ولد السياسي والفيلسوف الايطالي ميكافيللي عام 1469 من اسرة عريقة ، والف كتابا اسماه (الامير) تضمنه خبرته السياسية في الحياة وقدمه كهدية لأمير فلورنسا في ايطاليا لورنزو دي ميديشي ، ناصحا اياه بجراءة ان يستفيد من الخبرة التي اكتسبها هو في حياته السياسية وان يتبع تعليماته ان اراد ان يسيطر على اعداءه ويبقى اميرا قويا وذو نفوذ على كرسي الحكم لمدة طويلة من دون منازع . وضع له الخطوط العريضة التي ينتهجها لاستمرار بقاءه في السلطة . ومن نصائح ميكافيللي المهمة للامير نلخص ما يلي :
• على الامير ان يتصرف في السياسة الخارجية بذكاء الثعلب وقوة الاسد . يتبع اسلوب الثعلب في النفاق والخداع والمراوغة والرياء ، واسلوب الاسد في القوة والعنف والبطش فإن كان ثعلبا فقط عجز عن التعامل مع ذئاب الغابة ، والغابة الدولية مليئة بالذئاب . وان كان مجرد اسد فقط ، عجز عن يتبين ما نُصِبَ له من فخاخ والغابة الدولية مليئة بالفخاخ . فعليه ان يبدأ باسلوب الثعلب لخطف عنقود العنب، فان لم يفلح عليه ان يُسمِعَ اعداءه زئير الاسد . اي ان لم تفلح الدبلوماسية في تحقيق مآربه ، عليه استعمال القوة والبطش .
• على الامير (الحاكم) ان يبني جيشا قويا ، وان يعتمد في قياداته وضباطه على العناصر التي تدين له بالولاء التام . ولا يجب عليه ان يعتمد على المرتزقة الاوغاد الذين لا يدينون بالولاء إلا للمال ، ويتخلون عنه اذا ما توقف ضخ المال اليهم او شعروا بضعفه.
• على الحاكم ان يتزين امام العالم بحلل زائفة من الصدق والسلام والعدل والوفاء ، وان يكون ذئبا في جلد شاة ، وان يُظهر الحكامَ الاخرين انهم الكاذبون ومخالفوا العهود . وينصح ميكافيللي ان يتصرف الامير بأسلوب الثعالب من الغش والخداع فقد اثبتت التجربة في رأيه نجاح هذا الاسلوب وكان النجاح حليف من اتبعه.
• على الامير ان يتصرف كحاكم ليعرف طبيعة شعبه وان يكون كأحد الرعية ليعرف الحقائق المتعلقة بالامراء.
• الامير الذي يحبه شعبُه ، والذي لا توجد له رذائل مفضوحة امام الناس ، سيتمسك به الشعب ويدافع عن وجوده على كرسي الحكم ولا يرضى ان يتخلص منه.
• الشعب الذي يختار حاكمه سيدعمه املا انه سيخدمه بالسلطة التي سيملكها ويرفع مستواه ويحكم بالعدل وبالمساواة، هذا الشعب نفسه سيكون في طليعة المتقدمين لخلعه من منصبه اذا ما اكتشف انه انخدع بآمال لم تتحقق، وتخلى هذا الحاكم عن وعوده في خدمة الشعب وكرس جهوده في تعزيز سلطته وتقريب اعوانه واقرباءه في الاستيلاء على المناصب المهمة متناسيا الكفاءات الفاعلة من ابناء الشعب في استلام المسؤوليات لخدمة المواطنين .
• الشعب الذي يحقد على حاكمه ، سيتعاون مع الاجنبي لغزو بلاده كي يُسقط الحاكم الظالم .
• الامير الحكيم عليه ان يتنبأ بوقوع الاحداث والاضطرابات قبل وقوعها ، فما يمكن التنبؤء به يسهل علاجه بسرعة ، وان لا ينتظر ان تداهمه المخاطر، وان وقعت عليه ان لا يتركها تستفحل فيصعب علاجها بعد ان تستعصي العلة .
• كل من يتسبب في ان يقوي غيره بالحيلة والقوة يُهلك نفسَه .
• من يحكم مدينة حرة بعد الاستيلاء عليها ، و لا يدمرها اي يكسر ارادة شعبها ، فليتوقع ان تقضي هي عليه . فإن الناس لن تنسى ذكريات حريتها القديمة بسهولة .
• من يريد الاصلاح لنظام جديد ، لابد له من اعداء من المستفيدين من النظام القديم وان المصلح يهاجمه خصومه بحماس شديد في كل فرصة ، بينما يدافع عنه الاخرون بشكل فاتر.
• الناس لا تؤمن بالجيد الا بعد ان تجربه فعلا.
• من استطاع الاعتماد على سطوته ولديه القدرة على استعمال قوته فإنه نادرا ما يفشل .
• على الامير ان يصون لسانه فلا ينطق الا ما يسبغ عليه من الصفات الطيبة ، ولابد له ان يبدو رحيما صادقا ومستقيما ومتديناً ، لأن الناس يحكمون على ما يرونه بأعينهم ، وليس على ما يدركونه . فالغاية تبرر الوسيلة وهذا حكم لا يمكن نقضه .
• على الامير ان يجتنب كل ما يجعل الناس يكرهونه او يحتقرونه . وان لا يكون جشعاً ولا يغتصب ممتلكات رعاياه ونساءهم . وسيكون الامير محتقراً حين يعتقد الناس بأنه متقلب وطائش ومخنث وجبان وضعيف العزيمة .
• على الامير ان يحمي نفسه بالاسلحة الجيدة ضد الاعداء الخارجيين ، والاصدقاء الجيدين للاحوال الداخلية .
هذا غيض من فيض من نصائح هذا السياسي المحنك والماكر التي قدمها كنصائح لآمير البلاد كي يعمل بها ان اراد السيطرة على شعبه وامتلاك زمام قيادة السياسة الداخلية والخارجية ليقاوم الملوك والامراء المحيطين به وبإمارته .
ان الحكام الديكتاتوريين الذي يقودون شعوبهم بالحديد والنار ، والقتل والتعذيب والسجون يستمدون سياستهم من تعليمات ميكافيللي ، فهتلر وستالين وموسوليني وصدام حسين وحسني مبارك وغيرهم استخدموا نفس نصائح وتعليمات ميكافيللي ، لأطالة سنوات حكمهم الارهابي لفترات طويلة ، ولكن الشعوب الحرة لا تستكين، والظلم ان دام دمر صاحبه ، فمهما كانت قساوة وظلم الحاكم ودهاءه وخبثه فالشعب ان اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ، ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر . ماذا كان مصير هتلر وستالين وموسوليني وشاوشيسكو وصدام حسين بعد سنوات طويلة من الحكم الاستبدادي العشائري ، اليس الاعدام والفناء بارادة الشعوب تواصل مع صباح ابراهيم فيسبوك
ماقل ودل … بعد التحية و السلام ؟
بكل أسف إنها الحقيقة التي تقول ، بأن كتاب ألأمير لميكافلي هو فعلا قرأن الطغاة ؟