وفاء سلطان
الإعتقاد يصبح مع الزمن هو الواقع، فهو يقودك بطريقة خفيّة إلى الواقع الذي يثبت صحته.
– إمراة مصابة بـ Spilt personality ، أي تعدد الشخصيات ترى دماء الطمث في الشهر بعدد الشخصيات التي تتقمصها خلال ذلك الشهر.
– امرأة أخرى مريضة بالسكري، عندما تعرضت للتنويم المغناطيسي وأقنعوها بأنها غير مريضة انخفض مستوى السكر في دمها.
– أوهموا شخصا بعد تنويمه مغناطيسيا بأنهم سيحرقوه بقضيب ساخن ذي درجة حرارة عالية. مرروا على جسده قضيب مصنوع من الثلج فترك القضيب حرقا على جسده، كما لو أنه فعلا ساخن وذي درجة حرارة عالية.
– سيدة خضعت لعملية جراحية بسيطة، حُقنت خلالها بكمية قليلة من الدواء المخدّر تكفي لتخديرها نصف ساعة وهي المدة اللازمة لإجراء العملية.
تفاجئ الأطباء بأنها لم تفق من غيبوبتها بعد مرور المدة المحددة رغم محاولات عديدة لإنعاشها. دامت غيبوبتها يومين ولم تظهر الفحوصات الطبية أية خلل في صحتها. إضطر الأطباء عندها إلى اللجوء لطبيب نفسي مختص بالتنويم المغناطيسي. أقنع خلالها وبطرقه الخاصة اللاوعي عندها بأنه قد حان الوقت لتستيقظ من غفوتها وأن بإمكانها أن تفعل ذلك، استيقظت السيدة لتبوح للأطباء بسرّ غيبوبتها الطويلة.
أثناء حقنها بالمخدر وقبل أن يأخذ مفعوله سمعت أحد الطبيبين الجراحين يقول للآخر: ماذا تعتقد؟ فردّ الآخر: أعتقد بأنه لن يكتب لها الحياة بعد العمل الجراحي!
في حقيقة الأمر كان الطبيبان يناقشان قناعتهما بخصوص حالة سيدة أخرى ميؤوس من وضعها، فظنت أنهما يتكلمان عنها. صدق اللاوعي القناعة التي دخلته خلسة فتوقف الدماغ عن فعالياته بناء على ما صدقه اللاوعي.
…………..
اللغة هي الأداة التي تُستخدم عادة لبرمجة اللاوعي، وبالتالي للهيمنة على العقل.
لا يستطيع الإنسان أن يرفع مستوى وعيه إلاّ باكتساب القدرة على الإصغاء،
تلك القدرة التي تساعده على فهم اللغة المقروءة أو المسموعة وتصفيتها، كي يتبنى اللغة الإيجابية ولا يسمح للسلبية منها بأن تهيمن على عقله.
هناك فرق بين السمع والإصغاء. قد تسمع كل الأصوات المحيطة بك، لكن هذا لا يعني بأنك تفهم ما تقصده تلك الأصوات.
الإصغاء هو القدرة على فهم ما تسمع، والوعي هو حالة اليقظة التي تساعدك على تطبيق ما فهمته.
العام الماضي زرت مخبرا للتحاليل الطبية لإجراء فحص الدم السنوي الدوري. حيتني الممرضة وقادتني إلى الكرسي المخصص، ثمّ بدأنا نتجاذب أطراف الحديث، فقلت لها بغباء: وريدي غائر وستجدين صعوبة بالغة في الوصول إليه!
وكان ما أردت، وخزتني بالإبرة ثلاث مرات دون جدوى، فاضطرت أن تنادي ممرضة أخرى.
هذا العام وفي الموعد المحدد لإجراء فحص الدم الدوري، وصلت إلى المخبر وإذ بي اُفاجئ بالممرضة نفسها، قلت لنفسي: عليّ أن أخرس هذه المرّة كي لا أهيمن عقليا على تلك المسكينة!
