هل تعلم عزيزي القارىء أن تمثال الحرية هو تمثال امرأة وليس رجلاً , وأن المنحوتات المعبرة عن الحرية هي التي تحمل صوراً للنساء ؟
إن تعري المرأة وكشف مفاتنها لا يعتبر عورة ولا إهانة وإنما الإهانة حين يعتبر فقهاء الصحراء البدويين أن جسم المرأة كله عورة, فالإهانة تحدث هنا وليس هناك.
ليس للملابس علاقة بالأخلاق العامة ولا هي تحديداً لمستويات الأخلاق العامة لقد بدأ الإنسان يرتدي الملابس من أجل حمايته إما من البرد الشديد وإما من أشعة الشمس , يعني أن الملابس ليست بسبب تغطية عورة الرجل أو المرأة وليست للزينة وليست قانوناً منزلاً من الله فالانسان البدائي لم يكن يعرف شيئاً اسمه العورة لأن العورة من مخلفات الإنسان الحديث واختلفت بعد ذلك مظاهر الإحساس بالعيب من أمةٍ إلى أمةٍ ومن شعيبٍ إلى شعبٍ آخر وتراوحت نسب الاختلاف بين الشعوب على تحديد مظاهر العيب والخجل كما سنرى الآن.
وكلما إزدادة المرأة إختفاء في الملابس كلما زاد إقبالها على مظاهر التجميل , ولنلاحظ ذلك في المرأة المُنقبة حيث تعمل على زيادة نسبة الكحل في العينين تعويضاً عن الأجزاء المختفية من حول العينين ومعظم المُنقبات تكون عيونهن شيئاً يخطفُ الأبصار , وكذلك للنساء اللواتي يلبسن الحجاب , فلابسات الحجاب يظهر جمالهن من خلال التفنن في لبس الحجاب من أجل لفت أنظار الرجال إليهن وهذا يعني أن مظاهر التخفي في الألبسة ما هي إلا نفاق اجتماعي كاذب تحاول المرأة تعويضه إما بزيادة الكحل في العينين وإما بتضييق العباءة التي تلبسها لتكون مغرية بنظر الرجل , وهنا نحن أمامَ ظاهرةٍ علمية وهي : أن كلا الجنسين الذكر والأنثى يحاول لفت أنظار الآخرين إليهم , فالأنثى تحاول لفت أنظار الذكر إليها وكذلك الذكر وهذا لا يوجد في مجتمعات الإنسان فحسب بل أيضاً في مجتمعات الحيوان فالأنثى تقترب من الذكر وتستعرض أمامه رائحتها أو شكلها أو تعابير وجهها من أجل أن يتودد إليها الذكر وكذلك الذكر يقترب من الأنثى من أجل لفت أنظار الأنثى إليه إما من خلال ملابسه ومظهره وإما من خلال منصبه أو من خلال ثقافته إلى آخره من شتى أنواع الاغراءات الداخلية والخارجية.
والمسلمون لم تكن لديهم قوانين عامة شاملة أي أن الدين الإسلامي حاول أن يكون ديناً شاملاً ولكنه في هذه الناحية تراجع للوراء وكشف عن حقيقة اجتماعية علمية مفادها أن الإسلام حاول ونجح في ذلك حيث استمتع بالشعوب الغلوبة جنسياً واقتصادياً لدرجة أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان يمنع الأجنبيات من لبس الحجاب وكان يضربهن في الأسواق على رؤوسهن ويجبرهن على التبرج وهو يقول (لما تتشبه الأمة بالحرة؟).
وبعد ذلك دخل المسلمون في جدالٍ حول الإستماع والنظر إلى المرأة الجارية غير الحرة وكان السؤال على هذا النحو:
– هل صوت المرأة الجارية (القين) ووجهها عورات؟
وأجاب أبو بكر بن عربي قائلاً:
” إن القين إذا كانت ملكاً للرجل فله ملء الحق في جسدها وصوتها، وإن لم تكن ملكاً له فله الحق أيضاً في الإستماع إلى غنائها لأن وجه الأمة وصوتها ليسا بعورة”.وهذا يعني اليوم أن كل الروسيات والأذريبيجانيات والشيشانيات والفلبينيات في الخليج العربي محللات إلى الشيوخ وأبناء الشيوخ ولا يعتبر في ذلك مظهراً من مظاهر الزنا.
