مناظرة , بين داوكنز ولينوكس , حول الله والعلم !
Debating
من قلم: رعد الحافظ
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=VrOKDy421fY
لا أعرف تأريخ هذهِ المناظرة بالتحديد , لكنّها جرت في عام 2011 في متحف التأريخ الطبيعي في جامعة إكسفورد العريقة في بريطانيا , وكانت تحت عنوان
Has science buried God ? , أو/ هل دَفَن العِلمْ ,الإله ؟
وجمعت عالمين مهمين من نفس الجامعة
الأوّل / ريتشارد داوكنز , بإختصاص البايولوجي ( غير مؤمن )
الثاني / جون لينكس , بالرياضيات ( مؤمن )
سأقوم بتفريغ الشريط الذي عثرتُ عليه في صفحة الفيس بوك للصديق مازن البلداوي ,ولستُ متأكد من المترجم ( أظنّهُ مازن ) , وسوف أعمد الى التجزئة تجنباً للملل .
******
ملاحظاتي
1 / كلاهما متمّكن ويعرف ما يقولهُ بالضبط . مع ذلك ستجدون إهتمامهم بملاحظات القرّاء وتفاعلهم معها الى درجة يعيدون إصدار كتاب جديد حول موضوع سابق كتبوا عنه , إنّهم يتفاعلون مع الآخر أبعد ممّا نتخيّل , الجمود والتصلّب ليس من شيمتهم .( هذا بالضبط ما نحتاجهُ نحنُ ) .
2 / الحوار إرتقى في مستواه العلمي والفكري والأدبي أيضاً . وما يثير الإنتباه والإعجاب , أنّ المؤمنين في أوربا , يسمحون لغير المؤمنين بطرح كلّ أفكارهم بمنتهى الحُريّة , بل يصغون إليها ويقرأون كتابات خصومهم ويمحصونها ويحفظونها عن ظهر قلب .
وبذلك تقوى عدّتهم في حالة المناظرات والحوارات .
وتخلو طريقتهم من التعصب والتكفير والتهديد ( تذكروا عندنا مثلاً مناظرة سيّد القمني الأخيرة مع أنّهُ لم يُعلن إلحادهِ كما يفعل داوكنز )
قصدي أنّ السماح للآخر بقول كلمتهِ سيوّفر حالات للفهم والتصدّي العلمي عند الضرورة , بدل اللجوء الى العنف غير المبرّر .
ستلاحظون حتى عنوان المناظرة مقتبس من عنوان كتاب لينُكس / المسيحي المتديّن وليس من داوكنز ( اللاربوبي حسب تسميّة خصمه لينكس ) .
ففي النهاية المؤمن لايحتاج حتى الدفاع عن الإله / القويّ العظيم المقتدر بلا حدود . ناهيكَ عن إحتكار حقّ الدفاع لهم دون سواهم !
3 / سوف تقرأون حوارهم وتستنتجون بأنفسكم
لكن بالنسبة لي إستنتجتُ التالي
لو صحّ كلام ريتشارد داوكنز / فالعلم هو المنتصر , ولا داعي عنده للتفكير بوجود مصمّم عبقري للكون أو صانع لهُ .
هو يقول لا ضرورة لإعطاء حق وفضل لمن لا دليل على وجودهِ !
ولو صحّ كلام ومنطق لينوكس , فهذا الكون من صنع ( شخص , هكذا يؤكد هو ) ماهر ليس كمثلهِ شيء .
لكن إنتبهوا … هو يثبت وجود الإله المسيحي ( يسوع ) ولايهاجم باقي الأديان بل يحترم معتنقيها , لكنّهُ بطريقة إثباتهِ ينسف كل أفكار الآخرين أقصد الديانات الأخرى سماوية وغيرها .
معناها حتى لو أيّد (القوم ) لينوكس , فلن يزيد فكرتهم إلاّ بُعداً !
وكي لا أطيل بملاحظاتي , ساُباشر تفريغ محتوى الشريط بدّقة
***********
يقول مدير الحوار ( لاري تاونتن ) , مساء الخير , هذهِ ليست المرّة الأولى يلتقي فيها الرجلان , فقد إلتقيا الخريف الماضي في بيرمنغهام / ولاية ألاباما . وقالت صحيفة ( وول ستريت ) أنّهما عرضا في تلك المُناظرة مهارات خِطابيّة على الطريقة البريطانيّة المُثلى !
