موقع اسرائيلي يكتب: حرب أكتوبر.. انتصار أم هزيمة؟

إسرائيل بدون رقابة

في مصر، يعدّ يوم “السادس من شهر أكتوبر” يوم عيد. قلائل يشككون في الإنجاز العسكري الذي حققه الجيش المصري بالنظر إلى نتائج الحرب. أما في إسرائيل فالآراء منقسمة، فهنالك من يركز على الخلل الكبير الذي أصاب القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية بعد النصر الكبير عام 1967، وقسم آخر يسلط الضوء على نهاية الحرب وهي انسحاب الجيوش العربية بعدما تقدمت في هضبة الجولان وسيناء، واستعادة السيطرة الإسرائيلية على سيناء وهضبة الجولان.
فبعد مرور 44 سنة على الحرب الأخيرة بين إسرائيل ومصر، ما زال الشارع الإسرائيلي يتساءل ماذا عليه أن يتذكر من هذه الحرب؟ المفاجأة المصرية القاسية في ال6 من شهر أكتوبر، أم الانتصار العسكري في نهاية المعركة؟
المفاجأة المصرية والسورية في السادس من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973 بقيت جرحا في قلب التاريخ الإسرائيلي. ولكن من يتذكر النتائج النهائية للحرب، وبشكل خاص، قبضة الجيش الإسرائيلي التي وضعها على المناطق الغربية من قناة السويس، يؤكد انتصار إسرائيل في هذه الحرب.
وتقيم وسائل الإعلام الإسرائيلية، كل عام، احتفالا في ذكرى هذه الحرب، من خلاله، تكشف عن وثائق سرية بالنسبة لحرب عام 1973. مع كل وثيقة جديدة، تتضخم الانتقادات حول القيادة الإسرائيلية، آنذاك، والتي لم تجهز الجيش للحرب، وكانت مقتنعة أن المصريين والسوريين لن يتجرأوا على الهجوم.
وفي كل عام، يقوم المعلقون بإظهار نفس الحقائق المعروفة للجميع: كان هناك علم لدى جولدا مئير وموشيه ديّان بالنسبة للعمليات المصرية، وقد قررا عدم تجنيد الاحتياط من الجنود. كان رئيس المخابرات الإسرائيلي على علم بالتحذيرات التي قرأ من خلالها إشارات لحرب قريبة مع إسرائيل، إلّا إنه كان متأكدا من أنها لن تنشب. تفاجأ الجيش الإسرائيلي من هذه الحرب، وهناك الكثير من الجنود الذين دفعوا ثمنا باهظا لحياتهم. كما وأن هناك تغطية إعلامية واسعة النطاق لذكرى ضحايا هذه الحرب.
الكل يتفق على أنه تم تحطيم الفكرة الخيالية في عام 1973 القائلة إن “الجيش لا يقهر” والتي نشأت في حرب عام 1967، ولكن بعد مرور 44 سنة على هذه الحرب، بدأت تُسمع أصوات متعارضة للذين قالوا بخسارة الجيش الإسرائيلي في السادس من شهر تشرين الأول، فهم، الآن، يشددون على إنجازات الجيش الإسرائيلي الاستثنائية التي تحققت بعد مرور عدة أسابيع من انتهاء المعركة.
وهناك قسم مهم جدا في هذه القضية، وهي الحقيقة التي تنص على أن رئيس الأركان السابق، بيني غانتس، وهو اول رئيس أركان بعد عام 1973 لم يشترك بهذه الحرب، فقد كان في المرحلة الإعدادية من دراسته أثناء نشوب الحرب. في السنة الماضية، صرح غانتس بشكل قاطع فيما يتعلق بهذه الحرب، حيث قال: “إن حرب تشرين بدأت كوسيلة دفاعٍ لصد العدو، وتحولت، فيما بعد، إلى انتصار كبير للجنود”.
يتذكر الإسرائيليون، اليوم، أنه بالرغم من أن الجانب الإسرائيلي قد خسر أكثر من 2200 جندي، وفي الجانب المصري، كان عدد المفقودين أعلى بكثير مما لدى الإسرائيليين حيث ارتفع عدد خسائر الجنود المصريين إلى 10000 جندي. عند انتهاء الحرب، وقف الجيش الإسرائيلي على مسافة قصيرة من القاهرة ودمشق، بينما الجيش المصري هو من طلب وقف إطلاق النار.
لقد كان أداء جولدا مئير في الحرب مثيرا للجدل. منذ سنين، كان الدارج أن “عمى جولدا مئير” هو الذي أدى إلى تزعزع وضع إسرائيل وأضر بجاهزيتها في الحرب. لكن، اليوم، يقال إن ثبات وعزم رئيسة الحكومة “جولدا مئير” كانا سببا في انتصار الجيش الإسرائيلي.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.