قامت بعملها بكل جدارة، ومنذ الوخزة الأولى حصلت على الدم الذي تحتاجه!
يجب أن يرفع الإنسان مستوى وعيه كي يعي طبيعة اللغة المتداولة، فلا يسمح لها بالهيمنة على اللاعي عنده.
أضرب مثالا:
الطبيب النفسي توماس هاريس، وفي كتابه I’m ok-you’re ok ، يذكر أن سيّدة اتصلت به يوما تطلب موعدا لتأتي بطفلها المريض. عندما سألها عن سبب الزيارة قالت: ابني يعاني من حالة خوف عام، هو يخاف من الناس.. من المدرسة.. من الشارع… من الذهاب إلى الأماكن العامة…من كل شيء! فحدد لها موعدا.
في اليوم المحدد، اتصلت به السيدة تشكو من عدم قدرتها على جلب طفلها إلى العيادة لأنه يشكو من وعكة صحية، فأصرّ عليها أن تأتي بمفردها.
عندما وصلت، لم يكد يسألها سؤالا حتى استرسلت في قولها: “الطقس في الخارج بارد للغاية ولا يسمح بمغادرة البيت…. المترو يغص بالناس وأغلبهم مصابون بالرشح…. لا أحد يتقيد بالتعليمات الصحية….المرافق العامة غير نظيفة وأشعر بالغثيان كلما زرتها… سأنقل ابني من مدرسته فالمعلمة لا تشرح لهم قواعد النظافة عندما يتناولون وجباتهم….”
وهنا أوقفها الطبيب معترضا: يا سيدتي خيرا فعلت، فأنت من يحتاج إلى العلاج ومتى شفيت سيتحس ابنك!
تتسلل في تلك الحالة لغة الإم المشحونة بالخوف إلى اللاوعي عند طفلها فتبرمجه على الخوف من كل شيء. لا يسمح مستوى الوعي عنده في تلك السن أن يقوم بتصفية ما يدخل اللاوعي عنده، فيتبرمج لاحقا على الخوف من كلّ شيء إلى الحدّ الذي لم يعد يعرف عنده مصدر خوفه.
********
العقيدة الإسلامية قادت أتباعها إلى الواقع الذي يعيشونه اليوم.
لو رفع المسلم وعيه إلى المستوى الذي يسمح له بفهم ما يقرأ في كتبه الإسلامية وما يسمع في مجتمعه الإسلامي لاستطاع أن ينجو من تأثير ما يقرأ وما يسمع.
أتطرق في الكثير من كتاباتي إلى زيجات محمد وغزواته وأفعاله، وأتلقى إثر ذلك رسائل عديدة يطالبني مرسلوها أن أقرأ السيرة النبوية، فيدهشني العجز العقلي الذي ابتلى به هؤلاء البشر، أليست تلك الزيجات والغزوات والأفعال هي سيرته؟!
……….
القاعدة السائدة في المجتمعات الحرّة تقول: البعض مذنب والكلّ مسؤول. أمّا في المجتمعات القمعية كالمجتمع الاسلامي الكلّ مذنب ولا أحد يبدو مسؤولا!
في كلّ الاديان، هناك مجانين، ولكن نقمتنا في الإسلام ونعمتهم في كل الأديان الأخرى تكمن بأنّ مجانينهم أقلّ بكثير من عقلائنا!
والأغلبية عادة تعطي للمجتمع صبغته.
جميع النقد الذي وجهته للإسلام لم يخرج عن كونه سؤالا حاولت أن أطرحه ثم أجد له الجواب.
ماذا كانت النتيجة؟!!
نوبة جنون ضربت أغلبهم فتدافعوا يرفسون ويركلون ويهددون ويتوعدون بالقتل والأرهاب!
لم يعتادوا على لغة الحوار، ولم يعتادوا على سماع أحد يطرح سؤالا!