موضوع اليوم هو / هل دَفَنَ العِلمُ .. الأله ؟
ملاحظة : مذكور في ترجمة الشريط ( الله ), لكنّي أستبدلها ب (الإله ) كي تكون عامة لا تتقصد المسلمين بالتحديد . وعلى كلٍ المناظرة تدور حول الإله المسيحي ( يسوع ) كما سترون , فلا يتعصبنّ أحدكم فيضيع عليه الفهم والعصفور !
ويكمل لاري : سنتناول 3 محاور , هي
أولاً / موضوع العلم نفسهِ , ثمّ / الثغرات والعقيدة والبراهين
وفي الختام / سينتقلون الى موضوع الأخلاق والغاية .
إنْ لمْ يوجد إله , فما هي العواقب ؟
سوف نعطي هذهِ المناقشة حوالي 50 دقيقة , بعدها سنتلقى أسئلة الحضور ونعرضها على الرجلين على المنصّة وهذا سوف يستغرق 20 دقيقة , ثم سندعو الإعلاميين للتوجه الى قاعة المُحاضرات في الدور العلوي , حيث سيلتقي بكم الرجلان قبل أن يتوجها الى توقيع الكُتب .
وهذا سيعطي للجمهور فرصة إقتناء كتاب والإصطفاف للقائهما .
أعتذر لقلّة المقاعد , لكنّكم ستتفقون معي على أنّ هذا المكان , رائع في جمالهِ وتأريخهِ .
يجب أن أذكر أيضاً أنّ التصوير ممنوع بتاتاً , فالمناظرة مُسجلّة على الفيديو .
نشكر المتحف على إستضافتنا , ونشكر ريتشارد داوكنز وجون لينكس لحضورهم , نعلم أنّهم مشغولين أغلب الاوقات .
ريتشارد سيقدم هذا الإسبوع محاضرة ( سيموني ) الوداعيّة .وهي محاضرة هامة جداً بالنسبة لهُ , هل تُريد أن تُخبرنا عنها شيئاً ؟
ريتشارد داوكنز : لقد عملتُ في اُستاذيّة مقعد السيموني لل 12 سنة الماضيّة .وفي ال 10 سنوات الاخيرة إستضفتُ محاضرات لعلماء مُميزين سنوياً , حيث كنتُ أنظمّها . وسأحاضر الخميس المقبل وستكون وداعي وهي العاشرة من محاضرات سيموني وأتمنى ان تكون مناسبة مهرجانية كبيرة , وللأسف تمّ بيع التذاكر ونفذت قبل شهرين , ولا أدري لماذا أقوم بعمل دعاية لها الآن ؟ (تصفيق وضحك خفيف من الجمهور) !
مدير الحوار / لاري تاونتون : يبدو هذا مُثير .
و جون لينكس , أنتَ كنتَ تعمل على إعداد طبعة جديدة من كتابكَ ؟
جون لينُكس : بالفعل كتابي هو حانوتي الله , هل دفنَ العلم الله ؟
وهو في الواقع عنوان محاضرتنا اليوم .
أنا اُحاول الرّد على بعض الملاحظات التي قدّمها القرّاء
وأن اُنقّح الكتاب الذي صدرَ عن دار( ليون هيدسون) في رأس السنة .
لاري تاونتون / جيد جداً ,سنبدأ الآن ياسادة , واُريد أن اُذكركم بالتزام الوقت , ( يمزح ) مشيراً الى هيكل الديناصور ويقول هذا يعمل آلياً , فإن تجاوزتم الوقت , فلدينا من يُحركهُ
نبدأ مع ريشارد داوكنز
ريتشارد , هل دفن العلم .. الإله ؟
داوكنز / حسناً أيّ إله ؟
أعني قد نُشير الى إله آينشتاين , الذي لا يُعتبر إلهاً شخصياً أبداً , بل تشبيهاً شعرياً لما لا نفهمهُ في الكون !
يُمكننا أن نأخذ إلهاً ربوبياً مثل إله الفيزيائيين , كإله ( پول دافيس ) الذي هيّأ قوانين الفيزياء . أو الإله عالم الرياضيّات . أو الإله الذي وضعَ نظام الكون في الأساس , ثمّ إكتفى بمراقبة حدوث الأشياء . أعتقد أنّ الإله الربوبي هو الذي يُمكن أن تُقدّم لهُ حُجة مُحترمة .
