لم تعد الحياة المعاصره كما كانت في السابق , زادت حركتنا وزاد إنتشارنا في العالم ولهذا أصبح لازماً أن نعلم الولد الخياطة والطبخ مثلما نعلم البنات أموراً مثل تصليح الحنفيه أو تغيير المصباح أو تصليح بعض الأدوات وتغيير إطار السياره , كل هذا من أجل أن لا يحتاجوا مساعدة أحد فيما لو عاشوا لوحدهم بعض الوقت
لتعليم الطفل الخياطه سواءاً كان ولداً أو بنتاً , نطلب منه مساعدتنا في كي الملابس , نضع بجانبنا مقصاً وابرة وخيط ونعزل الملابس التي تحتاج الى تصليح ونطلب من الطفل أن يضع الخيط في الإبره ونعطيه وقتاً لكي يفعل ذلك ثم يستعمل المقص لقص الخيط ولا نسمح له بتعلم عادة سيئه بأن يقوم بقطع الخيط بأسنانه , ثم نعلمه كيف يعقد نهاية الخيط . عقدة نهاية الخيط ستكون صعبة عليه في البدايه ولهذا يجب أن نتحلى بالصبر ونطلب منه تكرارها عدة مرات حتى يتقنها
في المرة التاليه حين سنتشارك في كي الملابس سنطلب منه وضع الخيط في الإبره وخياطة زر مقطوع , وفي كل مره نعلم الطفل خبرة جديده ولا ننتقده اذا أخطأ العمل ولكن نعلمه بهدوء كيفية العمل الصحيح
واحده من أدوات لعب الطفل في البيت هي أن نوفر له سلة أو صندوقاً ونجهزها بفضلات الأقمشه ومقص صغير وإبر ودبابيس وخيوط وأزرار ونتركه يلهو بها ويصنع منها مايشاء حتى لو كان شيئاً تافهاً
حين يتعلم الطفل مهارات كافيه في استعمال أدوات الخياطه نبدأ بتعليم البنت كيف تصنع ملابس لدميتها من الأقمشه القديمه أو الفائضه , واذا أمكن نوفر لها كتاب أو مجله به باترونات لملابس الدمى , نعلمها كيف تستخرج الباترون وكيف تقص القماش وكيف تصل القطع مع بعضها لتحصل على الثوب كاملاً . حين تتعلم البنت مهارات الخياطه بدرجة كافيه نطلب منها تصليح ملابسها بنفسها وجعلها مناسبة لقياسها تماماً وننمي لديها ذوق أن لا تقبل إرتداء الملابس على علاتها ولكن تصحح كل شيء قبل إرتدائه . عن نفسي أنا الجدة أتحدث فأقول أنني كنت بعمر 13 سنه حين فصّلت وخيّطت أول فستان لي بنفسي بالإستعانه بباترون , والى حد اليوم مازلت أشعر أنه أجمل فستان لبسته في حياتي
بالنسبه للولد لن نشتري له دميه ونطلب منه خياطة فساتينها ولكن سنعلمه الخياطة بطرق أخرى , سنطلب مساعدته لنا في تشكيل حلقات الستائر قبل تعليقها , حين نستخرج حشوات الوسائد لغسل أكياسها نطلب منه إعادة الحشوات الى أكياسها وخياطة الكيس لإغلاقه ثم تلبيس الكيس النهائي للوساده وإعادتها الى مكانها . نأخذه الى الحديقه ونصنع فزاعه للطيور ونطلب منه خياطة ملابسها وهكذا الى أن يمتلك المهاره الكافيه في الخياطه عندها نوفر له كتاب أو مجله تعلم كيفية صناعه بعض الحيوانات من القماش وحشوها بالقطن , ستعجبه الفكره جداً وهو ينتج حيوانات جميلة الشكل يتعلم بواسطتها أساسيات الخياطه فيستطيع تصليح ملابسه أو حاجياته بنفسه ودون الحاجه لأحد
وبنفس طريقة تعليم الخياطه نعلم الطفل طرق الحياكه وبذلك يعتمد على نفسه في تأمين شؤونه متحملاً أقل الخسائر والعيوب ودون إعتماد على أحد