البعض يحتج عليّ بقوله: ولكن الكتب الدينية الاخرى كالمسيحية واليهودية، على سبيل المثال، لا تقل عن القرآن في العنف الذي تطرحه!
قد يكون في هذا الإحتجاج بعض الصحّة، ولكن ما يميّز الإسلام عن غيره رفضه للسؤال!
طرحت على الكثير من المسيحيين واليهود أسئلة تتعلق بالعهد القديم والتوراة وكان الجواب الذي تلقيته من الجميع:
“إيماننا بما جاء في تلك الكتب لا يتعدى كونها مجرد سرد تاريخي لحوادث وقعت في ماض غابر. لانؤمن بحرفيّة ما جاء فيها ولا نتخذ منه شريعة على غرار ما يفعله المسلمون حيال القرآن. شريعتنا مدنيّة تستمد روحها وليس حرفيّتها من تعاليمنا. نضعها على محك السؤال ونمتلك الحقّ أن نغيّرها كلما عجزت عن مواكبة الزمان والمكان”
معظم اليهود والمسيحين لا يعتبرون كتبهم الدينية كلاما حرفيّا من الله، ولذلك إمكانية الشك وطرح السؤال حول مصداقيتها واردة في كل زمان ومكان.
في جهازهم العقائدي لا يوجد كلام حرفي لله الاّ الوصايا العشرة وكل ما عداه قابل للأخذ والعطاء.
الإسلام جاء ليقول لأتباعه:
هذا كتاب لا ريب فيه!
ثمّ أنجب ذلك الكتاب مئات بل آلاف الكتب الأخرى التي ورثت عنه”سلامته من الريب”!
وقع المسلم ضحية القمع الذي خلفه تحريم السؤال، وبا لتالي عدم البحث عن أجوبة جيدة.
تقولب عقله ضمن جهاز عقائدي ” لاريب فيه”.
لم يعد يسأل ولم يعد يبحث عن جواب، فلغز الحياة محفور في “اللوح المحفوظ” ولا يكلفه الأمر سوى أن ينقر على مفاتيح ذلك اللوح كي يجد حلا لكلّ مشكلة مستعصية.
بقي بول الابل، من القرن السابع وحتّى القرن الواحد والعشرين، أفضل دواء. وبقي التمر شفاء للناس، حتى ولو ارتفع مستوى السكر في دم المريض ليزيد عن عشرة أضعاف مستواه الطبيعي!
الطبيب المسلم يقرأ ويتظاهر بأنه لم يقرأ، فهذا كتاب لا ريب فيه!
المعلم المسلم يقرأ على طلابه قول عائشة أمّ المؤمنين:” كان النبي يضع رأسه بين فخذيّ ويقرأ القرآن وأنا حائض”، ثمّ يتابع لطلابه: لعن الله الغرب فهم اباحيون والرذيلة قد ضربت أطنابها في بلادهم!
لو تساءل طالب عن أخلاقيّة ذلك الحديث للقي حتفه، فهذا حديث لا ريب فيه!
لا أعتقد أنّ فيلما في تاريخ هوليوود أكثر إباحية من ذاك الحديث!
ليس كلّ شخص في الغرب ملزم بأن يرى أفلام هوليوود الإباحية، ولكنّ المسلمين ملزمون بمشاهدة أفلام نبيهم وزوجاته وملزمون باتخاذها شريعة دون أن يحق لهم الاعتراض على إباحيّتها، فهذا نبيّ لا ريب فيه!
لو كان لديهم كاميرات في حينها لصوروا لنا هذا الحديث على شريط فيديو ولنافسوا هوليوود على أسواقها!
لو التزم كل شخص في أمريكا باتخاذ ما جاء في أفلام هوليوود الإباحيّة كعقيدة لم رأيت أمريكا على ما تراها عليه اليوم.
