سألوا بوذا: هل أنت الله، فرد: أنا مستيقظ!
ليتهم في هذا الشرق المعذب يستيقظون ليتحسسوا كمية القمامة الموجودة في كتبهم واساليب تربيتهم وتعاليمهم وعقائدهم. لقد وقفت تلك القمامة بينهم وبين الكون، وبالتالي حجبت عنهم نوره وجماله، فأظلم عالمهم وادلهم واقعهم. لو تحسسوها لأدركوا وبسهولة سرّ المعاناة التي يعيشها ابن المنطقة. الواقع هو ثمرة لسلوكياتهم، والسلوكيات ثمرة للعقائد، ولا يمكن أن يحسّنوا واقعا حتى يحسنوا سلوكياتهم وبالتالي عقائدهم!
…..
هناك مثل أمريكي يقول: لا تحكم عليه حتى تمشي في حذائه! ومعناه: لا تحكم على أحد حتى تعيش حياته وظرفه ، فعندما تمشي في حذائه سيأخذك في كل الطرق والدهاليز والمسالك التي مرّ بها، وستدرك من خلال التجارب الذي مرّ بها كيف وصل إلى ما وصل عليه. لنجرب مرّة أن نمشي في حذاء عدونا، علّنا نصل إلى نقطة ندرك عندها سرّ تلك العداوة وهل من سبيل لتجاوزها!
سأنقلكم إلى سيناريو، وأريد من كل مسلم غيور على دينه أن يتخيل إنه يعيشه: لنفرض أن المسلمين أمة وصلت إلى أعلى مراتب العلم، وقبضت على ناصية المجد وحققت مالم تحققه حضارة في العالم. بأيديهم مفاتيح الحل، وأزرار القنابل الذرية، والباسوورد لكل قفل ، ويضعون العالم كله تحت عدسة مجهرهم، فيرونه كما يرى عالم بيولوجيا أدق تفاعل كيماوي داخل خلية فيروس الايدز.
ليس هذا وحسب، بل يتحكمون ايضا بكل حبة رز في أطباق العالم. لكن المشكلة أن هناك أمة جربانة جوعانة عريانة خريانة، لم تبدع في شيء إلا في لعن المسلمين وتسفيه عقائدهم والدعوة لابادتهم، وتجعر على مدار الساعة ـ قال المسلمون محمد نبي الله ، لعنوا بما قالوا…. ـ كفر الذين قالوا أن محمدا نبي الله…. ـ لن يرضى عنك المسلمون حتى تتبع ملتهم…. ـ ولتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا المسلمين…. ـ فإذا لقيتم المسلمين فضرب الرقاب….. ولأن هذه الأمة الجربانة الجوعانة العريانة الخريانة تتكاثر كالجراد وبلا ضوابط، يتطلب الأمر من المسلمين أن يأخذوا ذلك بعين الاعتبار خوفا على أنماط حياتهم وثقافاتهم وحضاراتهم،
ماذا هم فاعلون؟؟؟
ماذا هم فاعلون؟؟؟
……
العالم الفرنسي
Jean-Henri Fabre
المختص في علم الطبيعة اكتشف من خلال أبحاثه أن هناك نوعا من اليراقات يتطفل على أشجار الصنوبر، ويقتات على اوراقها الاُبرية. من خلال دراساته لسلوكياتها لاحظ امرا في غاية الغرابة، لاحظ أنها تسير على شكل موكب تتقدمه احداهن وتلحق بها البقية. يسرن وعيونهن نصف مغمضة، وتدفش كل منها رأسها في مؤخرة الاخرى أطلق على هذه اليرقات اسم
Processionary caterpillars
اليرقات الموكبية (كأفضل ترجمة) من خلال التجارب التي أجراها عليها استطاع ـ وبطريقة ما ـ أن يدفش رأس اليرقة الأولى ـ القائدة ـ بمؤخرة اليرقة الأخيرة. فاستمر سيرهن بحثا عن الطعام، ولكن بشكل دائرة لا يُعرف اولها من آخرها! توقع العالم ،وبناء على غريزة البقاء، أن يصلن إلى حد تتضطر عنده هذه اليرقات أن تنفصل عن بعضها البعض، لتبحث عن الطعام الذي نفذ من دائرة سيرهن، ولكن استمر الوضع على حاله سبعة ايام بلياليها، وانتهى بانهيارهن جميعا من الجوع والإرهاق!! يتساءل العالم جيين: ماالذي حدث؟؟ إنها البرمجة الدماغية التي تدفع الكائن ليمشي في الحياة أعمى وفق نمط ما، حتى ولو انتهى إلى حتفه!
