تشير الملاحظات الدقيقة إلى أن المسلمين يحاولون دائما إظهار الوجه الحضاري للإسلام وإخفاء وجهه الحقيقي عنا وعن المسلمين أنفسهم, ونحن هنا نلاحظ ملاحظة هامة وهي أن المسلمين يستحون من تسمية أبنائهم بأسماء إسلامية أو بأسماء الله الحسنى, فلماذا مثلا يسمون أبنائهم بأسماء أو ببعض أسماء الله الحسنى وبعض أسماء الله الحسنى لا يسمون أولادهم فيها؟.
للإجابة على هذا السؤال تأخذنا السجلات للأحوال المدنية والشخصية إلى دائرة الإحصاءات العامة لإحصاء الأسماء المركبة التي يسمي فيها المسلمون أبناءهم مثل(عبد الكريم,عبدا لله,عبد الأحد, عبد العظيم,عبد الجليل,عبد العزيز, عبدا لقادر,عبد الناصر,…إلخ) وكل هذه الأسماء متداولة بين الناس ولكن هنالك لله أسماء حسنى أخرى مذكورة في القرآن كملحق بآخره بأسماء الله الحسنى ال99 اسما, علما أنها كلها أسماء حسنى ولكن لا يسمي المسلمون أولادهم ببعض تلك الأسماء مثل(المنتقم, الضار,المانع,المتكبر,القابض), فلا نلاحظ هنا أن المسلم يسمي أبنه مثلا ب (عبد المنتقم,عبد الضار,عبد القابض) وهنا حركة أو خطوة تجميلية بديهية تسبقها البديهة لتلاشي ما يمكن تلاشيه, فهذه الأسماء لله ليست ذات قيمة معنوية للفرد, وليست ذات جمال, فلو رأى المسلمون أنها جميلة لسموا أبناءهم بمثل تلك الأسماء غير اللائقة على الإطلاق, فأنت كمسلم حين ترى رجلا وتسأله عن أسمه ويقول لك أسمي(عبد المنتقم) أو مثلا يقول لك أسمي(عبد الضار) فما هو شعورك؟ أو ما هي الصورة التي ستنطبع في مخيلتك عن تلك الشخصية التي أسمها(عبد الضار) أو (عبد المنتقم) وما هي الفكرة التي سيأخذها غير المسلم عن المسلم حين يجد أسمه (عبد الضار أو عبد المنتقم).
وبما أنه هنالك لله أسماء كلها حسنى لله ومعترفٌ فيها, وليس في ذلك عيب فلماذا مثلا المسلم لا يعترف بتلك الأسماء ويأخذها كأسماء معترف فيها لأولاده, يعني لماذا يحاول المسلم إخفاء تلك الأسماء من سجلات الأحوال المدنية ويتغاضى عنها؟ فمن المتوقع لصاحب العقل الجميل والرزين أن يعترف بتلك الأسماء كأسماء حسنى لله ويسمي فيها أبناءه, وإما أن لا يعترف فيها ويقوم بشطبها من القائمة الملحقة في آخر القرآن بأسماء الله, يعني 99 أسما لله من بينها الضار والمنتقم, والمسلم لا يسمي أولاده فيها, فلماذا تبقى تلك الأسماء تشوب العائلة المقدسة لذات الله العلي القدير المنتقم الجبار, أو العنيد, أو الماكر.
ومثالا آخر, الله هو الرزاق وهو أيضا قاطع الأرزاق, فلماذا لا يسمي المسلم أبنه باسم(عبد القاطع) أو ( عبد الماكر) لقوله(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين), إن تلك المسألة تبقى رهينة لتصورات نفسية قد ينزعج منها الأهل حين ينادون ولدهم بقولهم(تعال يا عبد الضار) أو تعال يا عبد(المنتقم) فهذه الأسماء لا يستسيغها العقل البشري مطلقا, بل ينفر منها أيضا نفورا تاما.
