موجة جديدة من إرهاب النظام الإيراني


نظرة جديدة إلى إرهاب النظام الإيراني في العالم
بقلم عبدالرحمن مهابادي*
لم يتخل النظام القائم على الإرهاب والأصولية في إيران يوما عن اغتيال وقتل المعارضين ولقد كان هذا النظام عامل وداعم الاغتيال والقتل في أنحاء مختلفة في جميع بقاع العالم. هذه الحقيقة تم تأكيدها في الأعوام الأخيرة الماضية من قبل البرلمانات القانونية والمسؤولين الدوليين البارزين حيث أطلق على هذا النظام اسم أكبر بنك وداعم وراع للإرهاب في أقصى نقاط العالم.
على الرغم من إدانة هذا النظام دوليا حتى اليوم، لكن السياسات والاستراتيجيات المبنية على المصالح الاقتصادية للحكومات الغربية منعت اتخاذ خطوات عملية من أجل اعتقال ومحاكمة ومعاقبة عملاء ومسؤولي الإرهاب الحكومي لنظام الملالي.
مع بدء الانتفاضات الشعبية في إيران من أجل اسقاط الديكتاتور عمد قادة هذا النظام على شحذ كل طاقتهم من أجل إخماد انتفاضة الشعب الإيراني من خلال توجيه ضربة للمقاومة. بعد تصريحات خامنئي في ٩ يناير الشهر الماضي حول دور المجاهدين في الانتفاضة بدء نظام الملالي عشية قدوم العام الإيراني الجديد ( مارس ) تنفيذ موجة جديدة من المخططات الإرهابية من خلال إرسال فرق إرهابية إلى ألبانيا. بعد ذلك في ٣٠ يونيو من العام الجاري سعى نظام الملالي لتفجير التجمع السنوي للإيرانيين في باريس من خلال استخدام فرق إرهابية وبعد فترة وجيزة أقدموا على فعل عمل مشابه ضد المقاومة في الولايات المتحدة الأمر الذي كان من الممكن أن يكون كارثة إذا تم تنفيذ أي منها.
ما يثير الاهتمام بشكل كبير هو التسرع والحاجة الملحة لقادة النظام للإرهاب والاغتيال في الظروف الحالية الجديدة. بحيث أنهم أدخلوا سفارات النظام بشكل مباشر في المخططات الإرهابية ضد المقاومة الإيرانية بغض النظر عن حساسية وهشاشة الظروف التي يمرون بها. لكن اعتقال الدبلماسي الإرهابي التابع للنظام (اسد الله اسدي) في ألمانيا وبقية أعضاء شبكته الإرهابية في ألبانيا وفرنسا وبلجيكا وامريكا وكشوفات المقاومة الإيرانية في هذا الخصوص شكل فضيحة كبيرة لنظام الملالي.


