سفر نشيد الانشاد أحد أسفار العهد القديم ، كتب باللغة العبرية وكان في عداد الأسفار التي جمعها عزرا الكاتب بعد عودة اليهود من السبي البابلي سنة 534 ق.م وترجمت تلك الأسفار إلى اللغة اليونانية بأمر بطليموس فيلادلفيوس نحو سنة 282 ق.م وأطلق عليها اسم الترجمة السبعينية.
تتكفل النصوص السومرية ذات الطابع الميثولوجي الطقسي بإعطائنا صورة عما كان يحدث في أعياد الربيع. فلقد توفر لدى علماء السومريات حتى الآن نحو اثني عشرة غنائية سومرية تتعلق بالزواج المقدس، واتضح لهم منذ ترجماتها الأولى مدى شبهها بنشيد الأنشاد سواء فيما يتعلق بالمضمون أم بالأسلوب الأدبي أم بالشخصيات التي تتبادل الإنشاد. فالعاشق يصور راعياً وملكاً في آن معاً (ولقب الراعي على ما نعرف اختص به الإله دوموزي)، والمعشوقة حبيبة وأختاً، وهناك جوقة من العذارى تسأل أو تعلّق على الأحداث. وقد عمد الدارسون إلى فرز هذه الغنائيات في مجموعات وفق موضوعاتها. وتبين لهم أنها تشكل فيما بينها نصاً مطرداً يصف مراحل طقس الزواج المقدس بين إنانا ودوموزي أو بين كاهنة إنانا والملك السومري. تحكي المجموعة الأولى عن الحب المستعر بين إنانا ودوموزي وهما في وفرة الصبا والشباب، واللقاءات التي كانت تتم بينهما خفية عن الأعين. وتحكي المجموعة الثانية عن مرحلة الخطوبة، والمجموعة الثالثة عن ليلة العرس. أما في المجموعة الرابعة فنجد أن الملك السومري يحل محل دوموزي في طلب يد إنانا وهو الذي يدخل معها إلى مخدع الزوجية. وسنقدم فيما يلي نماذج معبرة عن كل من هذه المجموعات.
1- التودد والخلوة:
في الليلة الفائتة عندما أنا الملكة كنت أُشع نوراً
في الليلة الفائتة عندما أنا ملكة السماوات كنت أشع نوراً
عندما كنت أترنم بأغنية لاقتراب الليل
السيد دوموزي التقى بي
السيد وضع يده في يدي
دوموزي عانقني وضمني إلى صدره:
– هلم أيها الثور البري، أطلقني لأعود إلى البيت.
دوموزي أطلقني لأعود إلى البيت.
كيف أحتالُ بالقول على أمي
كيف أحتالُ بالقول على أمي ننجال؟
– دعيني أخبرك بما تسوقه البنات من معاذير:
قولي لقد صحبتني صديقتي إلى الساحة العامة
حيث تسلينا بالرقص والموسيقى
وفي بهجة غامرة أمضينا الوقت هناك
بهذه الأكذوبة تأتين إلى أمك
بينما نطلق لأنفسنا العنان في ضوء القمر.([3])
2-الخطوبة:
جئت إلى بوابة أمي أمشي في بهجة وحبور
جئت إلى بوابة ننجال أمشي في بهجة وحبور
سوف يقصد أمي وينطق بالكلمة المنتظرة.
سوف يرش عطر زيت السرو على الأرض
هو الذي يتضوع عطراً وتبعث كلماته في القلب حبوراً.
سيدي هو الجدير بالحضن المقدس
السيد دوموزي هو الجدير بالحضن المقدس.
