*المقدمة
قد يقول البعض نحن أحرار فيما ندين ونعتقد ونحن نقول لهم هذا كلام جميل جداً وصحي وسليم ، ولكن بالمقابل أليس من حق الأخرين أن يتمتعوا بمثل تلك الحرية التي يحللها هذا البعض لنفسه دون تعصب أو تشنج أو تهديد أو وعيد ، وبعدم فرض شريعتهم التي طلقتها غالبية الشعوب الاسلامية لما فيها من جور وظلم وفسق وإرهاب ، ولأن ما يعتبر منزل ومقدس عندهم هو عند ألاخرين جهل وتخلف وأوهام وظلام ؟
لذا يجب أن يكون الفيصل بين الناس المواطنة والعدل والقانون وليس التميز على أساس القومية أو الدين ، ولن يتم هذا إلا بفصل الدين عن الدولة كما هو الحال في البلدان المتقدمة ، حيث لكل إنسان حرية ألإعتقاد ؟
*المدخل
تساءلي موجه لأمة الكورد مالذي إكتسبه الكورد طيلة أكثر من 14 قرناً من تدينهم بألإسلام رغم إسلامهم غير إستخدامهم كمرتزقة وجحوش لديمومة سطوة هذا الدين ، والبطش والتنكيل بهم إذا ما نادو بشيء من الحرية (الحكم الذاتي) أو الاستقلال كما فعل جزار الحريّة والعَلمانية أتاتورك بهم وغيره من الطغاة المجرمين .
ثانياً هل يسمح دهاقنة هذا الدين للكورد بالتحرر من جور وظّلم القوميات التي تستبعدهم لليوم والتي تدين هي ألاخرى بالإسلام ، الاسلام الذي مسخ طبع وكيان وشخصية الانسان الكوردي المسالم والبسيط خاصة ، حتى صار بعض الكورد من ألاسف أشر وأسوأ على أهلهم وإخوانهم وجيرانهم من الدواعش ، وذالك لإنغراس رُوح العبوديه والتبعية والتخريب والاجرام والإنتقام في نفوسهم ؟
* الموضوع
لنترك الاسلام وما فيه ليقيمه كل ذي عقل وضمير وعلى ضوء الحقائق والوقائع والتأريخ ، ولنتساءل ؟
هل غدت بلداننا بفضل الاسلام والقائمين عليه جنّات خلد تجري من فوقها الأنهار (لان من تحتها غير صحيحة) حتى أخذ يحسدنا عليها من في بلاد الكفّار ، أم غدت غالبيتها جحيم لا يُطاق إذ صارت تفتقد إلى أبسط مقومات والحياة ووألسط قيم الحرية والعدالة والمساواة ، حيث تسبب دواعش هذا الدين وشيوخه وسلاطينه في هروب ملايين المسلمين إلى بلاد الكفار أفواجاً خاصة بعد إنكشاف حقيقة وجوهر هذا الدين بفضل شلالات المعرفة ؟
والمصيبة التي تسبب الصداع للجميع قولهم { أن الاسلام دين محبة وسلام } فإذا كان ألامر كذالك فلما هذا الهروب الجماعي للمسلمين وإستمرار الجور والظلم والارهاب في غالبية البلدان التي تدين بالإسلام وطيلة 1436 عام ، وهل حقاً في كتاب المسلمين وسيرة نبيهم مايدعم هذه المقولة ؟
ولنترك الماضي أيضاً وما جرى للكورد وغيرهم من الاثنيات والقوميات من كوارث وويلات بسبب هذا الدين الغازي والفاشي والذي من الاستحالة ان يكون من عند ألله لتصدق مقولة إبن خلدون المشهورة {إذا تمكن الاعراب من أوطان سبقهم الخراب والدمار إليها } ولنتساءل ؟
أليس من العدل أن تتحرر كل الشعوب المظلومة حتى المسلمة منها ، أم حلال فقط على العرب والفرس والترك وحرام على الكورد والاخرين ، وهل يعقل إله يفرض دينه بالسيف والإكراه ؟
طيب أين مقولة { لا إكراه في الدين ، ومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر } وغيرها من أيات حصان طروادة ، وهل في ملة المليار مسلم وأكثر دولة تؤمن حقاً بما في الإسلام ؟
صدقوني لولا دول الكفار وإنجازاتهم لمات ملايين المسلمين من الشرق والغرب جوعاً وعطشاً وأمراضاً وتقتيلاً ، بدليل هجرتهم كالجراد إلى ديار الكفار وليس إلى ديار ألاسلام ، بعد فشل مجتمعاتنا وإفلاس شعوبنا من أبسط قيم الحرية والمساوات والحياة ، فحتى دول الخليج المسمى بالعربي فلولا النفوط لصار حالها أسوأ حال من اليمن والصومال وهو الجاري لها قريباً ؟
ومن يزايد علينا ليقرأ تاريخ أصحاب هذا الدّين الدموي بعقل منفتح وضمير حي ، بدأ من الخلفاء الراشدين ومرورا بالأمويين والعباسيين وبأخر زبالة عرفتها البشرية العثمانيين المجرمين .
نعم الكثير من شعوب العالم مرت بمحن وويلات وكوارث وحروب طاحنة ولكنّها إستفاقت وإستنارت وركبت قطار التحضر والتمدن حتى غدى يضرب ببعضها المثل كألمانيا واليابان بعد أن أصبحت مسألة التدين مسألة شخصية ؟
لذا نقول للمسؤولين في كردستان والعراق كفاكم ضحكاً على العقول والذقون وكونو شجعاناً ولو مرة في حياتكم وإفصلوا الدين عن الدولة وإمنعوا المعممين والمؤدلجين من التحكم بعقل ومستقبل ومصير المواطنين ( كبطاقة الأحوال الشخصية نموذجاً ) وإلا سيكون قتلكم وقتلهم عمل شعبي وقريباً جداً وقد أعذر من أنذر .
فعندما يقول معمم أحمق وجاهل {أن دين الدولة هو الاسلام ، عَلَيْه أولاً أن يعلم الحمير والبغال الصلاة والصيام} لأنهم من سكنة دولته الدينية ؟
وأخيراً نقول
{ تبقى مهمة المتنورين تحرير العقول البشر .. ومهمة السلاطين ووعاظ الشياطين ركوب العجول } سلام ؟
سرسبيندار السندي
Mar / 24 / 2016