ويلاحظ أن الرجال والنساء يلبسون الدشاديش والجلابيب في المواقع الحارة وهذا ليس في الخليج العربي لوحده , ولم يكن لبس الجلباب فرضاً على المرأة المسلمة لأنه كان هو اللباس الوحيد لها وللرجل ولا يعتبرون في تلك المواقع أن ذلك تشبها بالنساء ولا يعتبر عيبا أخلاقيا وذلك يعود إلى أسباب موضوعية من أهمها أن الجلباب والدشداش يعمل ميكانيكيا على تهوية الساقين أثناء الحر, لذلك شاع في المناطق الحارة لبس الجلابيب للنساء والرجال ومع تقدم الحياة العملية ظل الارستقراطيون والنبلاء مستمرون في لبس الجلابيب والدشاديش وهذا يعود إلى ابتعادهم عن ساحة الإنتاج المهني, لقد بقي الجلباب هو اللباس المُحبب لجميع سكان الأرض وخصوصاً في المواقع الحارة في فصل الصيف , ولكن كان في الجلباب ميزة سيئة وهي أنه يعيق عن العمل فهو لا يشجع على العمل لصعوبة التحرك به , ولم يكن ليحقق قفزات أو مدات للأرجل ولم يكن يسمح بحرية الحركة , وبما أن العمل كان عيباً أخلاقياً فلم يكن الأرستقراطيون يأبهون بخلعه إطلاقا , وأجبروا العبيد والأسرى على لف قطعة قماش بين أرجلهم بدل الجلباب وذلك من أجل توفير الحركة اللازمة للعمل في المهن المنتشرة اليدوية وفي الأراضي الزراعية , ولم يكن العبيد لوحدهم من بدأ بلف قطعة القماش بين الساقين بل أيضاً رافق ذلك سكان المواقع الباردة جداً , فقد عمد هؤلاء السكان على لف جلود الحيوانات بين سيقانهم من أجل حمايتهم من البرد الشديد هم ونساؤهم وعن مثل تلك العادات نشأ ما يعرف باسم (البنطلون- البنطال).
أما فيما يتعلق بالعبيد فان الموضوع مختلف تماما وذلك يعود إلى أسباب منطقية وعقلانية ونظرا لابتعاد النبلاء عن ساحة العمل والإنتاج فقد اتخذوا لبس الدشاديش والجلابيب رمزا ارستقراطيا لتكبرهم عن الأعمال اليدوية لذلك كان يعتبر العمل من اختصاص العبيد والأقنان ولتوفير سهولة الحركة فقد التزم العبيد بلبس البناطيل وذلك حتى يتمكنوا من العمل والالتفاف بسرعة والدوران وكان قبل ذلك يعتبر البنطال في المواقع الباردة من ضرورات حماية الإنسان من البرد القارص في المواقع الباردة.
وهنا علينا أن نلاحظ ونستنتج أن ارتداء الملابس لم يكن في بداية الأمر يتعلق بالتمييز الطبقي أو المذهبي وإنما كان بسبب عوامل الحر والبرد في المواقع الباردة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وفي المناطق القريبة من خط الاستواء.
ونلاحظ أن هذه العادات ما زالت سارية المفعول في الخليج العربي وصعيد مصر وهما من المواقع الشديدة الحرارة فأهل الصعيد وأهل الخليج العربي جميعهم ما زالوا يلبسون الجلابيب من أجل التهوية وإدخال الهواء بكميات كبيرة ومكثفة بين الساقين.
أما فيما يتعلق باليونان فقد أصبح الأمر مع تقدم المهن يحمل طابعا أخلاقيا وذلك يعود إلى تكبر وترفع النبلاء عن الأعمال المهنية ولرضوخ العبيد للعمل ألقسري لذلك أصبح للبنطال والجلباب مزايا طبقية .
