من واجب الآباء والأمهات تعليم أولادهم الطريقة الصحيحه للتعامل مع الناس ليس وفق قواعد الأدب والذوق وحدها ولكن وفق قاعدة أن الناس مختلفون في صفاتهم ولهذا لايجوز أن نعاملهم كلهم بنفس الطريقه . ولهذا فمنذ عمر مبكر يجب على الأم والأب تعليم أطفالهم الإنتباه الى الفروق الفرديه بين الأشياء , وهذا التعليم لايكون بتنبيه الطفل في كل مره لكي يلاحظ أو ينتبه على صفة معينه في شيء ما , ولكن بتوفير عدد من الأشياء المتشابهه والمختلفه بنفس الوقت في بيئة الطفل منذ عمر مبكر جداً وهذا سيتيح لعقل الطفل البدء بتعلم الإنتباه الى الفروق الفرديه
بعمر من 6 سنوات فما فوق سنختار للطفل ركناً من الحديقه أو نوفر له صندوق خشبي أو صحن أو طاسه كبيره نقوم بملئها بتربة صالحة للزراعه ونكلف الطفل بزرعها بأنواع مختلفة من نبات الصبار , حيث يمكنه الحصول من أصدقائه أو من الجيران والأقارب على درنات مختلفه لهذا النبات عليه أن يزرعها ويعتني بها , بمرور الوقت ستنمو هذه الدرنات الى أشكال مختلفه طويله وكرويه ومفلطحه ونجميه , قسم منها فاتحة اللون واخرى غامقه , قسم منها حادة الأشواك وقسم منها ناعمة , وحين ستزهر هذه الصبيرات ستعطي أزهاراً مختلفة الأشكال والألوان وكل هذا تحت نظر الطفل ومعاينته اليوميه وحديثنا المستمر معه عن آخر مستجدات حديقته
لتطوير تركيز الطفل على الفروق الفرديه بين هذه الصبيرات نوفر له دفتراً صغيراً ومجموعة من الألوان ونطلب منه أن يرسم كل نبته كيف كانت في البدايه وكيف تغير شكلها وماهو الجديد الذي طرأ عليها ونتابع معه هذا الدفتر بإستمرار ونثني على رسوماته حين تكون دقيقة وجميله
حين يتعلم الطفل الإنتباه الى الفروق الظاهريه في أشكال الأشياء سينتقل كلما تقدم بالعمر الى الإنتباه الى الفروق في طرق الأداء المختلفه للأشياء ومنها سينتقل الى ملاحظة الطباع والأخلاق فيتعلم الطريقه الصحيحه للتعامل مع البشر وكل حسبما يستحق