صباح ابراهيم
المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وبين الناس المسرة .
في مثل هذا اليوم وقبل 2012 سنة مضت نزل جند السماء وملائكة الله ينشدون في سماء بيت لحم هذا النشيد السماوي الجميل يمجدون الله و يبشرون بولادة رسول السلام ويطلبون المسرة لبني البشر ، لقد ولد اعظم انسان انجبته اطهر فتاة عذراء بمعجزة ربانية كان قد تنبأ بولادته الانبياء قبل اكثر من الف وخمسمائة سنة .
في مثل هذا اليوم ولد يسوع المسيح كلمة الله وروحه القدوس ليجسد كلمة الله ويظهر كأبن الانسان بين البشر لينقل رسالة الله اليهم ويدعو لنشر المحبة والسلام والدعوة الى الايمان بالله والى حياة القداسة والطهر ، وينبذ الحروب والفرقة والبغضاء . جاء فقيرا معدما ، ولد في اسطبل للحيوانات لعدم امتلاكه منزلا دلالة على الفقر والتواضع وهو الغني ، كان حكيما مفوها منذ طفولته وهو لم يدخل مدرسة في حياته ، عاش من كده وتعبه كنجار من مهنة تعلمها من مربيه يوسف النجار ، كان يعلم ويناقش في امور الدين والعقيدة كبار احبار وكهنة اليهود وهو صبي.
علّم الناس ان يحبوا ليس اصدقائهم واقربائهم فحسب بل حتى اعدائهم ويباركوا لاعنيهم ويصلوا لاجل المسيئين اليهم ..
جاء طبيا للمرضى ليشفيهم وليس للاصحاء الذين لا يحتاجون الى طبيب ، غفر خطايا الخطاة ، اقام الموتى فكان هو المحي والشافي والمتواضع والغافر ورسول السلام والمحبة .
جال في الارض يصنع خيرا وينشر السلام بين الناس ، طالب ان لا نعبد المال بل الله ، لأن المال اساس كل شرور.منعنا من ان ننظر بشهوة دنيئة الى المراءة بل بعفة وطهارة ، ان نقدس الحياة الزوجية وان لا نطلق النساء لأمور تافهة بل لأمر جلل فقط كالزنا لأن الزواج رباط مقدس فما جمعه الله لا يفرقه انسان . علمنا التواضع وان لانتصدر المجالس وان نصلي في مخادعنا في الخفاء من دون رياء وتظاهر بالورع والتقوى ، وان لا نبدو للناس عابسي الوجوه لكوننا صائمين ، بل ان ندهن رأسنا ونبدو فرحين امام الناس . علمنا الصلاة الربانية الى الله قائلين : “ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ، ليكن ملكوتك كما في السماء كذلك على الارض، اعطنا خبزنا كفاف يومنا ، واغفر لنا خطايانا كما نغفر لمن اساء الينا ، ولاتدخلنا في تجارب الشيطان” . هذه هي رسالة المخلص الذي جاء لافتداء البشر وانقاذهم من جهنم ان هم اتبعوا الله وآمنوا برسالة السيد المسيح وتعاليمه لأنه كلمة الله المتجسد على الارض .
ولكن البشر وللاسف يتبعون غواية الشيطان وابليس وينسون الله وتعاليم القداسة ، ففي كل العصور يعصى الانسان الله ويميل لعمل الشر ، فيكون الشيطان هو قدوته في حياته فالطمع والقتل والزنا والاجرام وحب السلطة والتكبر وحب جمع المال وشهوات الحياة هي الاله الذي يعبده الكثير من الناس، فنرى التناحر والتقاتل بين الشعب الواحد من اجل السلطة والجاه والحكم كما يحدث الان في العراق وسوريا ومصر ونشاهد الحروب في الصومال والسودان وافغانستان والمضاربة بالاموال والحروب الاقتصادية وانهيار اقتصاد الدول كما يحدث في اليونان واسبانيا والحديث الان عن الهاوية المالية في امريكا . كما تجتاح العالم تجارة المخدرات وانتشار البغاء والامية وجرائم التحرش الجنسي واغتصاب النساء والمثلية الجنسية .
هذه الخطايا والنجاسات هي التي جاء من اجل محاربتها يسوع المسيح والانبياء ورسل الله السابقين ويحذروا البشر من الانجراف تحت سلطان ابليس كي لا تنتشر الشرور والجرائم ، لانها هي الطريق الذي يؤدي الى الهاوية والشقاء في الحياة والى نار جهنم في الابدية بعد الموت
لنحتفل بمولد رسول الحب والسلام يسوع المسيح ، الذي كان وسيكون النور الذي يهدي الظالين الى الخير و الحياة الابدية اذا آمنوا به وعملوا بتعاليمه ووصاياه ومشوا على خطاه.
ونقول مجددا المجد لله في العلى وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر .
وكل عام وكل البشرية بكل اعراقهم واديانهم والوانهم بخير ونتمنى ان يعم السلام والمحبة كل الارض .
صباح ابراهيم تواصل مع صباح ابراهيم فيسبوك
25/12/2012