وبما أن النساء محرومات من العمل ومحتجبات عن الحياة العامة فإنهن أيضا التزمن بلبس الجلابيب في المواقع التي ظهر فيها نوع من الاحترام للعمل دون تقديم احترام للمرأة ومساواتها مع الرجل في مجال العمل وبهذا تحول الرجال إلى ارتداء البناطيل قبل النساء في المواقع الحارة وليست الباردة وذلك لضرورة العمل ولتوفير حرية الحركة في العمل وقد بدأت هذه الظاهرة بالانتشار مع بدء فتح وبناء المصانع العملاقة وظلت هذه العادات سارية المفعول حتى اعتبرت مع التقدم التاريخي ضرورة أخلاقية وكان يعتبر أهل اليونان قبل بناء المصانع أن لبس البنطال من الأزياء الخاصة بالعبيد والمتخلفين اجتماعيا ومن الملاحظ أن الصور المنحوتة والقديمة في عهد الرومان واليونان يظهر بها الأسياد وهم يلتفون بعبآت وجلابيب ومن تلك الصور صور الفلاسفة والشعراء وعلماء الكلام ولا يظهر البنطال إلى في المنحوتات والرسومات الخاصة بالعبيد ولكن لسوء حظ الباحثين لا تتوفر منحوتات للعبيد إلا النادر منها ندرة الزئبق الأحمر رغم أن العبيد هم الفنانون الذين كانوا ينحتون التماثيل ويرسمون الصور.
وظل لبس البنطال والجلباب يحمل هذه المعتقدات حتى بداية عصر النهضة خارج الفاتيكان وبالمناسبة كان البابا ( كليمان الخامس ) قد اصدر قرارا في عهده سمح به دخول البنطال إلى مدينة الفاتيكان وقد كان قبله محرما تحريما قطعيا .
وقد استمر الصراع حول لبس البنطال للمرأة من حيث شرعيته فمع تقدم العلم وبناء المصانع لبس الرجال البنطال وذلك لكي يتمكنوا من توفير حرية الحركة والسير وبما أن المرأة كانت محرومة من العمل فقد ظلت ملتزمة بلبس الجلابيب ومع تقدم وسائل الإنتاج نزلت المرأة إلى العمل ولكن بدون ارتداء البنطال , مما كان يسبب لها إعاقات حركية أثناء العمل وإحراجات حين تكون واقفة في مكان مرتفع والرجال من تحتها يعملون , وأنا كاتب هذه السطور ما زلتُ أشاهدُ مثل تلك الاحراجات للمهندسات اللواتي عملت وما زلتُ أعمل معهن في مجال البناء والتعمير بحيث لا تستطيع المرأة المهندسة دخول الموقع لاستلام الأعمال وللإشراف عليها حسب المخططات وهي تلبس لباساً فضفاضاً يشبه الجلباب لذلك تلبس المهندسة في مواقع العمل البنطال أو تقوم بارتداء بنطال تحت التنورة أو الفستان الذي تلبسه عند دخولها لمواقع العمل والانشاءات.
ولم يكن لباس المرأة متعلقا بالحياء والأخلاق فالأخلاق العامة تختلف من شعب إلى آخر وقد كان كشف صدر المرأة مباح في عموم أرجاء أوروبا وكان من الملاحظ جدا أن المرأة هنالك يحمرُّ وجهها خجلا إذا ظهر كاحلها أو إذا كشفت عن ساقييها .
وظلت هذه العادات سارية المفعول تقريبا حتى ظهرت صناعة الدراجات في أوروبا وعندها ظهرت مشكلة كبيرة في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية كانت هذه المشكلة قد أدت ليس إلى تغيير شخص واحد أو امرأة واحدة وإنما أدت إلى تغيير شكل النساء في العالم كله .
لقد كانت المدام( فيوليت ) عضوا في الاتحاد النسائي الرياضي وقد تطوعت لنقل الجرحى وكانت تركب سيارة إسعاف وأحيانا تقود دراجة وهي تلبس البنطال مثلها مثل كل العمال الشغيلة لتتمكن من سهولة الحركة على الدراجة ولم يكن احد يعترض عليها وحين وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها تقدم الاتحاد النسائي بطلب إلى المدام (فيوليت) بضرورة خلع البنطال وقد رفضت تلك المدام خلع البنطال ولذلك فصلت من الاتحاد النسائي لمخالفتها الأخلاق العامة , ورفعت المدام فيوليت قضية على الاتحاد النسائي أمام محكمة ( السين ) وكسب محاموا ا الدفاع القضية لصالحها للأسباب الموضوعية والتي تتعلق تاريخيا ب :
– نزول المرأة للعمل
– ظهور الدراجة وحق المرأة بقيادتها
– المناطق الحارة وتهوية الساقين
– تقدم الحياة الفكرية وتحليل الموضوع تحليلا علميا.