لقد تبرمج الدماغ هنا على عادة أو عقيدة أو غريزة أو “سمها ماشئت”، وراح يكررها بدون أن يفهم مغزاها ويدرك مخاطرها!
…….
قصة هذه اليرقات تجسد إلى حد كبير ومدهش وضع الامة الاسلامية!! يخرج علينا طبيب او مهندس أو خريج جامعة ليتلو بعضا من الذكر “الحكيم”، دافشا راسه في مؤخرة الشيخ الحويني! فيردد كالببغاء: (قالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا) يكررها دون أن يستعمل ذرة واحدة من دماغه ليدرك ابعاد ما يقوله. الناس نوعان: إما مؤمن بالله وإما غير مؤمن. من يؤمن بالله لا يمكن أن يقول عنه بأن يده مغلولة، ومن لا يؤمن به كيف سيقول له يد وهي مغلولة؟ أليس هذا افتراء على الناس وتسفيه لمعقتداتهم؟؟؟
ثانيا: ماهي الحكمة الالهية من أن نردد وعلى مدى ١٤٠٠ عام (غُلت ايديهم ولعنوا بما قالوا)؟؟؟!! أين الحكمة في أن تلعن شعبا، لو تنازلت لحظة واحدة عن غطرسة البدوي ـ لنا الصدر دون العالمين أو القبر ـ ، وتفحصت أمور ذلك الشعب ولو قليلا لوجدت أن الكون قد باركه وتبارك به! أنت تقرأني الآن مستخدما مامنّت به عليك عقول هذا الشعب، فالفيس بوك وغوغل وياهو كلها من ابداعاتهم…. ليس هذا وحسب، بل عندما تلعن أحدا ستمتص روحك (الخبيثة) الطاقة السلبية الموجودة في اللعنة، وستدمرك قبل ان تصل إلى المقصود باللعنة…. أقول “الخبيثة” وأعنيها بدقة، إذ لا يمكن لأحد أن يلعن إلا وروحه تشتعل غضبا، والغضب شكل من أشكال الخبث!!
…..
قد يتفزلك عليّ أحد الثورجين أو الاسلامين كالعادة ـ فكلاهما مؤخرتان في سروال واحد ـ ويزعق: وأطفال الضفة الغربية؟؟؟؟
والجولان؟؟؟ والحروب التي تشنها اسرائيل في المنطقة؟؟؟ وسأرد عليه: أين كانت الضفة الغربية والجولان واسرائيل عندما نفث اسلامكم سمومه في تلك الآية؟؟؟ ليس لتلك الآية أية قيمة روحانية، بل على العكس تماما هي تدمر الروح! لكن ـ والحق يقال ـ لها قيمة تاريخية، فهي تثبت وبالدليل القاطع أن اليهود هم أبناء المنطقة، كما تثبت غيرها من الآيات أن اسرائيل حقيقة موجودة قبل انتشار الحقد الاسلامي عندما خاطبهم : يابني اسرائيل، هل كان يقصد جزر الواق واق؟؟؟ هم ملاك الجزيرة العربية، ولم تشر أي من الوثاق ـ حتى الاسلامية ـ أنهم شنوا في تاريخهم حربا قبل أن يرفع محمد سيفه، بل تثبت أن كل الاديان بما فيهم عبدة الأصنام كان يتعايشون مع بعضهم البعض جنبا إلى جنب اسرائيل تشن حروبا في المنطقة؟؟؟؟؟ ماذا كنتم فعلتم لو كان السناريو التي ذكرته سابقا واقعا حقيقيا؟؟ وكم زرا كنتم قد كبستم؟؟؟ ألا تستطيع اسرائيل أن تحولكم إلى “خرا سمك” لو شاءت؟؟ لو اراد الغرب فقط أن يحرمكم من اللقاحات، ناهيك عن أن يرسل لكم لقاحات مليئة بالفيروسات النشطة من فيكم سيكتشف الامر؟؟؟ مخابر مكة أو جامعات تورا بورا وقندهار؟؟؟ والذي لو حصل لرحتم تفرون من الجزام فراركم من الأسد عملا بنصيحة نبيكم، ولاحقا لانقطع نسلكم عن بكرة ابيه، دون الحاجة إلى أن تُطلق عليكم رصاصة!!
