غيمةٌ من أبسط الفراشات

علي حافة قريتي التي لا يلتقط الغرباء أبداً تعرجات روحها دون دليل من أهلها كان حقل الذرة الذي له شكل المثلث ، وكان نسيم beautiful-butterfliesالمساء يعلق في قامات العيدان المرتعشة ، وكنت ، ككل مرة ، قد استسلمتُ تماماً لحذر اللقاء الحرام ، لذلك تسللتُ إلي الحقل الذي له شكل المثلث بعد أن أصبح في حكم المؤكد تثاؤب كلِّ الطرق عن المارة ، وضمور ضوء القمرهذه الليلة ، جلستُ في انتظارها وحيداً ، أغرس وجهي بين يديَّ منقبضاً من القلق والاضطراب ، هي دائماً تأتي عند كلِّ اكتمال لرغبتي في تفجير نزوتي في جسدها ، لكن موت أمها قد أعاقها شهرين وبعض الشهر عن أداء هذا القدَّاس البشريِّ ، مع ذلك ، لم أتوقف يوماً عن الذهاب في الموعد المتفق عليه ..

تتآكل أصداء البيوت المغلقة علي الأسرار الصغيرة كلما تقدم الظلام في العمر ، وتتَّحدُ مع حفيف الأشجار المتطفلة البعيدة ، ونقيق الضفادع ، ودقات أجراس كنيسة بعيدة ، وارتعاشات عيدان الذرة علي إيقاعات غامضة ، وعواء كلاب بعيدة تحتشد ، نظرت من خلال أوراق الذرة إلي السماء ، كان قليلٌ من الرماد يسكنها ، فكَّرتُ بصمت ، ألم يجد الله للقمر شكلاً أفضل من الدائرة ، مع ذلك ، استطاعت عيناي أن ترصدا نجماً يولد ، ثم طارت طرقُ اليمام فجأة ، وامتلأ المكان برائحة المانجو المدانة بالبياض ، وكان هذا وحده كافياً بالقدر الذي يوقظ الرغبة في كلِّ حواسي ، ونار المرح الداخليَّ ، لابدَّ أنها تسير الآن في الدروب الوعرة قادمة إليَّ ، تسحب خلفها كالعادة غيمة من أبسط الفراشات ، قلت لنفسي لابد أنها استسلمت هي الأخري لحذر الحكاية فاختارت أن تسلك طريق الجسر الغربيِّ ، فهو ، وإن كان أشدَّ طرق القرية وعورة ، الطريق الأمين لمن يريد التخفي عن العيون المتربصة ..

من كان يصدق أن النجمة التي يرقص في خصرها كلُّ المراهقين في قريتي ، وفي القري المجاورة ، وفي البلاد البعيدة ، ويتمرغون فوق طراوة جسدها تحت سماء مزيفة ، ويمرنون أجسادهم تكريماً لها علي ممارسة العادة السرية في العتمة ، سوف تنام عارية عما قليل تحتي !!

ارتفع ضجيج رائحة المانجو المسكرة ، وأصبح الليل وسيما ، كلُّ شي تغير ، لم يكن لليل هذا المظهر الذي الآن يسعدني ، لقد التقطتْها عيناي تسعي في حذر شديد ، تحت غيمة من أبسط الفراشات ، بين عيدان الذرة ، يمرر النسيم أنامله الرقيقة في شعرها الخيليِّ ، ليست أطول النساء ، ولكنها أطول نخلة في غابة النساء ، لقد بدا واضحاً أن ذعرَ المدن وتقاليد الفراق العائليِّ لم تحسم شيئاً من فتنتها ، كم كانت مشعة في أسود الحداد ولائقة جداً !!

تخليت عن حذري وركضت نحوها ، أحطم عن عمد ، مررت منحنياً تحت أقواس عطرها الملكيِّ ، واستسلمنا لعناق مرضيٍّ طويل ، ثم قبلت بخشونة عينيها الغارقتين تحت شفتيَّ ، وقاطعت أغنية الكرز في شفتيها بقبلة حمَّلتها كلَّ أشواقي وأشجار حنيني لحرارة هذا البياض المجرد ، كنت أسمع في جسدي هدير الموج ، وأشمُّ رائحة النبيذ في لعابها ، عاودتُ عناقها بقوة واستلقينا متعانقين ، حكت لي وأنا أجوس بشفتيِّ في كلِّ تفاصيل جسدها العارية كيف كان موت أمها مؤلماً ، وانحدر اللؤلؤ من عينيها حقيقيَّاً وحاراً ، تمنيت لو أستطيع أن أنكل بكلِّ أحزانها الماضية والمؤجلة ، وأرمم بالزنبق جرحها ، غير أنني لم أدر ماذا عليَّ أن أفعل لتهدئة قلب أحزانها سوي مزيد من اللثم والعناق !!