مسؤولو هذا النظام يقدمون على فعل مثل هذه الأعمال الخطيرة رغم أنهم تحت مجهر المجتمع الدولي ويقومون بتوجيه الإرهاب من قبل سفاراتهم في الدول الأمر الذي يعتبر فعلا وقحا وفاضحا. لأنه خلال الظروف التي يحشد فيها المجتمع الدولي والعالم ضد الإرهاب فإن ( التجرء على الإرهاب والاغتيال ) بشكل مضاعف هو موضوع كراهية وبغض الجمهور والمجتمع الدولي عامة. خاصة أن هذا النظام قد أصبح بحاجة ملحة لحماية ودعم وصداقة الدول الأوربية بعد خروج امريكا من الاتفاق النووي. ولهذا السبب فإن تصاعد عمليات الإعدام والإرهاب من قبل النظام في الظروف الحالية يشير قبل كل شئ للمرحلة النهائية لهذا النظام.
في الفترة الأخيرة قام النظام في تاريخ ٨ سبتمبر بإعدام ثلاثة سجناء سياسيين أكراد داخل سجونه المرعبة وبالتزامن مع هذا قام بقصف مقرات الأحزاب الكردية المعارضة للنظام داخل أرض العراق بحملة صاروخية راح على أثرها عشرات الأشخاص من عناصر هذه الأحزاب بين قتيل وجريح. هناك شواهد تشير إلى أن هذه الهجمة الصاروخية قد تمت من داخل الأراضي العراقية وهذه الشواهد تقويها معلومات سابقة عن إنشاء قاعدة صاروخية من قبل نظام الملالي في منطقة السليمانية في العراق وهذه المعلومات تظهر أيضا نية النظام الإيراني إجراء تجاربه في اليمن على أرض العراق أيضا ضد معارضيه. حيث تم إطلاق الصواريخ الإيرانية من قبل ميليشيا الحوثي إلى المملكة العربية السعودية. إذا تم التأكد من حقيقة أن الصواريخ التي أطلقت على الأحزاب الكردية كانت من داخل الأراضي العراقية،فإن الحكومة والأحزاب الحاكمة في هذه المنطقة قد دخلوا في لعبة خطرة!
لقد شهدنا العديد من الأمثلة التاريخية عن الدكتاتوريات ولكن الدكتاتورية الحاكمة في إيران هي مثال فريد عن الخزي والعار والوقاحة. لأنه قادة هذا النظام يعلنون ويدعون بأن إيران الحالية هي ( البلد الأكثر ديمقراطية في العالم ) و أنه (لا يوجد سجناء سياسيون في إيران) وأن إيران هي ( أكثر بلاد العالم أمنا واستقرارا ) في حين أن إيران تملك (أعلى معدل إعدام في العالم) وتعتبر (أكبر داعم للإرهاب) فيه.
وأعلنت الصحف أن سبب إقدام فرنسا على وضع قيود لسفر دبلماسيها إلى إيران هو الخوف من الهجمات الإرهابية وعمليات الخطف واحتجاز الدبلماسيين في إيران كرهائن. وقالت رويترز: طلبت فرنسا من دبلوماسييها والمسؤولين بوزارة الخارجية تأجيل كل سفرياتهم غير الضرورية لإيران، مشيرة إلى محاولة تفجير تم إحباطها وذلك وفقا لما أظهرته مذكرة داخلية اطلعت عليها «رويترز». وأشارت المذكرة إلى محاولة تم إحباطها لتفجير عبوة ناسفة وسط تجمع نظمته مجاهدي خلق المعارضة قرب باريس.

جانب آخر من وقاحة هذا النظام هو إرهاب الإنترنت. حيث في الفترة الأخيرة تم إغلاق بعض الحسابات والصفحات التي تتبع للفاشية الدينية الحاكمة في إيران على الفيس بوك والتويتر والانستغرام. الآلة الكبيرة للملالي في الفضاء الافتراضي تدار من قبل قوات الحرس ووزراة المخابرات بتكاليف باهظة سحبت من أموال الشعب الإيراني المحروم وذلك من خلال استخدام آلاف الحرسيين و البسيجيين والهكر المرتبطين بهم ووظيفتهم تقتصر على التضليل وضخ المعلومات الكاذبة وشيطنة المقاومة الإيرانية وتشوية مسار التدفق الحر للمعومات الحرة والإعلام. لقد وضع النظام الإيراني منذ مدة،إرهاب الإنترنت على جدول أعمال و أجندة وزارة الاستخبارات وقوات القدس الإرهابية،وافتتح عددا كبيرا من الحسابات الإرهابية لمواجهة انتفاضة الشعب والمقاومة الإيرانية.
ما هو واضح للعيان أن الإعدام والاغتيال والحملات والهجمات الصاروخية وتباهي هذا النظام بالقوة الزائفة التي يتم اتخاذها على أعلى وأرفع مستوى في نظام الملالي لن تداوي الجروح النازفة لهذا النظام. فعزيمة الشعب الإيراني على الاستمرار بالانتفاضة أصبحت أقوى وأشد والمجتمع الإيراني قد أصبح أكثر وعيا والمقاومة الإيرانية أثبتت نفسها قبل كل شئ بأنها البديل الديمقراطي الوحيد لهذا النظام الهرم. ومن هنا نرى أن المجتمع الدولي قد توصل لضرورة أنه يجب الوقوف بشكل حاسم في وجه هذا النظام الإرهابي الحاكم في إيران وحماية ودعم المقاومة الإيرانية ضده. ليس من المستبعد في ظل العقوبات أن تغلق سفارات هذا النظام في الدول وأن يتم الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية كممثل شرعي للشعب الإيراني.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.