د. ميسون البياتي
صادفني البارحه موقف غريب أحببت أن أنقله لكم . بحكم كوني نيوزيلنديه من أصل عراقي وكوني أعمل في مكتب الأمم المتحده في نيوزيلندا إتصلت بي محطة تلفزيونيه عربيه تبغي إجراء مقابلة تلفزيونية معي عبر الهاتف موضوعها عن أهمية تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة السعوديه
حقيقة أنا لست مع التحالف لأن الدول الداخله فيه جميعها وبلا إستثناء هي مستعمرات أمريكيه منذ بدايات وأواسط القرن الماضي , وهذه الدول لا تستطيع أن تتحرك قيد أنمله دون الأمر القادم من الولايات المتحده الأمريكيه , فإذا علمنا أن داعش هي مؤسسه أمريكيه بإمتياز وتشارك كل الدول التي تحاربها اليوم في عملية تمويلها وتسليحها , يصبح من الواضح لدينا أن الولايات المتحده هي التي أمرت بتأسيس داعش _ وتأسيس من يحارب داعش فوق رؤوس المدنيين العزل لفرض واقع جديد على المنطقه بقوة منطق سياسة الأرض المحروقه
في نفس الوقت الذي انا لست مع التحالف الإسلامي العسكري فأنا لا ارغب القول بأني ضده , هذا التحالف يمتلك ماكنه إعلاميه ضخمه تطبل له في كل مكان , وقولي أني ضد التحالف هو تغريد خارج السرب سرعان ما سيتم تسفيهه ضمن واقع اليوم الذي ينطلق من شعار أن الحق مع الأقوى وليس مع صاحب الحقيقه
لكل ما تقدم إعتذرت عن إجراء المقابله بحجة المرض وحين أصرت إدارة التلفزيون على الإستضافه إقترحت عليهم ترشيح زميل لي من أصل عربي ليحل محلي في البرنامج وإتفقنا على ذلك
إلتقيت بالزميل وتناقشنا مطولاً في موضوع المقابله وعند الساعه الثانية عشرة ليلاً كنا بجانب الهاتف ننتظر مكالمة المحطه لإجراء اللقاء . كان الضيوف الآخرون ضيف من الجزائر والآخر من مصر , تم توجيه السؤال الى زميلي عن أهمية تشكيل التحالف الإسلامي فقال في معرض رده : إن وجود قوة عربيه إسلاميه هو معادل موضوعي للتهديد الذي تتعرض له المنطقه ليس من الإرهاب وحده ولكن من الأطماع الفارسيه والصهيونيه والتركيه علاوة على ما تتعرض له من عمليات عسكريه بقيادة حلف الناتو وكما حصل في العراق وليبيا . لا يعقل أن تنظيماً فتياً مثل تنظيم داعش لا يمكن قهره بتحالف دولي مكون من 56 دوله لتتمكن عدة دول إسلاميه ضعيفه ولا ترقى الى مستوى ال 56 دوله في التحالف الدولي _ من أن تتغلب عليه , غير أننا لا يمكن ان نقف مكتوفي الأيدي بإنتظار من يأتي لكي يدافع عن شعوبنا ومصالحنا
الذي يثير العجب أن الضيفين الآخرين هجما على زميلي صارخين : هذا منطق عروبي , فرد عليهم الزميل : بمنطق من تريدوني أن أتحدث وأنا العربي ؟ هل بالمنطق الأمريكي أم الصهيوني أم الإيراني أم التركي ؟
لكن الضيفين إزدادا إستكلاباً برفع صوتيهما والتهجم شخصياً على زميلي .. أجزم لو أن المقابله كانت وجهاً لوجه لتحولت الى عراك بالأحذيه … السؤال الأجدر بالمناقشه الآن هو أننا اذا كنا عرب فبمنطق من علينا أن نتكلم إن لم يكن بالمنطق العربي !!؟