من الذي أساء إلى الأزهر

إنهم رجاله الذين قاموا بتصنيم كل شيئ، وأوقفوا الحركة الفكرية بالأزهر عن التقدم، وراحوا يقدسون الماضي ورجال الماضي….واعتبوا الخروج عن فقه الأقدمين مروقا عن الدين .
فخرج الشباب من دين الله أفواجا متجها إلى الإلحاد، لأن الخطاب الأزهري إنما يخاطب ممياوات مدفونة في لفائف الموت منذ مئات السنين….
ومع إهماله فقه القرءان فقد صار للفقه الذي يقدمه الأزهر ذو رائحة كريهة صادرة عن تلك الجثث التي يقوم الأزهر بترميم تحنيطها وتحنيط أفكارها المعتوهة عن الإسلام.. بينما يبحث العالم علوم الفضاء وتفتيات الذّرة…التي لم يحاول الأزهر أن يبحث في ثناياها عن الله.
فلو كان للأزهر نصيب من التطور الفكري لوجد علوما تفي بقناعات الوحدانية داخل علوم الفضاء ومكونات التفتيت النووي..لكنه آثر دفن نفسه مع رجال الماضي فيما اطلق عليه [لسلف الصالح] رغم كون أكثرهم أبعد ما يكونوا عن الصلاح ورسالة محمد وذلك وفق ما نقلته أمهات الكتب عن أفعالهم..
ولو كانت للأزهر بحوثا بالقرءان ما اعتمد تعبير [بالخط العثماني] على المصاحف…فليس لعثمان خطوطا غير خطوطنا…لكنه الكسل الذي امتد لحوالي 1400 سنة من اجترار علوم الأقدمين…جعلنا نتصور رسم الكلمة القرءانية بأنه عثماني رغم أنه رحماني وله دلالاته، فلكل كلمة ثلاثة وشائج هي:
معنى الكلمة
دلالة الكلمة.
مفهوم الكلمة.
ولنضرب المثل فإن قلنا بأن الجمل لا يرى سنامه….فمعناها معروف، بينما دلالتها أن المرء لا برى عيوبه، ومفهومها أن تحذر من الوقوع في الخطأ وتتقبل نصح الناصحين…لكن الأزهر بعيد كل البعد عن ذلك التقدم الفكري وقد ارتمى داخل أحضان تخريفات الطبري والقرطبي والبخاري ومسلم….وغيرهم.
إن الأزهر يقاوم التطور الفكري والحضاري، لذلك لا أرى له مصيرا إلا الزوال طالما أصر على مناهجه…وساعتها لن يكون شريفا كما هو اليوم….لأن الجهل والغشاوة ستكون قد انقشعت عن أعين الناس.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.