تنتشر هذه الأيام على امتداد العالم الإسلامي بعربه وإيرانه وباكستانه الكثير من الصيحات الزاعقة والشتائم الصاخبة، ويتبارى نجوم الفضائيات ومشايخ من جميع الألوان شيعة وسنة وأزهر ووهابية، وأيضاً بعض الإخوة المسيحيين من باب درء الشبهات والجميع في تنديد ملتهب لِما يعتبرونه إساءة إلى الرسول والقرآن من جانب رسام دانمركي وبرلماني هولندي ووسيلة الإساءة هي فيلم ورسوم كاريكاتورية، ومن المؤسف أن تثار كل هذه الضجة للا شيء لأن الدين الحق لن تغيره في قلوب معتنقيه رسوم أو فيلم أو كتاب ينقد أو يعارض هذا الدين وإلا لكانت أفلام وكتب مثل ‘شفرة دافنشي’ أو ‘الإغراء الأخير للمسيح’ للكاتب ‘دان براون’ والكاتب ‘نيقوس كازنتزاكس’ على التوالي قد أثرت على الديانة المسيحية مع ما في هذه الكتب من هدم وتجريح كبير في السيد المسيح ومع ذلك فقد ظهرت فى كتب وأفلام تنتشر حت الآن
وأنا لا أعتقد أن الرسوم الكاريكاتورية أو الكتب أو الأفلام يمكنها أن تسيء إلى أي دين أو تؤثر على إيمان معتنقي هذا الدين عن حق وعن اقتناع.
مَن يسيء إلى الرسول هم مَن يذبحون ويفجرون البشر الأبرياء على امتداد العالم كله من نيويورك إلى مدريد ولندن وبالي والرياض والقاهرة وكابول وبغداد حتى الآن بعد ذكر الله والرسول تحت راية الجهاد الإسلامي، وتخرج المظاهرات تؤيد كل هذا وتتغنى المنتديات بالفارس أسامة بن لادن بطل غزوتي نيويورك وواشنطن.
من يسيء إلى الرسول هورجل مثل القرضاوي الذي يحرض على قتل الأطفال اليهود في أرحام أمهاتهم (في محاضرة بنقابة الصحفيين المصرية سنة 1996) ويحرض على العمليات الانتحارية وباسم الدين والرسول يعلن الجهاد في العراق ويسقط الضحايا الأبرياء.
مَن يسيء إلى الرسول هم مَن ينادون العالم لإصدار قرار بمنع ازدراء الأديان وهم يمارسونه مع كل صلاة في مساجدهم وفي مدارسهم وفي فضائياتهم وخاصة مع المسيحيين واليهود ويدعون عليهم في كل صلاة، (بعد تقديم المجموعة الإسلامية قرار بهذا الشأن في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خرج مجلس الشورى السعودي يعترض على هذا القرار لأن سب الأديان الأخرى هو شعيرة من شعائر الإسلام وذلك طبقاً لما ورد في موقع العربية نت السعودي).
مَن يسيء إلى الرسول هو مَن يفتي برضاع الكبير وبركة بول الرسول ويترك أحاديث مثل هذه تدرس في المدارس والكليات الدينية ومثل حديث الذبابة وأحاديث احتقار أهل الذمة والعمل على إذلالهم وأحاديث الجنة تحت ظلال السيوف، وآلاف الأحاديث التي مجرد وجودها يسيء إلى الرسول والإسلام.
مَن يسئ إلى الرسول هو مَن يعلم الأطفال في المدارس وخاصة المسماه إسلامية أن يكرهوا المسيحيين لأن حبهم حرام (عدوك عدودينك) كما قالت المدرسة المنقبة لأبنة أحد أصدقائي ذات العشر سنوات في مدارس الفتح الإسلامية بالمعادي وعندما اشتكى أهلها قيل لهم أن هذا هو الإسلام.
مَن يسئ إلى الرسول هو مَن يعتقد أن مظاهر مثل اللحية وزبيبة الجبهة والحجاب والنقاب والجلباب هي من فرائض الإسلام ويكفرون ويقتلون الناس بسببها.
مَن يسئ إلى الرسول هو مَن يعتقد أن المرأة عورة وأنها تقطع الصلاة مثلها مثل الكلب والحمار كما جاء في الحديث المشهور في صحيح مسلم، وأن المرأة ناقصة عقل ودين، وينسى أن المرأة هي أم وأخت وحبيبة وأبنة وزوجة وهي مثل الرجل سواء بسواء، ومن المؤسف أن كثير غالبية النساء المسلمات تؤمن بصحة هذه الأحاديث التي تسيء إليها.
مَن يسئ إلى الرسول هو رجل مثل زغلول النجار يدعىَ العلم وهو يعتبر الكوارث الطبيعية من أعاصير وبراكين وفيضانات عقاباً من الله للخاطئين ويحقر من الإنجيل والتوراة، ويعتبرها كتباً ملفقة، ويفعل كل ذلك تحت راية الرسول وبأسم الإسلام ويتبعه كثير من الغوغاء.
مَن يسئ إلى الرسول هم مَن ينشرون الخرافات بين المسلمين مثل الطب النبوي وتفسير الأحلام ويدعون أتباعهم لسنة الرسول الكريم لينشروا الجهل والتخلف ويقع الكثيرون فريسة في حبائلهم الشيطانية.
مَن يسئ إلى الرسول هم حُكّام ومشايخ الدول العربية الذين حولوها إلى آخر معاقل الطغيان والديكتاتورية في العالم وتطويعهم للنصوص الدينية لتبرر جرائمهم.
مَن يسئ إلى الرسول ليس في الغرب بل نحن المسلمون لفرضنا نموذج إسلامي إرهابي منافق كاره للحياة يتغذى من قتل الآخرين باسم الجهاد ومحاربة الرأي الحر بحجة ثوابت الأمه وهي لا تعني إلا التخلف والتحجر.
هم يسيئون إلى هذا النموذج ويحاربونه وهو من صنعنا نحن وليس أحد غيرنا.