بات القاصي والداني يدرك ابعاد مخطط ملالي ايران التوسعي على حساب البلدان العربية , بهدف استعادة الامبراطورية الايرانية القديمة . واعتمادهم على اتباع المذهب الشيعي في هذه البلدان , وخاصة العراق . ومع ذلك فان الملالي يريدون ان يبددوا هذه الحقائق بالاوهام وبالكلام المعسول .
بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الغربية المعروف باتفاق فينا , ومحاولة الملالي اظهار الاتفاق على انه انتصار لهم بعد رحلة مفاوضات صعبة استمرت 12 سنه , في حين ان الاتفاق لم يكن انتصارا لايران بنظر الكثيرين من المراقبين , بل هو سم جديد يتجرعه خامينئي بعد السم الذي تجرعه خميني من قبل بعد حرب الثمان سنوات 1980 -1988 بين العراق وايران . وما يؤشر ذلك الاختلاف في الاراء بين تيار ما يسمى الاصلاحيين الذي يمثله روحاني- رفسنجاني , والتيار المتشدد الذي يمثله خامينئي والحرس الثوري . فالاول يرى في الاتفاق انتصارا لايران , والثاني يرى انه السم الذي يصعب تجرعه . ومع ذلك فان وزير خارجية الملالي محمد جواد ظريف جاب بعض عواصم دول الخليج العربي في محاولة لتطمين حكومات تلك الدول بان الاتفاق النووي سيسهم في تعزيز الامن في المنطقة , بالمقابل أكد اتباع التيار المتشدد انهم لن يلتزموا بما ورد في الاتفاق , وانهم سيواصلون مخططهم التوسعي في المنطقة العربية بدعوى الانتصار للمستضعفين في هذه الدول , ويعنون بالمستضعفين هم المواطنون الشيعة فيها , رغم انهم مواطنون لهم كل الحقوق وعليهم الواجبات الموكلة على كل المواطنيين , ولكن الملالي من اجل تنفيذ مخططهم التوسعي , يحاولون اظهار الشيعة بأنهم مستضعفون , وانهم لم ينالوا حقوقهم , في حين ان الحكومات المعنية لم تمنح الجميع حقوقهم الحياتية والسياسية .
لقد واجه ظريف خلال جولته الخليجية الكثير من الصعوبات في اقناع المسؤولين في هذه الدول بسلمية نظام الملالي , في ضؤ التصريحات المتشددة التي قالها خامينئي واتباعه من ذات المدرسه , وفي ضؤ التصرفات التي تمارسها قوات الحرس الثوري والمليشيات التابعة للنظام التي تشكلت من جنسيات متعددة ولكنها تؤمن بذات المذهب . ولم يكتف ظريف بارسال رسائل التطمين بل دعى الى تعاون مشترك لمكافحة الارهاب , والمسؤولون يدركون ان نظام الملالي هو الذي يشعل شرارة الارهاب في الاقطار العربية وخاصة في العراق وسوريه واليمن . ودول الخليج العربي لم تتوجس من مخاطر الاتفاق النووي بقدر ما توجست من غياب الضوابط التي كان المفروض ان يتضمنها الاتفاق النووي , بحيث يحد من التمدد الايراني وتجاوز الحدود التي يفترض ان تمارسها دول الاقليم لارساء دعائم الامن الاستقرار .
ومحاولات التطين لم تقتصر على ايران بل سعت الولايات المتحدة الى تطمين دول الخليج العربي , بهدف بقاء العلاقات الثنائية بينها وبين الادارة الامريكية , وهي علاقات مصلحية قائمة على بيع الاسلحة اليها , وضمان تدفق النفط الى الاسواق الغربية . ومع ذلك فان الشرخ اصاب تلك العلاقات الثنائية , وقد تتحول هذه الدول الى علاقات اخرى مع دول كبيرة مثل روسيا والصين والهند والبرازيل وغيرها من الدول الصاعدة , وهو ما تخافه الولايات المتحدة ودول الغرب , ولذلك فان عددا من دول اوروبا حريصة على ابقاء هذه العلاقات مع دول الخليج .
ان التناقض في مواقف التيارات الايرانية الاصلاحية والمتشددة سيدفع بالتيار الذي يمسك زمام الامور الى مزيد من التدخل في الدول المجاورة , بهدف تصدير الازمات الداخلية الى الخارج , وابقاء الشارع الايراني منشغلا فيما يسمى مواجهة الارهاب وقوى الاستكبار العالمي . ولا يعبه هذا التيار الى معاناة المواطنيين الايرانيين والازمات الداخلية من الفقر والتهميش والاستهانة بحقوق الانسان . وللاسف فان منظمات حقوق الانسان الدولية ترى الخروقات لحقوق الانسان في ايران ولا تحرك ساكنا , بل تكتفي باصدار بيانات الشجب والاستنكار , ويسعى نظام الملالي الى التسويف وتزوير الحقائق , متجاهلا قوة وسائل الاعلام في عصر تقنية الاتصالات والمعلومات , ورغم الخرق الواضح لحقوق الانسان المتمثل في الاعدامات الجماعية بحق مواطنين ابرياء , كل ذنبهم انهم معارضون لنظام ولاية الفقيه . فقد تم اعدام 120 الف سياسي وخلال الستة اشهر الماضية تم اعدام 700 شخص , وكل ذلك حصل في ظل حكم الاصلاحيين بزعامة روحاني . وهذه الجرائم بحق الانسان الايراني تتمة الى المجزرة التي ارتكبت عام 1988 وهو العام الذي تجرع فيه خميني السم اثر ايقاف الحرب مع العراق تنفيذا لقرار مجلس الامن الدولي 598 حيث اعدم 30 الف سجين سياسي في صيف ذاك العام .