استعادت بعد خسارة الكثير من الدمع هدوئها ، واشتعلت بيننا لغة الصمت الدارجة حتي جاءت اللحظة التي سحقت روحي بغموضها وجمالها ، لقد خلعت جوربها عن قدمين ناصعتين ، ورأيت منعطف ركبتيها الخاص ، فشعرتُ أني أترنح علي حافة غامضة ، وتحول الكون كله إلي جملة روحية ، هنا عند كل شئ ، ورائحة السواحل البعيدة ، واختل ايقاع أعصابي وسط غيمة من موسيقي صوفية مبهمة ، تمنيت لحظتها أن يتجمد الوقت ، أو أن ألفظ أنفاسي الأخيرة وسط هذا الذهب ، وضبطتُ الدموع تسيل من عينيَّ ، وكما يفعل الواصلون ، رفعت رجلها اليمني إلي شفتيّّ وقبلتها قبلة حقيقية ، ثم رحتُ ألعقُ باطنها الطريَّ وهي تسرِّح شعري بأصابعها الرقيقة في حنان كالقطن أبيض ، بدأت أتخبط في شبقي ، نمتُ فوقها ، وبكلتا يديَّ أقبض الآن علي ثدييها ، شوق ساعات الانتظار الطويلة ها هو يتناثر هنا وهناك ، وها أنا أصطاد من كلِّ ملليمتر في جسدها نجمة ، أمضغ الحلمتين اللتين تمنحان من يمضغهما السكينة بكلِّ فيضها وأسرارها ، أقطع المسافة من ثدي إلي ثدي في وردتين ، أحكُّ فراشة الحناء علي كل ثدي بأظافري ، وأراقب هدير الحليب المحتجز في ثدييها ، وسط سحابة من العطر المستخلص من جذور غريبة ، أتمسك بكل طريٍّ فيها ، هي احتشدت أيضاً ، وراحت تتمسك بكلِّ صلبٍ لديَّ ، دفعتني برفق ثم خلعت كلَّ ملابسها عن جسد من أحجار كريمة ، رأيت كل ما هو خاص وحميم ، نزعت أنا ثوبي أيضاً ، وتهدل الليل فوقنا عناقيد ماس ، ورحنا خلال دوراننا في الشبق ندمر عن عمد كل ما تطاله أجسادنا من عيدان الذرة حولنا ، كان عراء رغبتها تلك المرة واضحاً ، دقائق حمراء ، أفلتَ بعدها السائل اللزج مني وانساب قطرة قطرة علي سُرَّتها ، ونبت العرق علي جبهتي ، وهي كما قدَّرتُ ، بحكم العادة ، في منتصف الهياج ، لكنها ، كما يحدث كلَّ مرة ، تظاهرت بالاكتفاء عندما لمست ارتخاء رغبتي كما حرجي :

– خلاص ؟
– وانتي ِ؟
– أنا كمان .. قبلك ..

