اذا نقل ضابط ارتباط فرقة عسكرية خبرا من القائد الاعلى الى فرقته سيقول لهم :
” أمر قائدكم الا تطيعوا الا اياه “
ماذا نفهم من هذه الجملة ؟
– (ضابط ارتباط) ينقل امرُ القائدِ الى فرقته العسكرية الامر العسكري ، والأمر هو جملة اخبارية نقلت عن القائد بواسطة شخص آخر ، اي المتكلم ليس هو القائد نفسه ، بل شخص آخر ينوب عنه بنقل الخبر او الأمر الى المخاطَب بقوله (اياه). لو نقارن هذه الجملة الاخبارية ، بنص قرآني من سورة الاسراء 23
[ وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه …]
نسأل : من هو المتكلم هنا ؟ انه شخص ينقل كلاما عن الله وليس هو الله نفسه لانه يقول: وقضى ربُكَ ، و (اياه) .
العبارة تدل على غياب كلام الله المتكلم المباشرفي الجملة ، وليس الله هو المتكلم بهذا النص والا لما قال الله عن نفسه (اياه) !
اذن من هو المتكلم في القرآن في هذا النص ؟
الجواب انه مؤلف القرآن (محمد) … وعمن يتحدث ناقل الخبر ؟
انه ينقل كلاما صادرا عن الله ويشير اليه بضمير الغائب [ الا تعبدوا الا أياه ] !!
اذن (اياه) ضمير يعبر عن (الله) الغائب اثناء نقل المتكلم للخبر . وليس الله هو المتكلم .
الاستنتاج ان الاية منقولة من شخص ثاني وسيط وليست كلام مباشر من المتكلم (الله) للمخاطب المؤمنين . فهل نصوص القرآن هي كلام مباشر من الله ؟
ان كان المتكلم الله لقال:
” انا الرب الهك قضيت الا تعبدو الها غيري …”
كما في الاية التالية : ” انا خلقنا الانس والجن ليعبدون ” هذا كلام مباشر تدل الجملة على قائلها … انه الخالق وهو الله . واضح من هو المتكلم ومن هو المخاطب .
وكما جاء في التوراة بوصية الله المباشرة للمخاطب النبي موسى وشعبه : ” انا هو الرب الهك لا يكن لك اله غيري ” . واضح هنا من هو المتكلم ومن هو المخاطب . ولا نستطيع ان ننكر ان الله هو المتكلم .
ولو كان الكلام في القرآن غير مباشر ، لجاءت كلمة (قل) تسبق كلام الله المباشر هكذا ….
” قل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه …” ستكون الجملة اكثر وضوحا وقبولا .
اذن هذه الاية وغيرها الكثير من نصوص القرآن هي كلام محمد عن الله وليس كلام الله المباشر للناس .
في نفس الجملة نرى ان الكلام ينتقل من صيغة المفرد المخاطب الى الجمع المخاطب . [ وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه …]
ربك َ …. تعبدوا !!
فهل المخاطب هو شخص مفرد ويقول له : (ربك) و ليس ربكم ، ام جمع من الناس ليقول لهم الا تعبدوا ؟
فأما ان تأتي الجملة كلها بصيغة المفرد فتكون [وقضى ربك الا تعبد الا اياه ]
اوتأتي كلها بصيغة الجمع المخاطب فتكون [وقضى ربكم الا تعبدوا الا اياه].
في فاتحة القرآن نص مشابه يظهر فيه ايضا ان المتكلم ليس هو الله حيث يقول :
” بسم الله الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، اياك نعبد واياك نستعين ، اهدنا السراط المستقيم ….الخ “
ان كان القرآن وكل آياته كلام الله
فمن هو المتكلم هنا ولمن يوجه الكلام ؟
ان كان هذا كلام الله موجه للبشر ؟ فلمن يقول الله اياك نعبد وبمن يستعين الله؟
وان كان هذا كلام الله يريد ان يقوله المصلون اثناء الصلاة والدعاء لقال لهم في مقدمة الاية / ” قل ربنا انت مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا السراط المستقيم ….الخ ” اليست هذه العبارة اكثر بلاغة ؟
الا يدل هذا على ان المتكلم يؤلف كلاما عن لسان الله ؟