عندما يدعي اركان نظام الملالي انهم يحاربون الارهاب فهو امر مضحك حقا , لان الوقائع على الارض تثبت ان هذا النظام هو الذي اخترع الارهاب بعينه . ولا ادل على ذلك تلك المليشيات التابعة له في العراق حيث ترتكب المجازر الدموية بدم بارد , وهذا النظام لا يتورع عن ارتكاب ابشع الجرائم من اجل تنفيذ مخططه التوسعي وايجاد مبررات لتدخله , فهو الذي فجر المرقدين العسكريين في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين عام 2006 , وقد سجل الحادث ضد مجهول حتى لا تنكشف حقيقة الملالي الارهابية .وما تؤكد ذلك تصريحات الجنرال (جورج كيسي) رئيس قيادة أركان قوات الاحتلال الأمريكية السابق في العراق فقد كشفت النقاب عن الجاني الحقيقي، والمنفذ لهذه المؤامرة، وقال ان إيران هي المسؤولة عن تفجير المرقدين العسكريين وذلك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر عقدته المعارضة الإيرانية في فرنسا، وقد قال فيها: ” إن نظام الملالي في طهران مسؤول مسؤولية مباشرة عن مقتل الآلاف من العراقيين “، مؤكداً أن إيران فجرت المرقدين العسكريين بهدف إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي وإضعاف العراق وتخريبه لإنهائه كدولة، وأكد (جورج كيسي) أن نوري المالكي رئيس الحكومة السابقة، أبلغه بأن الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية التي تتلقى دعماً مباشراً من فيلق القدس الإيراني تقف وراء معظم الأهداف المدنية التي تم تفجيرها في العراق .
اما الاطماع الايرانية في العراق وسوريه واليمن ولبنان لم تعد خافية على احد , بل ان التصريحات الايرانية المتتالية تؤكد نهج التوسع والتمدد على حساب العرب . فقد قالوا ان العراق جزء من نفوذنا الثقافي وهو هويتنا وهو عاصمتنا وهو امر لايمكن التساهل به او الرجوع عنه , وقالوا ان ايران اصبحت سيدة البحار , وان الملاحة الدولية مرهونة باوامر ايران , وقالوا ان اربعة عواصم عربية قرارها السياسي بيدنا . واتباعهم من المليشيات الطائفية في العراق تدعي ان هذا العصر هو عصر التشيع , ولا مكان للسنة بيننا , ولا يتورعون عن سب الصحابة ونساء النبي محمد – صل الله عليه وسلم – . وتحت شعار الانتصار للمذهب والانتصار للمراقد الشيعية في سوريه والعراق والانتصار للمستضعفين في هذه البلدان تشكلت المليشيات على مبدأ الارهاب والانتقام واخذ الثأر للحسين وزينب وغيرهم من أل البيت الكرام .
ان الكلام عن همجية الملالي وارهابهم لن يؤدي الى نتائج ملموسة , فالعمل الايجابي المؤثر هو تشكيل جبهة موحدة من المؤمنين بحقوق الانسان , والرافضين للارهاب , المؤمنين بالتأخي بين الاديان والمذاهب والقوميات ضد الارهاب سواء كان مليشيات اة دول واولها نظام الملالي .
*كاتب اردني
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
فيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حر#مسيحيو_المشرق و(الخيارات المرة )!!!:
Published by:مفكر حرهادي العامري واوهام المدمنين
Published by:علي الكاشالكفاءة
Published by:عصمت شاهين دو سكيأفكار شاردة من هنا وهناك/40
Published by:مفكر حرالعهد الجديد و سفر التكوين والخليقة
Published by:صباح ابراهيمحرب #اسرائيل مع #حماس دينية ام سياسية ؟
Published by:صباح ابراهيمعن الفنان السوري #فؤاد_غازي: أخدوه ع الشام و"خيسوه"، الله "يخيّس" آخرتهم.
Published by:مفكر حرمن تلفيقات الفقهاء وأكاذيب المفسرين
Published by:صباح ابراهيمنبوءة_اشعياء وحرب #اسرائيل وحماس
Published by:صباح ابراهيمشيعة #العراق وأزمة المواطنة
Published by:علي الكاش** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هلوسات د. سمير غطاس حول أرض الموعد وهيكل سليمان … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السنديالطفل اليانع
Published by:آدم دانيال هومهالعراق ما بين الماضي الزاهي والحاضر العاثر
Published by:مفكر حرأحدث التعليقات
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- س . السندي on سيناريوهات الحرب بين #حماس و #إسرائيل.
- س . السندي on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- الأب بولس فلوح on رواية الغريب وضياع الهويه