هي ليست حُجة أقبلها , لكن يُمكن مناقشتها جدياً !
النوع الثالث من الآلهة هو ذلكَ الذي لهُ آلاف الاشكال , كزيّوس وثور وأبوللو وآمون رع ويهوه .
بالطبع لانحتاج أن نمّر على كلّ هؤلاء , لأنّي إلتقيتُ ( جون لينكس ) من قبل , وأعرف الإله الذي يؤمن بهِ , وهو الإله المسيحي .
إذاً كلّ ما علينا أن نتحدّث عنهُ , هو الإله المسيحي !
جون لينكس , عالِم يُؤمن بأنّ يسوع حوّل الماء الى نبيذ .
عالِم يُؤمن بأنّ يسوع أثّرَ بشكلٍ ما على كلّ جزيئات الماء , وأدخلّ إليها بروتينات وكربوهيدرات وأحماض وكحول , وحوّلها الى نبيذ .
إنّهُ يؤمن بأنّ يسوع , مشى على الماء !
لقد تعوّدتُ على مُناظرة عُلماء لاهوت مُثقفين .
ثمّ ألتقي اليوم جون لينكس , العالِم الذي يُصدّق كلّ هذهِ الأشياء .
إنّهُ يؤمن بالتفصيل أنّ خالق الكون , الإله الذي صمّمَ قوانين الفيزياء والرياضيّات وثوابتهم , والذي إبتكرَ الفراسخ الفلكيّة , مليارات السنوات الضوئيّة من الفضاء , ومليارات السنوات من الزمن , هذا المُجَسّدْ للعلوم الماديّة , وعبقري الرياضيّات لم يجد وسيلة أفضل لتخليص العالم من الخطيئة , سوى أن يأتي الى بقعة الغُبار الكوني هذهِ , وأن يجعل نفسهُ يُعذّب ويُقتَل , كي يستطيع أن يُسامح نفسهُ !!
هذا ليس علمياً بعمق !
ليس غير علمي وحسب , بل ينتقص من جلالة الكون .
إنّهُ تافه وصغير العقل , ذلك هو الإله الذي يؤمن بهِ جون لينكس !
********
ردّ من جون لينكس
حسناً ريتشارد , شكراً لكَ توضيحكَ لما أؤمن بهِ على الأقلّ جُزئياً .
يسعدني أن أسمعكَ تقول , أنّهُ يمكن أن تُقدّم حجة جيّدة بأنّ هناك عقلانيّة وراء الكون . وقولكَ أنّهُ شيء لا تقبلهُ شخصياً .
إذاً أنتَ تؤمن أنّ هذا الكون مُجرّد حادث غريب . وأنّهُ لا يوجد عقل وراءهِ . لكن ها أنتَ ذا تملك أحد أفضل العقول في العالم !
إذاً أنتَ تُصدّق بعدّة اشياء , أجدها صعبة التصديق بإعتباري عالم .
يمكننا بالتأكيد التحدّث عن عقيدتي المسيحيّة الخاصة لاحقاً . لكنّي أعترف بها بالتأكيد !
أعتقد بوجود خالق للكون , هو الذي خلقهُ , وهو ليس مجرد طاقة .
بل هو (( شخص )) , ونحنُ أشخاص مخلوقين على صورتهِ .
أنتَ قلتَ أنّ تحوّل الإله الى إنسان , ثمّ موتهِ على الصليب ,ثمّ بعثهِ , فكرة تافهه .
أنا أعتقد العكس تماماً .
إنّها ليست فكرة تافهه , لأنّها تُعالج بجديّة مُشكلة جوهرية .
لا أظن بأنّ ( اللاربوبيّة ) تبدأ حتى بالتعامل معها .
إنّها مُشكلة عُزلة الإنسان عن الإله , التي لن تكون منطقيّة إلاّ لو كنّا نؤمن بالإله .
فربّما أفضل طريقة للبداية هي هكذا
بإعتباري عالِم ( هو يكرّر هذهِ الجملة كثيراً ) , نحنُ كلانا نؤمن بالمفهوميّة العقلانيّة للكون .
أنا أؤمن بأنّ الكون مفهوم عقلانيّاً , لأنّ الإله الخالق وراءه .
حسناً , فكيفَ تُفسّر أنتَ مفهوميّة الكون العقلانيّة ؟؟؟
نهاية الجزء الأوّل
تحياتي لكم
رعد الحافظ
21 يناير 2012