ولو وضع المسلمون أفلامهم على المحكّ وتساءلوا عن مدى إباحيتها وأخلاقيتها، لما رأيتهم على ما تراهم عليه اليوم.
لو كان كلّ أمريكيّ غارقا في إباحيته ومهووسا في رؤية هذه الأفلام لما كان عدد السيارات في مقاطعتين من مقاطعات كاليفورنيا (لوس انجلوس واورانج كاوني) أكثر من عدد السيارات في الصين وروسيا مجتمعين.
ولو استطاع المسلم أن يتجاوز الهوس الجنسي الذي ابتلى به من جرّاء قراءة كتبه وأحاديثه لما انحدرت حياته في كل جوانبها الى هذا المستوى المتدني.
انتاجيّة الرجل الأمريكي تعكس قدراته العقليّة والجسديّة، وفشل الرجل المسلم يعكس عجزه العقلي وهوسه بالجنس والجسد!
عقل الأمريكي لم يعرف حدودا، وعقل المسلم سقط رهينة المسافة الممتدة من ركبة المرأة الى سرّتها!
عندما يقول نبيّ الإسلام:”اوتيت قوة أربعين رجلا” ويزعم أنه كان ينام مع زوجاته التسع في الليلة الواحدة، تتسلل تلك الكذبة خلسة إلى اللاوعي عند المسلم وتستقر هناك، لتجعل منه كائنا مهووسا بالجنس يهبط بوعيه إلى مستوى ما بين فخذيه!
أتساءل: هل يوجد إنسان على سطح الأرض مازال يحتفظ بدماغه في مكانه، يسمع ذلك القول ولا يُسقط قائله من وعيه واللاوعي عنده وينظفهما من تلك اللغة المهينة؟!!
ويبقى السؤال الأهم: كيف نتخلّص من تلك اللغة المهينة ونسقطها من عقلنا بحيزيه الوعي واللاوعي؟!
لا نستطيع أن ننظف اللاوعي ما لم نرتفع بالوعي ليصل الى مستوى يعي عنده ما يدور في محيطه.
عندما يكون الوعي قادرا على تقييم اللغة التي يقرأها ويسمعها ويقولها سيكون قادرا على تصفية ما يدخل حيزّ اللاوعي عنده.
لو ارتفعت الممرضة بمستوى وعيها لتعي ما قلته لها عندما أوهمتها بأن وريدي غائر ولن تستطيع أن تصل اليه، لما سمحت لتلك الفكرة بالدخول إلى حيّز اللاوعي عندها ولقالت: لا ياسيدتي… مهما كان وريدك غائرك فأنا مؤهلة للوصول اليه!
لو ارتفع المسلم بمستوى وعيه ليعي ما يقرأ لما سمح للكثير من الأفكار بالتسلل إلى اللاوعي عنده، ولكان بالتالي أفضل وضعا بكثير مما هو عليه الآن.
لو تساءل المسلم عندما يقرأ قول نبيّه “اُتيت من القوة أربعين رجلا” هل يُعقل هذا؟ هل تلك معجزة إلهيّة تُثبت نبوته؟ ما الحكمة من أن يجعل الله معجزة نبيه بين ساقيه وليس بين اُذنيه؟!!
لو ارتقى المسلم بمستوى وعيه إلى حد ذلك السؤال لما سمح لتلك العبارة بأن تهيمن على عقله أربعة عشر قرنا من الزمن فتتحكم بسلوكه وبانتاجه وبنوعيّة حياته.
…………………………
على أيّ أساس بنى المسلمون اعتقادهم الراسخ بأن الغرب مبتلي بالاباحية بينما هم أشرف من على سطح الأرض؟!!
لا أريد أن أتستر على إباحية الغرب فالأمر لا يعنيني ولا يعنيهم، ولكن أريد أن أدحض لغة ساهمت ـ وما زالت تُساهم ـ في تشويه أمّة تستحق كغيرها من الأمم أن تعيش حياة جديرة بالإنسان، وقد طال انتظارها لتلك الحياة!