…..
المضحك المبكي أن الموالين والمعارضين في سوريا متفقون على أن اسرائيل تشن حروبا، وكل جانب يتهم الجانب الآخر بأنه أداة في يديها!! بينما في السعودية تجري عمليات التطهير على قدم وساق قبل أن تصل النار إلى سراويلهم ـ بركاتك يا شيخ ترامب ـ
وصارت الجرافات الامريكية على تخوم الكعبة…. ليس هذا وحسب، بل يبدو أن النظام السوري كعادته سيفتح قلبه للـ “أشقاء “العرب والمسلمين! ويستقبل الكعبة ليزرعها في ساحة المرجة، كي تكون رفاة محمد قريبة من رفاة خليله البوطي. كذلك هناك ملايين النسخ القرآنية التي بدأ السعوديون يرمونها في المجارير ـ بعد أن عرفوا أن العصا حامية ـ سيتم تصديرها إلى دمشق
“قلب العروبة النابض”!! إذ أن كل الدلائل وخصوصا المناهج الدراسية الجديدة واستفحال عدد المعاهد القرآنية والمدارس الاسلامية وظاهرة القبيسيات وعملية الختان التي أجراها وزير الأوقاف للسيد حمودة الصباغ قبل ان يوافق على استلامه لمنصب رئاسة مجلس الشعب، كلها ظواهر تبرهن على أنه لم يبق إلا احتمال نقل الكعبة، وتبشر بمستقبل ألعن من الماضي وأظلم من الحاضر!!!!
…….
منذ عدت سنوات اُصبت بتشنج في عضلات رقبتي حدد من حركتها، كل الفحوص لم تثبت اي خلل طبي جسدي، ومع هذا لبست جهازا حول الرقبة أملا أن يخفف من انضغاط اي عصب. بالصدفة التقيت مرة بممرضة مختصة بالعلاج عن طريق الطاقة
تقوم بتحريك يديها حول العضو المصاب بطريقة تؤثر على الحقل الطاقوي حوله، وتستبدل سلبيته بطاقة ايجابية. في نهاية الفصل العلاجي اعطتني وظيفة بيتية وطلبت مني أن أنجزها بدقة كما ينجز التلميذ وظائفه المدرسية. طلبت مني أن اجلس بهدوء في غرفة منعزلة، وأفكر كل يوم بشخص أساء لي أو أسأت اليه وتربطني به علاقة غير طبيعية، ثم احاول أن أتنفس بعمق وأنا أتخيل أن الشهيق يضخّ في روحي طاقة ايجابية، والزفير يردّ تلك الطاقة كالصدى إلى ذلك الشخص! نعم، طلبت مني أن أرسل له عن وعي وبمنتهى السكينة والشعور بالرضى شحنات ايجابية، كي تخفف من حدّة التأذم بيني وبينه، بدلا من أن أترك نفسي سجينة لمشاعره السلبية تجاهي أومشاعري السلبية تجاهه. لن ابحر في مزيد من التفاصيل، ولكن اؤكد ان رقبتي اليوم كمحرك بلدوزر امريكي
تتحرك بكافة الاتجاهات وتلتقط ادق الموجات الطاقوية. ليس هذا وحسب، بل ـ ومنذ يومها ـ انعتقت روحي من سجن غلّها…..
……
عشرات من التجارب المماثلة لتجربتي تلك يتحدث عنها الطبيب الأمريكي اليهودي المبدع
Bernie S. Siegel
في كتابه الذي هو زبدة ابداعه “سلام…حب والتئام”
Peace, Love and Healing
ويثبت من خلالها أن المرض أو أي عرض مرضي ماهو إلا طريقة يحتجّ بها الجسد على احتقان الروح بالمشاعر السلبية….
