من يفرط بالسيادة لا يحق له أن يدعي أنه من حماتها

السيادة الوطنيةassadass
في عام 1991م طلبت من صديق الدكتور كمال صقال ان ارافقه بزيارته للدكتور معروف الدواليبي و كان يرحمه الله يتحاشى الاعلام والحديث اليه الا ان الدكتور كمال يرحمه الله ايضا قدمني اليه كشاب سوري يرغب بالتعرف اليك والاطمئنان على صحتك وكان يومها قد تعافى من مرض الم به .
لم التزم بتعليمات د. كمال بان لا افتح اي موضوع سياسي او ان اطيل المكوث ولن نكثت بالوعد وسألت الدكتور معروف مباشرة : دكتور معروف البارحة نشر احد الكتاب مقالا بجريدة الشرق الاوسط يتهمك فيه بأنك كنت تتواصل مع العراقيين وتستعديهم على سوريا وهذه تهمة تمس السيادة الوطنية
كان سؤالي استفزازيا وكنت اهدف منه الى استدراج الدكتور معروف الى حديث عن حقبة من تاريخ سوريا مازال يلفها الغموض و نجحت بذلك فلقد تحدث يومها الدكتور معروف لاكثر من ثلاثة ساعات حديثا ساعود يوما للكتابه عنه بالتفصيل ولكن مازالت اذكر كيف أنه أبتسم قائلا : من يفرط بالسيادة لا يحق له أن يدعي أنه من حماته ويتهم الاخرين بأنهم يفرطون بها ..
كلمات اذكرها اليوم وانا اسمع تنطع النظام و مؤيدوه عن حرمة السيادة الوطنية وكيف سيكون ردهم ساحقا ماحقا لو فكرة القوات التركية ان تدخل الاراضي السورية تحت اي ذريعه كانت وسيرد بقوة وسيعتبر النظام انه اعتداء خارجي …
ولنسأل النظام واتباعه :
الم تصدعون رؤوسنا على مدى اشهر وأنتم ترددون بأن داعش هم شذاذ افاق من الخليج و الشيشان والافغان و المغرب العربي … اليس وجودهم على الارض واقامتهم للخلافة في الرقة خرق للسيادة فلماذا لم نرى ردا منكم طيلة الاشهر المنصرمة ؟؟
اليست صواريخ التحالف و الغارات الجوية له بعمق الاراضي السورية خرقا للسيادة حتى لو ادعيتم انهم اعلموكم او ابلغوكم بالعلميات على الرغم من انكار التحالف لتلك الادعاءات ؟
اليس اختراق الطائرات الاسرائيلية للاجواء السورية وقصفها لعدة مواقع واسقاطها لطائرة سورية ضمن الاجواء السورية اليس هذا خرقا للسيادة
بقاء الجولان محتلا من قبل اسرائيل لقرابة نصف قرن اليس خرقا للسيادة ؟؟
ارتهان القرار الرسمي لروسيا وايران اليس خرقا للسياة
وجود المندوب السامي الايراني قاسم سليماني في سوريا و تحكمه بكل مفاصل الحكم والقرار اليس خرقا للسيادة
حالش و ابو الفضل العباس في دولة تدعي القوة والاستقلالية اليس خرقا للسيادة ؟؟
عندما لوحت الحكومة الامريكية في عام 2005 على احتمال اجتياح امريكا لسوريا خصوصا بعد احتلال العراق و جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري كانت المعارضة اسبق من النظام برفضها لاي تدخل عسكري اجنبي في سوريا
وعندما حشدت تركيا جيشها على حدودا كرسالة تحذيرية لحافظ الاسد الذي كان يدعم اوجلان في نزاعه مع تركيا …. كلن استنكرنا التصرف التركي على الرغم من استفزاز النظام غير المبرر في حينها لتركيا
هكذا نحن نفهم السيادة الوطنية الفهل فعلا يفهم النظام معنى السيادة الوطنية و يصونها
الان بعد ان استبيحت الارض والعرض فلم نعد نرى التدخل العسكري التركي للرد على داعش وتقليم اظافر النظام في المناطق المحررة خرقا للسيادة
من فرط بالسيادة الوطنية بالامس لايحق له أن يتهم الاخرين بأنهم يفرطون بها اليوم

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.