*د.محمد الموسوي
ماذا بعد زيارة سكرتير مجلس الامن القومي الايراني شمخاني الى العراق ولقائه بالمالكي ومستشار الامن الوطني العراقي وهل فعلا خلف شمخاني سليماني ام سيبقى سليماني ممسكا بخيوط الملف العراقي الذي يعرف دهاليزه وكل ما خفي فيه ناهيك عن قدرات سليماني (الجنرال قاسم سليماني قائد قيادة القدس في الحرس الثوري الايراني) في ترويض القيادة العراقية لمعرفته اللصيقة و السابقة والحالية باغلب الساسة العراقيين ويحتكم الجميع لرغباته.. هل فعلا خلف شمخاني سليماني ام انها ضرورة تكتيكية ويبقى المالك سليماني .، وإن حدث فعلا فهل يستطيع ادميرال البحرية الايرانية السابق شمخاني ادارة ملف امني معقد ومهم دون الرجوع الى سليماني الذي بنى الملف وشكله وكما يقال من الالف الى الياء .، وعلى الارجح انه سيتم استخدام شمخاني صاحب الملف الاقل إثارة امام المجتمع الدولي خصوصا وان الوضع في العراق في ظل شبح داعش الارهابي سيحتاج الى تدخل دولي بما في ذلك امنيا لذا فان صورة كصورة شمخاني قد يسمح لها كي تكون حاضرة المشهد .، إنها لعبة الدمى الخيطية سيداتي وسادتي وهي اكبر من قدرات العراق المنكوب الذي عجز جيشه وقائد قواته البرية الجنرال الكبير علي غيدان عن القضاء على عصابة ارهابية اسمها داع شاو حتى صدها وهرب من المواجهة عملا بقول قديم يحترمه (الهزيمة ثلثين المراجل) اي الهروب ثلثينه رجوله وهكذا قالوه وارثوه لنا وعمل به قادة منهم الجنرال علي غيدان قائد القوات المتورط في جرائم ضد الانسانية في مخيم اشرف سابقا وهو مخيم كان يسكنه اللاجئون الايرانيون عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة وهم سكان مخيم ليبرتي حاليا وموضوعهم ليس ببعيد عن موضوعنا هذا بل هو صلب الموضوع فقد كانت قيادة النظام الايراني ولازالت تعتبر هذا الموضوع شغلها وتتهور وتفقد وعيها وتورط العراقيين حاشرة اياهم معها عندما يتعلق الامر بسكان هذين المخيمين وكثيرا من المجازر والمصائب احدثوها بحق هؤلاء العزل منذ ايام مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي الذي خفت ضوئه وغاب ظله والى اليوم ولن يتورع النظام الايراني عن ارتكاب اي كارثة ما داموا امام ناظريه في العراق ورغم انهم تحت الحماية الدولية واليوم تحت مسؤولية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة التي اقرتهم كلاجئين ينتظرون نقلهم الى بلد ثالث وتعهد العراق امام الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية بحمايتهم ورعايتهم وعدم المساس بها الا أنها لا تملك ولا تحكم والمالك والحاكم هو نظام طهران من خلال الجنرال سليماني او خليفته الجنرال علي شمخاني الذي سيدير الملف كواجهة وسيعمل بالاستشارة والتوجيه دون ادنى اجتهاد .
ماذا بعد زيارة شمخاني للعراق ولقائه بالمالكي ومستشار الامن الوطني العراقي التي يستهل بها مهام عمله ولماذا اللقاء مع المالكي وما معنى ذلك وقد يكون لقاء عمل بدأ منذ سنين بنجاح على يد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته ولهذا العمل تتمة وتكون التتمة أفضل عندما يكون العمل على يد اهل الخبرة والولاء وقبل أن يصل شمخاني الى العراق بدأت مراسيم استقباله منذ سبعة عشر يوما حيث بدءوا بقطع المحروقات والمياه والادوية والخدمات الانسانية الضرورية عن اللاجئين الايرانيين المعارضين سكان مخيم ليبرتي عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية ويستمر هذا الحصار الى اليوم 31آب اغسطس 2014 .، فإذا كان ذلك الحصار مراسيم استقبال وترحيب بالمشرف الجديد على ملف محاسبة المعارضة الايرانية فماذا هو الحال بعد الزيارة حيث الاتفاقيات والتوصيات وقد يتعرض هؤلاء اللاجئين الى كوارث او اعمال ارهابية تهدد حياتهم في ظل الفوضى الامنية بالعراق وانشغال العالم بازمة داعش وارهابها الذي اصبح حديث القاصي والداني .، وللايضاح بصورة تجيب على تساؤلات البعض .. كيف للكاتب او القارىء ان يبني تصورا ان زيارة شمخاني للعراق تتضمن توصية بإبادة سكان ليبرتي او تعريضهم للخطر وكيف يكون لزائر كشمخاني ملف واحد يتحدث بشأنه والجواب هو انه يوجد عدة ملفات في جعبة علي شمخاني الا أنها ثانوية قياسا بملف اللاجئين المعارضين العزل في ليبرتي وهي فرصة ايران السانحة التي ضغطت لنقلهم الى ليبرتي في موضع اشبه بالسجن ومعاملة اسوأ من معاملة المساجين وعرقلت خروجهم من العراق الى بلد توطين ثالث تبين ان ايران تبيت نوايا سيئة ومخطط اسوأ علما انها تعلن رفضها لوجودهم في العراق وتضمر شيئا آخر وفي تلك المساحة الزمنية التي يناور فيها نظام طهران ويعرقل نقلهم الى خارج العراق بشكل خفي قتل منهم المزيد وفي هذه الايام ذكرى ابادة جماعية للعشرات منهم قتلوا وهم مكبلين عزل ولم تكن المجزرة الاولى ولن تكون الاخيرة .. الابقاء عليهم في العراق وتصفيتهم خطوة بخطوة والخلاص من معارضة تؤرق مضجعه .. هذا هو ما يريده النظام الايراني وزيارة شمخاني هي تتمة لما بدأه غيره .، وبما أن السلطات العراقية هي الحامية لهؤلاء اللاجئين ستكون زيارة شمخاني موفقه ويصبح الخامي قاتل او مذنب بكل بساطه كما حدث بالسابق خاصة عندما تكون رغبات الخلافة في طهران أوامر واجبة الطاعة.
المجتمع الدولي.. المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن لم يتخليا عن الصمت وإن لم تكن لهما اجراءات استباقية لانقاذ هؤلاء اللاجئين فسيصبح العالم على كارثة جديدة بحقهم .
*كاتب وليبرالي ديمقراطي عراقي