الغرب لا يتستر على الجرائم التي تحدث في بلاده، وبكبسة زر واحدة تعرف كم عدد النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب في حقبة زمنية معينة في مدينة أمريكيّة ما.
هم يفعلون ذلك انطلاقا من قناعاتهم بأن الاعتراف بالمشكلة هو بداية الطريق لحلّها.
العقيدة الاسلامية تأمر أتباعها أن يتستروا على معاصيهم “واذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا”.
التستر على المعاصي لا يلغي وجودها، بل يحوّل الامة التي تعتمده كعقيدة الى ثمرة تعفّن لبّها!
المعاصي تنهك المجتمعات الإسلاميّة. الكلّ في تلك المجتمعات مذنب، ولكن طالما يرتكبون المعاصي وراء الأبواب الموصدة لا أحد فيه مسؤول!!
تقتل امرأتان على الأقل في الباكستان يوميّا بتهمة الزنى، ومنذ عدّة سنوات قرأت إحصائية أخرى تثبت أنه وفي عام واحد تمّ قتل أربعين امرأة في الضفة الغربية بنفس التهمة. هذه هي الحالات التي يتمّ الإعلان عنها ناهيك عن تلك التي تختفي وراء الستائر الحديدية. أمّا بخصوص الرجال الذين مارسوا الزنى مع تلك النسوة هل ارتقى أحد بمستوى وعيه ليسأل: أين هم؟!!
………..
في صيف عام 1980 كنت أتقلى بعض التدريب كطالبة طبّ في إحدى العيادات النسائية في حيّ محطة بغداد بمدينة حلب السوريّة.
صعقت عندما اكتشفت بأن 90% من روّاد العيادة بنات محجّبات غير متزوجات تصحبهن امهاتهن أو جداتهن لأحد سببين: إما التأكد من عذريّتن والبحث عن طريقة ما لحل مشكلة من فقدت عذريتها، وإمّا التأكد من وجود حمل والعمل على إسقاطه هربا من الفضيحة!!
وكنت أسمع دائما نفس الإدّعاء: دخيلك يا دكتور عندما كانت ابنتي صغيرة وقعت من مكان عال ونزفت بعد ذلك، وقد تقدم الآن لها العريس وأريد ان اتأكد من سلامة غشائها!!!
يا حرام! كلّهن ضحايا لحوادث الوقوع من مكان عال!!
في تعليق له قال مرّة الطبيب المسؤول، ورغم أنّه تعليق لا يخلو من قلّة الأدب لكنّه يدل على مجتمع فاسد منافق وواقع مخجل مخزي، قال:
“والله لو وقعت السماء على الأرض في مدينة حلب لرفعتها أقدام النساء”
والسؤال الذي يطرح نفسه:
ولو وقعت في أي مجتمع إسلاميّ آخر هل ستصطدم برؤوسهنّ؟!!!
لم يذكر الإسلام المرأة في آية أو حديث إلاّ وتناول فرجها دون رأسها،
لماذا اذا نتوقع أن تصطدم برؤوسهنّ قبل فروجهنّ؟!
……………………
الشيخ محمّد ابراهيم الخولي المدرس في جامعة الأزهر ختم جدله عندما تقابلت معه في برنامج “الاتجاه المعاكس” بزعيقه:
أنت تدافعين عن الغرب الإباحي الذي غرق في شذوذه الجنسي!
شذوذه الجنسي؟!! مسكين الشيخ الخولي!!
مسكين لو كان يدري بأن الزعيق مهما علا لا يخفي الحقيقة!!
تلك الحقيقة العلميّة التي تقول: بأن نسبة اللواطين في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية لا تزيد عن نسبتهم في دول الخليج العربي ولا حتّى عن نسبتهم بين شيوخ الأزهر!