تبقى مسألة أخر ى معقدة تعقيدا أكبر من ذلك وهي, أن المسلم يعرف بأن الله الذي يعبده ليس مذكرا, أي أن الله ليس رجلا, وليس امرأة, ولكن كل أسماء الله الحسنى ال99 كلها من الألف إلى الياء مؤنثة, وهذه مصيبة كبرى أكبر من تلك المصيبة الأولى, فلا نجد اسما لله ينتهي بتاء أو هاء التأنيث, فمثلا من غير المقبول أن يكون اسم الله( النافعة,الصبورة, الرازقة) ولم يسجل قط في تاريخ سجلات الأحوال المدنية أن أحدا سمى ابنته باسم( عبدة النافعة, عبدة الرازقة) طبعا القائمة تطول مثل عبد الكريمة, وكل المسلمون مجمعون على أن الله ليس ذكرا, وأيضا ليس أنثى, ولكن أنظروا إلى الجهل, فكل أسماء الله مذكرة علما أن الله ليس مذكرا وليس أنثى باعتراف جميع المذاهب السنية والشيعية, وهذه مشكلة أكثر تعقيدا من الأولى.
تدل هذه الأخيرة على أن عقلية المسلم عقلية ذكورية, وأن هذا الدين موضوع ومؤسس من قِبل مجتمع ذكوري تسلطي, وليس من السماء, فهذه الصفات لله كلها صفات لمجتمع ذكوري, المجتمع الذي يحكم فيه الذكر العائلة والقبيلة والدولة, فلا يقبل بالأنثى أن تكون مسئولة أو رئيسة للعائل ة, لذلك جاء الدين وفق تصورات تلك المجتمعات الرعوية الذكورية, وليست ضمن مجتمع يعتبر الأنثى هي أصل الحياة كما جرى ذلك في المجتمعات البدائية قبل الميلاد(4000ق.م) أو أدنى أو أكثر بقليل, ففي المجتمعات القديمة قبل الميلاد كانت السلطة فيها للأنثى, ولكن بعد 2000ق.م) بدأت تتبلور مظاهر المجتمعات الأبوية الذكورية المتسلطة, ومن الملاحظ أن المجتمعات القديمة كانت تعبد الأنثى, والدليل على ذلك أسماء الآلهة التي كانت منتشرة, في آسيا وأفريقيا, واليوم ذهبت تلك الأسماء وحل محلها أسماء آلهة ذكور, والعرب كونهم مجتمع ذكوري فقد عبدوا الإله الذكر وليس الأنثى, وذهبت سلطة المرأة للعائلة, أي في المجتمعات التي كانت فيها آلهة أنثى كانت المرأة تتمتع بحرية كبيرة وتشارك مشاركة كبيرة في رئاسة وإدارة العائلة, وحين سيطر الذكور على العائلة الممتدة والنواتية, أي القبيلة والأسرة, ذهبت الآلهة المؤنثة وحلت محلها آلهة مذكر ة.
والعرب مجتمع ذكوري يرفض رئاسة المرأة ولا يقبل كذلك بأن تكون صفات الله مؤنثة, لذلك جاءت في القرآن أسماء الله الحسنى كلها مذكرة.
خير الكلام … ماقل دل ؟
١:اولا تشكر على هذه الملاحظة ولتي عساسها قد تشغل بعض العقول المتحجرة والمفرزنة ؟
٢: يستنتج كل ذي عقل ضمير ان من يتعبد له المسلمون نصفه اله والنصف الاخر شيطان ، وبما انه لامكان للظلمة مع النور ، اذا مايعبده المسلمون شيطان بامتياز دون ان يدركو بدليل كثرة مصائب المسلمون حتى قبل غيره وبدليل الواقع والتاريخ ؟
٣: حقيقة ساطعة تقول ان في كل التاريخ اليهودي لايوجد نبي واحد مرسل للجان والشياطين ، فإذا كان الله نفسه عاجز او رافض لتوبتهم ، فكيف يقدر من ارسله ، مجرد تساءل ؟
٤: وأخير في عصر الانفتاح والعولمة ليعبد كل امريء مايشاء دون تهديد او وعيد من القوم الأغبياء ، اليس الله نفسه الهادي والمضل لمن يشاء ، سلام ؟