عبد ألحسين, محمد من العراق و عمر من لبنان .. ثلاثة إخوة مسيحيين هذه هى اسمائهم. عمر يعمل اليوم فى شركة مالية و البقية إما استشهد أو فى دولة أوروبية.
التقيت بمحمد ايام الحصار فى بغداد و ظروفه جيده, و قد سمى محمد تيمماً بالرسول محمد عليه السلام اللذى أرسل جماعته لملك الحبشة النصرانى علماً بأن ((السيده خديجة كانت تدير تجارة قريش من الحبشة)) و قال لهم الرسول اذهبوا الى الحبشة فيها ملك لا يظلم لأنه من أهل الكتاب و حماهم الملك و لم يسلمهم لقريش. لقد كان محمداً الرسول متزوجاً من نصرانية (مسيحية)!
إخوتي .. بالأمس قرأت لأحد إخوة الدم من مسيحى العراق العظيم كلمات عتب و ألم فتألمت و بكيت .. و الله العظيم بكيت …
لماذا يقتل أهلنا المسيحيين فى كل مكان؟! و من وراء ذلك؟! (علماً بأن كل أهلنا بكل تنوعهم يقتلون اليوم!). فى زمن القادسية الأولى كان قائد الفرس و مليكهم يستعرض قواته فى الجانب الثانى من أرض المعركة و شاهد شيئاً عظيماً؛ شاهد المسلمون يصلون اثناء وقت الصلاة و شاهد بعض المقاتلين يتدربون على القتال, فسأل من هؤلاء؟ فقال له صاحب الجند: هؤلاء المسلمين و هؤلاء النصارى (المسيحيين) من العشائر العربية من الجزيرة و العراق و الشام. فما كان من قائد الفرس إلا أن غضب و ترك الميدان و هذه هى حقيقة حقد الفرس على المسيحيين .. انها ايام خلت.
فالمسيحيين هم تراب الأرض المقدسة, أرض الجزيرة و الهلال الخصيب, أخوة الدم و الأرض و لهذا يتم تهجيرهم و قتلهم و ابعادهم كونهم مُكَوِن اساسى من شجرة آدم و حواء.
و التاريخ “يعيد نفسه” كما يقال و لكنى بودى أن اتوقف قليلا قبل السقوط و احتلال العراق, هل و بالله عليكم هل سمعتم أن مسيحياً واحداً كان مضطهداً من قبل الدكتاتور السابق؟
نعم هناك ثقافة فى المجتمع ضدهم و لكن من هم وراء ذلك؟ هل هو يزدجر أو كسرى؟ أم الخائنين؟
نعم ولدت فى رحم الصحراء العربية فكرة فارسية اسمها كره المسيحيين و رفع شعارها أربعة إصبع اخوانية و هى ضد كل من ألسنة, المسيحية, الصابئة و اليزيديين .. اعلام عراقية واضحة.
و للعلم فقط لا يوجد فى الإسلام مذهب سنى أو شيعى, فالشيعة معناه مجموع من الناس تتبع شخصاً, أما السنة فهى سلوك نمط و تصرفات الرسول .. أما ان نقول أنا سنى فهذا ليس من الإسلام بشيء. الإسلام هو الإسلام فقط و مفهوم الإسلام هو “من سلم الناس من لسانه و يده”.
إخوتى .. كل من يصدق التاريخ فهو أهبل! التاريخ الحضارى هو تاريخ الحكمة و الموعظة و ليس التاريخ اللذى كتب بعد أن رُفعت الكتب بمعنى: لقد تم دس السم بالعسل و صدق البشر هذه الفكرة لسبب واحد هو حجم الألم الذى فى قلبهم و قلبهم مرة أخرى و عقلهم .. نعم لقد جرح الجميع.
قصة الإخوة الثلاثة عبد الحسين, محمد و عمر هذه كان معناها .. أصل واحد و شعبا واحداً .. لعن الله الشيطان الأكبر و كلنا نعرفه!
و الآن سوف أروى لكم قصة الإخوة؛ محمد مسيحى تم إلقاء القبض عليه و تم التحقيق معه كونه ينتمى لأحد الأحزاب الدينية المحظورة, فقال لهم: “عمى أنا مسيحى أبيع عرق و ابى يملك بار((حانة)) فكيف أكون فى حزب اسلامى؟!” عند هذه اللحظة صمت الجميع!
ففى هذه الأثناء قمنا بالاتصال بأحد المسئولين و أرسل فوراً ضابط رفيع المستوى ووصل لمركز التوقيف و قال لهم عليكم إطلاق صراح المعتقل فوراً و التحقيق بهذه ((الفرية)) التهمة الكاذبة و سوف يعاقب المسئول. و فى الليل اجتمعنا فى بار المتهم و الضابط و العائلة المتضررة و جلسنا نحمد الله على سلامة محمد و ضحكنا و شربنا و اكلنا الكباب و المزات و قال الضابط إخوتى قال سيدى تحياتى لأهل الصليب فهم اقرب منى للحبيب. انتهت السهرة بالدعاء لكل من يحب عبد الحسين, محمد و عمر و أبى السلام عيسى ابن مريم …
إخوتى .. كريسماس قادم لنصلى. إخوة الدم و الدين و الطين .. سلام يا يشوع .. سلام يا حسين.. سلاماً يا أرض الرافدين.
اخي بالدم والوطن والمشاعر الاستاذ هيثم هاشم المحترم
شكرا لك لهذا المقال الذي تنبع كلماته من قلب عراقي اصيل لايعرف للفرقة من معنى ولا يؤمن بالتمييز بالدين والطائفة والعرق مادام صاحبه يحمل الجنسية العراقية ويشرب من انهار الرافدين .
لو كان كل انسان يحمل افكارك وايمانك السامي بالاخوة لكان عراقنا ومجتمعنا العربي بخير وما اقتتل الاخوة مع بعضهم البعض وما استباحوا دماء اخوانهم في الوطن والدم والتاريخ .
تحياتي لك ودمت رمزا للاخوة والمحبة .
اخوك المسيحي
الكاتب
صباح ابراهيم
اخي بالدم والوطن
http://www.youtube.com/watch?v=-dbZw_1NXWk
سيتاهاكوبيان – زغيره كنت
سلاماً يا أرض الرافدين.