذ هشام و اقتادتو الى مكان مجهول..
غاب تسع شهور كاملة عن عائلتو لحد ما اجا اليوم اللي وصل خبر لزوجة الاستاذ هشام انّو يروحوا يستلمو جثة خائن الوطن بعد ما اصابتو ذبحة قلبية و فقد الحياة في السجن..
حملو حالهون الأهل و راحوا لاستلام الجثة، و عند وصولهون و بعد مطالبتهون باستلامها، قلهم رئيس الفرع انو الجثة اتحولّت للمشفى العسكري و اللي قاموا بدفنها بنفسهون بعد إثبات حالة الوفاة..
أقيم للمغدور مراسم دفن، و تمّت صلاة الغائب عن روحو، و تقبّل الأهل العزاء بفقيدهون، و لبسو اللباس الأسود تعبيراً عن أحزانهون بهالمصاب الجلل..
١٧ سنة مرّت بعد مراسم العزاء، لمّا بيصحوا اهل الاستاذ هشام على رنة الباب الصبح و بيطلع الاستاذ الفاضل هوّة زائر هالصباح..
١٧ سنة و دريد الاسد عم يتابع بكل حقد و كراهية سجن استاذو الجليل، و عم يوجّه الأمن بعدم الإفراج عنّو..
حكيت هالقصة لقول شغلة وحدة بس..
دريد رفعت الاسد و من لحظة الهروب الكبيرة لوالدو و لجماعة سرايا الدفاع و هوّة عم يقدّم نفسو في المجتمع اللادقاني على انو الانسان الآدمي العصامي الفنان اللي انسلخ عن تاريخ أفراد هالعيلة القذرة بمحاولة للتبرّأ منهون و عزل نفسو عن أفعالهون..
اللي ما بيعرفك يا دريد بيجهلك، و ما تخفيه من دماسة و لطف مانو الا محاولة بائسة لتلميع صورة قذرة من صور هالعيلة..
و بحب قول بالأخير :
هيدي العيلة لا يمكن انو تنجب شخص عادي و طبيعي.. نطفة قذرة مركبة من أحقاد و كراهية و طائفية و جهل و اجرام، لا يمكن ما تتحوّل الا الى كائن مشوّه..