في اشارة سريعة وببوستر على الفيسبوك اشارت الصديقة سهام الشكره الى الصلبة او الصليبة وقالت انهم يبيعون الملح جنوب العراق وفي الكويت والسعودية على البغال وانهم بشعر اشقر وعيون زرق ،وهو كلام منقول وغير محقق يراد من ورائه استغلالا لغموض حقيقة الصليبه الايهام بان جذورهم تعود الى الجند الصليبيين الذين استوطنوا البوادي العربية ،وهو امر غير صحيح فملامحهم العربية المتسمة بالسمار والعيون والشعر الاسود دليل على انتمائهم العربي .
وفي لقاء لي بالصليبي الشيخ عبد الله بن محمد بن راشد الخلاوي في البصرة بضيافة احد شيوخ السعدون عام 2005 اكد لي انهم قبيلة عربية عريقة كنانية النسب والحسب من مضر العدنانية . ويجمعهم جد واحد هو : فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
وان منهم جدي الشاعر الفلكي المعروف راشد الخلاوي رحمه الله وقد كان لهم ملك وسلطات ولكنهم تعرضوا للإضطهاد والقتل والترويع والتشريد على أيدي القرامطه وأنتهى حكمهم بلا رجعه .
وذكر لي من شعر جده الذي يتداوله ابناء القبيلة وبعض من كتب عنها لبيان حقيقتها:
كنا شيوخ العز والعز عزنا .. وفي عزنا من عز تجري مراكبه
وعلى عزنا تبنى بيوت من العلا .. وما طال من عز لدى الناس طال به
وحنا ملوك الدار والدار دارنا .. من عهد عاد إلى ولاد تلاد به
اما بيعهم الملح في مدن البصرة والكويت والسعودية فقال لي ان طائفة منهم عاشت البداوة وان الكثير من البدو من قبائل عربية عديدة امتهنوا انتاج وبيع الملح وكانوا يحملونه على النوق وليس البغال كما ذكرت السيدة الشكره ، ويطوفون به المدن في المنطقة في رحلات طويلة مضنية لهذا فهم يستخدمون النوق ،وان منهم العلماء والفقهاء والشعراء المبدعون .
وقد ذكر عنهم العلامة المؤرخ النسابة / السيد معز الدين محمد المهدي الحسيني الشهير بالقزويني والمتوفي سنة 1300 هـ ،
في كتابه ( أسماء القبائل وانسابها ) وبالتحديد في باب الصاد صفحة 162 أن :
الصلبة : قبيلة من شمر طوقة في العراق ، من جانب شرقي الدجلة .
وكذالك ذكر في الكتاب : صليب قوم من العرب من عنيزة وائل .
في حين قال المؤرخ العراقي المعروف عباس العزاوي:
هذه القبائل نستطيع ان نعدها من ” القبائل المتحيرة” والمشهود أنها من” آل ” أي القحطانية وتلفظ ” صليب “.
وقال أيضآ :
ولكنهم أنفسهم يعتقدون أنهم “صلبه، صليبه” أي من العريقين في النسب ولكنهم نسي أصلهم أو أخفوه لأمر سياسي أو حربي لحقهم ( احسب انهم فعلوا ذلك لاتقاء شر القرامطة والفرق الشيعية الاخرى ) وكتموا نسبهم حتى عن أولادهم فبقي مجهولاً وما قاله بعض الكتاب من أنهم من الصليبيين فهذا من أبعد الأمور وأغربها فلا علاقة لهم بالصليبيين ولا باليونان أو الرومان فهم منقطعون عن الأمم الأخرى ولا نجد في لغتهم ما يؤيد فكرة الصليبيين أما ديانتهم فلا يسع المرء انكار انهم مسلمون ( وعلى هذا فان طقوس الدفن عندهم هي ذاتها طقوس الدفن الاسلامية على المذاهب السنية ) وان التقولات عن أصلهم عبارة عن اذاعات من النصارى- بحسب العزاوي .