3- ليلة العرس:
الراعي أتى بالزبدة إلى البيت الملكي
دوموزي أتى بالزبدة إلى البيت الملكي
وأمام الباب نادى:
“افتحي الباب سيدتي، افتحي الباب”
إنانا نزولاً عند رغبة أمها
استحمت وتضمخت بالزيت العطر
وضعت عليها الرداء الملكي الأبيض
وعندما فتحت له المصراع
شعت من داخل البيت كضوء القمر:
– فرجي قرن الهلال، قارب السماء
ملؤه رغبة كالقمر الجديد
وأرضي متروكة بلا حرث
فمن لي بمن يحرث لي فرجي
من لي بمن يفلح لي حقلي، أرضي الرطبة
-أنا دوموزي الملك من سيحرث لك فرجك
-إذن احرث فرجي يا رجل قلبي
احرث لي فرجي.
في حضن الملك ارتفع الأرز سامقاً
من حولهما تدافع القمح باسقاً
وازدهر كل بستان.
….
أيها العريس الغالي على قلبي
عظيمة هي مسرتك، حلوة كالعسل
أيها الليث الغالي على قلبي
عظيمة هي مسرتك، حلوة كالعسل
لقد أسرتني، أقف مرتجفة أمامك
أيها العريس، لو تحملني إلى السرير
أيها العريس، فلأمنحك ملاطفات يدي
يا حلوي الغالي، بودي لو أغتسل بالعسل
في السرير الممتلئ عسلاً
لنستمتع بحسنك المهيب
أيها الليث فلأمنحك ملاطفات يدي
يا حلوي الغالي بودي لو أغتسل بالعسل.
روحك، أعلم أين تبتهج روحك
يا عريسي نم في بيتنا حتى الفجر
قلبك، أعلم أين يفرح قلبك
أيها الليث نم في بيتنا حتى الفجر.
4- الملك ودوموزي يتبادلان الأدوار:
في رأس السنة في يوم الطقوس
أقيم لمليكتي مخدعاً لنومها
عطروه بجرار مليئة بالأسل والأرْز
وضعوه لمليكتي، لسريرها
على المخدع نشروا حلاوة تبهج القلوب
مليكتي تستحم على الحضن المقدس
تستحم على حضن الملك
تستحم على حضن إيدين داجان.
إنانا المقدسة تغتسل بالصابون
ويُرش لها زيت الأرْز العطر على الأرض
والملك يمشي رافع الرأس إلى الحضن المقدس
…
لعل السيد الذي قربته إلى قلبك
الملك، زوجك الحبيب، لعل أيامه تطول في حضنك الهني.
امنحيه حكماً وطيداً ومجيداً
وفي أيام حكمه ليكن هناك زرع وحبوب
وفي الأنهار فلتعلُ المياه
وفي الحقول فلتكثر المحاصيل
وفي الغابات فلتتناسل الغزلان والماعز البري
وليفض الماء في دجلة والفرات
ويعلُ العشب على الضفاف ويملأ المروج
أي مليكتي، يا ملكة السماء والأرض المحيطة بهما
فليهنأ أياماً طويلة في حضنك المقدس.
لعل السيد الذي قربته إلى قلبك
الملك، زوجك الحبيب، لعل أيامه تطول في حضنك الهني.
امنحيه حكماً وطيداً ومجيداً
وفي أيام حكمه ليكن هناك زرع وحبوب
وفي الأنهار فلتعلُ المياه
وفي الحقول فلتكثر المحاصيل
وفي الغابات فلتتناسل الغزلان والماعز البري
وليفض الماء في دجلة والفرات
ويعلُ العشب على الضفاف ويملأ المروج
أي مليكتي، يا ملكة السماء والأرض المحيطة بهما
فليهنأ أياماً طويلة في حضنك المقدس.
هذا ليس تشابهاً محكوم بالصدفة انما اقتباس وحرفي في كثير من المواضع !!
فاذا كانت قصة الخلق و الطوفان و البعث والقيامة والوصايا ومعظم الشخصيات التوراتية و الحوادث التي رافقتها والاسفار والنجمة السداسية … هي من الأدب البابلي و الكلداني و الآشوري و الكنعاني الاوغاريتي فالتوراة = المنهوبات ، لذا نعتهم الناصري : ” بأبناء الأفاعي وسليلي اللصوص”
للاستزادة :
*فراس السواح
*صاموئيل كريمر
ترجمة نهاد خياطة