لو منّ الله على الامة الاسلامية بمفكر واحد، مفكر واحد كهذا الطبيب لما وصلت إلى ما وصلت عليه من انحدار، فكيف وقد منّ الله على الغرب وتحديدا على “أحفاد القردة والخنازير” عبر التاريخ بالآلاف من أمثاله. لو يُنقل هذا الكتاب إلى لغات المسلمين ـ فكرا وليس ترجمة ـ لكان كفيلا بمداواة الكثير من جروحهم والتي نجمت عن خبث الروح الجمعية لتلك الأمة! يجسد الطبيب والمفكر الروحاني السيد سييغل، يجسد الكتاب كله في عبارة واحدة
If you know how to love you will never be a failure
(إذا كنت تعرف كيف تحب من المستحيل أن تفشل) كل ما يحتاج إليه المسلم ليرقى بنفسه فوق هذه المزبلة التي وقع بها هو أن يدرك البعد الروحاني للحب، وأن يدرك ايضا أن سبب كل فشل في الحياة هو انعدام الحب…..
…..
كيف يستطيع انسان أن يحب، وهو يقف بين يدي الله في لحظة يُفترض أن تكون الأنقى روحانيا والأصفى عاطفيا ليتلو الآية التي تقول: (غُلت ايديهم ولعنوا بما قالوا)؟؟؟ ناهيك عن أن يتلو آية اخرى تتفوق على تلك الآية في قدرتها على استنزاف الروح:
(قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين)، بينما الدكتور برني سييغل يؤكد علميا وتجاربيا أن الصدر لا يشفى من أمراضه حتى تحلق الروح خارج أسوار غلها وحقدها…..
…………
عندما تحاصر كتاباتي ضحايا العقيدة الاسلامية في زاوية ضيقة جدا حتى تكاد تخنقهم يزعقون على غرار ما تعلموه في عقيدتهم:
ـ أيتها الصهيونية الحاقدة!!! فالضحية دائما تدافع عن جلادها، وتدافع بطريقة بعيدة عن العقلانية! إذا استطاعت الصهيونية أن تنجب للعالم علماءا من أمثال الدكتور برني سييغل فهي فوق مستوى شبهاتهم…. هو وأمثاله من علمني وساعدني لاحلق بنفسي،
لأحلق فوق مستوى ثقافة بدوية رعوية قاحلة كادت أن تستنزفني روحانيا، كما استنزفت كل مخلوق استطاعت أن تنخر دماغه…..
………
لست ممن يدفشون رؤوسهم في مؤخرات بعضهم البعض ويمشون بلا بصر وبلا بصيرة على محيط دائرة مغلقة،
حيث تشح الروح وتشح معها الحياة، بل أنا نسر مستيقظ حلق بعيدا وراح يرى نفسه من خلال كونه….. لذلك، اؤمن ايمانا قطعيّا بأنني موصولة طاقويا بالمنبع الكوني، وبأنني معبرٌ لدفقه، وسيظل ذلك الدفق ينصب على صفحاتي، بلسما لكل روح مستنزفة تتطلع لاسترادد كونيتها……
١: أعجبتي عبارة {دافشا راسه في مؤخرة الشيخ الحويني} والمؤسف لازال بعث المغفلين يموتون ورؤوس مدفوعة في مؤخرات الشيوخ ؟
٢: صدقيني بفضل العم كوكل وأل بيته الطيبين أدرك الكثير من المسلمين أنهم في كارثة مزمنة حقيقة ، كما أدركوا أن في عالم اليوم لا يصح إلا الصحيح ، والنفخ في القرب المثقوبة لن يحمي العقل الكسيح ؟
٣: وأخيراً …؟
ثقي ستصدق مقولة الامام علي إن عاجلاً أو أجلاً {لن يبقى من الاسلام الا اسمه ومن القران ألا رسمه} وسترين مصير رؤوس ومؤخرات هؤلاء الشيوخ المنافقين، وكيف سيكون قتلهم عمل شعبي مقدس ، سلام ؟