تدلّ الدراسات على أن نسبة اللواط هي واحدة في كلّ زمان ومكان. هناك استثناء واحد لتلك الحقيقة، وهو أنّه ـ وتحت بعض الظروف التي تفصل بين الجنسين ـ تزداد تلك النسبة كما كانت عليه الحال في أفغانستان وتحت نظام الطالبان القمعي.
نشرت صحيفة لوس انجلوس تايمز منذ حوالي سنتين تقريرا يشمل دراسة قام بها بعض الأطباء المختصين بالطبّ النفسي معظمهم أفغان، أكدّت الدراسة على ان 80% من الرجال في افغانستان وفي ظل حكومة الطالبان مارسوا اللواط على الأقل مرّة واحدة في حياتهم.
خلال تلك الفترة الزمنيّة انخفض معدل الزواج وغابت العلاقات الطبيعية بين الجنسين، فبدلا من أن تُهذب الغريزة الجنسية تمّ قمعها بطريقة حديّة، لم يجد عندها الرجل من وسيلة لتفريغ غرائزه الجنسيّة إلا من خلال نفس الجنس!
عندما تتقارب نسبة اللواط في كل زمان ومكان، ما التفسير العلمي لهذا التقارب؟!!
يوجد تفسير واحد وهو أن سبب الظاهرة بيولوجي أكثر ممّا هو بيئي.
ولذلك انكبّ العلماء والأطباء في الغرب “الإباحي” للبحث عن تلك الأسباب البيولوجيّة التي تلعب دورا في تحديد ميول الانسان المثلي. النتائج التي عثروا عليه أكدت الى حدّ ما صحة نظريتهم ودفعتهم الى وقف اعتبار تلك الظاهرة شذوذا جنسيّا، فحذفوها من الكتب الطبية كظاهرة مرضيّة.
العلماء في الغرب لا يعترفون بسريّة أيّة ظاهرة ويتنافسون على دراستهم على أرض الواقع، بينما “علماء” المسلمين لا يملكون إلا ان “يقولقوا”:
عن ام حفصة عن أبي حفصة رضي الله عنهما وعن ابنتهما حفصة عن فلان…عن فلان…عن فلان رضي الله عنهم أجمعين قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله اللواط واللواطين!!
وتنتهي المشكلة عند حدود اللعن!
لو سمعت بأن الشيخ الخولي لوطيّ لن أقلل من احترامي له، ولكنني لا أحترمه طالما ينادي بـ “عقيدة تتستر على ما تعتبره معصية”!!
اذا ليست الإباحيّة في أن يصل الغرب الى ما وصل اليه عن طريق الدراسة والتمحيص والسؤال والجواب، ولكنّ الإباحيّة عندما تصف عقيدة بأن نبيّها كان يقرأ كتابه المقدس وهو يستلقي بين فخذيّ زوجته الحائض!
الغرب لا يقمع غريزة السؤال حتى ولو فضحت إباحيّته، ولكنهم في الإسلام يتسترون على الإباحيّة والمعاصي ويتبجحون كذبا ونفاقا بأنهم مجتمع لا يعرف الرذيلة.
أصدرت غوغول مؤخرا إحصائية جديدة عن الدول العشرة الاولى في العالم الأكثر بحثا عن كلمة “جنس” على رابطها الالكتروني، فكانت ستة دول منها إسلاميّة. تصدرت الباكستان الدولة الاولى ومصر الدول الثانية وايران الدولة الثالثة.
على الشيخ الخولي أن يفتخر بانتمائه المصري، فمصر تبوأت درجة متقدمة جدا بين دول العالم!!
رجالها مشغولون بالبحث عن كلمة “جنس” ولذلك أطفالها يموتون جوعا ومرضا.
في مصر مليوني طفل لقيط، هذا باستثناء الحالات غير المصرح بها، ولكن البلد مازالت بخير طالما يولدون خلف الأبواب الموصدة!!!