مليون دولار… للصحوة الانسانية
عبدالله حبه – موسكو
خصص رجل الاعمال الروسي الارمني الاصل روبين فاردانيان مبلغ مليون دولار كجائزة تمنح سنويا لكل من يعرض نفسه للخطر لكي يصون حياة الآخرين أو لمن يدعم القضايا الانسانية بالرغم من الصعوبات التي تواجهه. واطلقت على هذه المبادرة عنوان
“100LIVES “.
وقد فكرت بأننا في العراق اليوم من احوج الناس في العالم أجمع الى مثل الدعم الانساني. وحبذا لو قام احد رجال الاعمال العراقيين الذين هربوا اموالهم الطائلة الى خارج البلاد بتخصيص جائزة مماثلة لمن ينقذ الايزيديين والمسيحيين والاشوريين العراقيين اليوم من خطر الابادة التامة في العراق كما جرت ابادة الارمن في تركيا.
لقد أعادتتي مبادرة رجل الاعمال الارمني ذكرى مآثر الارمن وخدماتهم الى الثقافة والعلوم في العراق بعد أن لجأوا إليه هرباً من مجازر السلطة العثمانية التي هلك فيها 1,5 مليون شخص أرمني في عام 1915، وتمر في هذه الايام الذكرى المئوية لها. وقد احتضنهم الشعب العراقي وقدم لهم المساعدة واستقر
بهم المقام في صفوفه واصبحوا جزءا من ابناء البلاد . فما اكثر ما استمتعنا بأمسيات الموسيقى الكلاسيكية التي كانت تحييها في قاعة الشعب عازفة البيانو الفذة بياتريس اوهانسيان وشقيقتها سيتا وشقيقها ارشان وعازف الكمان وارتان مانوكيان .
كما كنا نتمتع بحفلات فرقة كورال الشبيبة الارمنية في نادي الارمن في بغداد التي قدمت صنفا جديدا من الفن لم يعرفه مجتمعنا. وفي المسرح برز الفنان المسرحي والسينمائي البارز كارلو هارتيون وشقيقته نورا التي اعتلت مسرح معهد الفنون الجميلة لأول مرة في مسرحية ” شهرزاد ” لتوفيق الحكيم في عام 1956. إضافة إلى الفنانة المسرحية آزادوهي صموئليان التي أعتلت خشبة المسرح وقدمت آدواراً مسرحية عديدة في فرقة المسرح الحديث وفي فرق عراقية أخرى. وجرى ذلك في ظروف كانت التقاليد تمنع صعود المرأة على خشبة المسرح. وبهذا كانت هذه الفنانة العراقية الأرمنية الأصل في طليعة الفتيات العراقيات اللواتي تحدين تلك التقاليد. كما تحضر في ذاكرتي شخصية صديق صباي الفنان التشكيلي ارداشيس كاكافيان ولوحاته الرائعة والمصور الفوتوغرافي ارشاك. وفي الواقع ان فضائل الجالية الارمنية في العراق لا تعد ولا تحصى في مجال الثقافة والعلوم وفي الحركة الوطنية والنسائية التي شارك فيها العديد من الشخصيات الارمنية.
ان مبادرة
100 LIVES
في منح الجائزة التي تحمل اسم
Aurora Prize
قد ارتبطت بإسم اورورا مارديجانيان الطفلة الارمنية التي شهدت فظائع ارتكبها افراد ينسبون انفسهم الى البشر لكنهم اكثر وحشية من وحوش الغاب. انهم اسلاف “داعش” ومن لف لفهم من العصابات التي استغلت الاسلام والاسلام منها براء لتحقيق اهداف وضيعة لا انسانية. إن اسم اورورا كان يرمز الى الفجر عند الرومان القدامى. وقد كرست هذه الفتاة حياتها لاحقا لأعمال الاغاثة الانسانية.
وسيتم فتح الترشيح لنيل الجائزة على الانترنت في يونيو القادم بغية تحديد الاشخاص الذين تنطبق عليهم معايير الجائزة. وستقرر اللجنة الخاصة المشكلة لهذا الغرض اسم المرشح الفائز بالجائزة. وسيجري حفل تقديم الجائزة في ابريل عام 2016 في العاصمة الارمنية يريفان.