ولكي تبرهن لي ، تلك الخبيثة ، علي اكتمال نشوتها ، أمسكت يدي برفق وأدخلتها في مهبلها ، دافئاً ومبتلاً بقشدة شهوتها كان ، وكانت أبسط الفراشات تنظر بالداخل من النافذة الضيقة ، أصدرت لدي انزلاق أصابعي في الشرخ المبتل آهة عميقة ، وأطْلَقَتْ يدها تعبث في صدري ، وازداد وجهها احمراراً وأنفاسها سخونة ، لم أكن بحاجة لأن أدرك أنها تطالب الآن قضيبي المرتخي بتهدئة حرائقها ، رجَّ الخجل قامته في وجهي ، ودفعاً لهذا الحرج اقترحتُ عليها لأول مرة ، في انكسار ، أن أجفف مهبلها بثوبي ، وربما لرقَّتها الشديدة لم تجد في اقتراحي مبرراً للإذعان للسخرية ، فقط رفضت اقتراحي جادة ، وبررت رفضها بخوفها عليَّ من شكوك أمي إذا رأت قشدة شهوتها الجافة علي ثوبي عند غسله ، واقْتَرَحَتْ ، لسبب ما ، أن أقوم بتجفيفه بقميصها هي ، انتابتني أمام هذا التيار من الرقة مشاعر ملتبسة وغامضة ، ولأنني كنت مرتبكاً وفي ذروة خجلي ، ولا أدري ماذا يجبُ عليَّ أن أفعل ، وضعت في ارتجال يدي بين فلقتي مؤخرتها ، وأنا أرفعها قليلاً ، لأرتب لشفتيَّ وضعاً يسمح لهما بلعق خاتم الورد بينهما ، ويبدو أنها فطنت إلي ما أنا عاقدٌ العزم عليه ، فتخلصت من يدي بحركة مباشرة ، واعتدلت ضاحكة ، وقد تحللت كلُّ تعابير وجهها إلي تعبير امتنان ، فغرستُ بحركة مباشرة أنا أيضاً شفتيَّ تحت إبطها ألعقه ، كنت لا أستطيع مواجهتها ، وكانت تلمس انسحاب عينيِّ خجلاً إلي ركنهما ، فعانقتني بقوة واستلقينا متعانقين ، ثم تسللت يدها إلي قضيبي ووضعته بين فخذيها الناصعين ، وراحت تحركهما فخذاً عكس فخذ بنعومة ، وهي تتغزل بحجم قضيبي ، طراوة فخذيها ، وحلمتاها اللتان تتبادلهما شفتاي ، وأناتها المهتاجة المدبرة ، كانت أسباباً وجيهة ليعود قضيبي إلي الحياة أشد صلابة هذه المرة ..

ارتجافة مهبلها لحظة الملامسة كانت هائلة ، حركاتها عصبية ومبتذلة ، كان الاحتكاك عنيفاً ، وهي تعبث بيدها في صدري ، وتصرف بأسنانها النظيفة ، وتموء كقطة بيضاء ، اقتحمتها أكثر من مرة ، وفي كل مرة تنطفئ رغبتي ، تعثر هي في الظل علي أسباب وجيهة لجولة أخري ، حتي داهمت سكينتي اللحظة التي أكرهها دائماً ، وتضمر عندها كل الزنابق حين تهمس جادة :

– كفاية النهاردة !!

كنتُ أستدلُّ ، بحكم العادة ، علي برودة جسدها من نظرة عينيها ، ومن ارتخاء حلمتيها ، ومن انخفاض النبض في بظرها المبتل ، ومن تعبير الارتواء علي وجهها الطيب ، ومن قدر المنيِّ الذي ادَّخره كلَّ مرة في جسدها ..

يحدث هذا عادة عند اقتحام الفجر فراشنا العائليَّ ، تنهض بهدوء ، تقف فوقي قليلاً ثم تختفي فجأة ، وتختفي معها غيمة من أبسط الفراشات ، ويفرغ الحقل نفسه ..

نظرت بعينين غارقتين إلي الموكب المحلق في الجبال البعيدة ، مع ذلك ، كنت سعيداً لأنني تركت بعضاً منِّي في جسدها ، كان من الممكن أن ينمو تحت سرتها بصوت مسموع لولا أنها تحرص علي استعمال الحبوب التي تجعل الحمل مستحيلاً ..

امتصت عينيَّ فجأة ، قطةً بيضاءَ تُخلِّصُ جسدها الصغير من أحد كيزان الذرة وتسقط علي الأرض ، ثم تتابع سقوط القطط البيضاء من الكيزان ، وسمعت صوت تكسر غصن شجرة متطفلة بعيدة ، فررت من الحقل مبتعداً أتفادي الارتطام بالقطط الصغيرة ..

في منتصف الطريق إلي قريتي التي الآن تستيقظ ، كنت أشعرُ ، كما يحدث في كلِّ مرة أضاجعها ، بضربات الألم المباغت بين فخذيَّ ، وكنت أتسائل في كل مرة ، من أين لمهبل هذه المرأة التي في رقة الفراش كلُّ هذه العضلات القوية ؟

كان مهبلها يعضُّ عنيفاً !!

محمد رفعت الدومي

About محمد رفعت الدومي

كاتب وشاعر مصري ليبرالي
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.