من الذاكرة في سجن المزة :

جريس الهامس
خاطرة الصباح:
من الذاكرة في سجن المزة :
بعد إنقاذ حياتي من سجن تدمرالذي نقلوني وحدي إليه من بين آلاف المعتقلين في سجون دمشق والمدن الأخرى .أعادوني إلى سجن المزة بعد أربعةأشهر إلى المهجع الثالث – في الطابق الثاني والتقيت فيه مع المناضلين الوطنيين من قادة 23 شباط ومناضلين ناصريين وبعثيين قوميين ووطنيين من إتجاهات أخرى كنا نعيش كأسرة واحدة كما يعلم أخي نصر الشمالي ..
كنا نتناوب يوميا إثنان منا لتأمين الطعام للجميع وتنظيم المهجع وفي أحد الأيام جاء دوري مع رئيس أركان الجيش السوري السابق اللواء ” جمال الصوفي ” من اللاذقية كان دمثاً لطيفاً سألت اللواء ” أبو باسل ” ونحن نعد الغداء إلى 35 زميل عن أسباب إعتقاله دون محاكمة ودون أية تهمة .. قال بعد تنهد عميق القضية شخصية مع حافظ الأسد …قال يوم كنت قائداً لمطار المزة في الستينات كان حافظ طيار ميغ 17 برتبة ملازم وفي أحد الأيام جاءتنا برقية من الأركان العامة تقول بأن سائحتين فرنسيتين أختطفا على طريق المطار.. وأن أحد الضباط شوهدمع شخص آخر يجرهما إلى السيارة . وبعد التدقيق تبين أن حافظ الذي غاب عن الدوام وراء هذه الجريمة ..ثلاثة أيام هو بطل هذه الجريمة وعاد . كأنه لم يفعل شيئاً مقدما أعذاراً كاذبة …
قدمت السفارة الفرنسية بدمشق بعد لجوء الفتاتين المغتصبتين إليها – طلباً للخارجية السورية للتحقيق في الحادث وتحويل الجناة إلى القضاء والتعويض على الضحايا ..ثم قال أبو باسل ..المهم أنا منعت أخذه إلى السجن والقضاء الذي كان سيسرحه من الجيش حتماً …وسجنته في المطار بأمر إداري 40 يوما …ثم حلت القضية عن طريق الدبلوماسية . ورغم ذلك بقي المجرم حاقداً علي لأني سجنته في المطاربين زملائه ….
وبعدإغتصابه السلطة في إنقلاب 16ت2 1970 جاء لينتقم مني فإعتقلني عام 1973ومازلت دون سؤال ولاتهمة وبقي اللواء الوطني الشريف جمال الصوفي في السجن أكثر من سبع سنوات .ظلماً وعدواناً ….
هل يوجد في العالم كله أحقر وأنذل من حافظ بائع الجولان وعصابته..وهل يوجد أنذل وأحقر من وريثه القاتل والمجرم الدولي ذنب ولاية الفقيه – وقيصر روسيا وإسرائيل ؟؟؟؟؟؟؟####