ونحن مازلنا على الصعيد الشرقي نناقش الموضوع نقاشا عقيما وما زالت اغلب العائلات الشرقية تحرم على بناتها لبس البطال وتعتبره عيبا كما كان اليونانيون يعتبرنه لباساً للمتأخري .مثل العبيد والأقنان
أما بالنسبة للحجاب الأجتماعي والجسدي فلكل ذلك ظروف اقتصادية ومناخية حتى أن اللثام ضرورة من ضرورات الحفاظ على الصحة في الصحراء فلم تكن النساء لوحدهن من يلبس الحجاب بل كان الرجل وما زال يلبس الحجاب على رأسه ويغطي باللثام وجهه لحمايته من أشعة الشمس الحارقة , ولم يكن هذا ديناً بل الفقهاء جعلوه ديناً ومذهباً فقهياً إن الحجاب كان وما زال لبسه يستندُ في كل عصرٍ الى اسبابٍ موضوعية خارجة عن إرادة الأخلأق العامة وكذلك في كل جماعة (اثنية) تتعلق بظروف العمل وتقسيماته بين الرجل والمرأة.
ففي المجتمعات القديمة التي كانت تعتمد على الصيد والقنص كان الذكور يخرجون للصيد ويتغيبون عن خيامهم عدة ايام وتبقى الإناث في خيامهن يتربصن عودة الرجال من اعمال الصيد لهذه الأسباب الموضوعية كانت النساء تحتجب عن اعين الغرباء بسبب عوامل السبي والحروب والاستعباد والقرصنة البدوية الصحراوية , لقد كان العرب ينتهزون فرصة غياب رجال القبائل الأخرى عن بيوتهم حين يخرجون للصيد فكانوا يستغلون تلك العادة بالهجوم المسلح على القبيلة وسبي نسائهم أو اغتصاب الجميلات منهن وهن في خيامهن ثم يتركونهن نهباً للريح والشفقة وكانت هنالك معوقات تمنع المرأة من النزول إلى الصيد ومصارعة الحيوانات المفترسة وهي:
– اتساع زاوية حوض المرأة جعلها تخطو خطوات تباعدية مما يقلل من سرعتها ورشاقتها اثناء عملية الصيد حيث يتطلب الصيد مهارات فردية مثل القفز والهرولة وبسبب اتساع زاويه الحوض عند المرأة تكون خطواتها تباعدية بشكل زاوية منفرجة , لذلك يذهب جهدها أثناء الركض هباءً.
-اما الذكر فان ضيق الحوض لديه يقدر ب ْ30 درجة اي بقدر نصف زاوية حوض المرأة المقدر ب 60ْ درجة وهذا زاد من اهمية دور الرجل في عمليات الصيد والقنص حيث يذهب الرجل بخطواته الى الأمام وبذالك فهو اسرع من المرأة في الركض والهرولة, ولهذه الأسباب إشتدت عضلات الرجل وأصبحت أقوى من عضلات المرأة في اليدين والساقين وهذا ما يفسر لنا سبب طراوة أجسام النساء وصلابة أجسام الرجال في الفخذين واليدين.
وهناك سبب آخر للمرأة متعلق اصلا بالحمل وبالولادة فقد كانت فترة الحمل والولادة تستمر لعام كامل لذلك كانت المرأة تجلس في البيت محتجبةً عن أعين الناس ليس بسبب العيب أو مظاهر الأخلاق العامة ولكن لانشغالها في الأمور المنزلية غير أن الفقهاء هم من جعل جلوس المرأة في البيت ديناً وعقيدة .
وبسبب آلم الدورة الشهرية وتكرار الحمل والولادة يجعل المرأة تقعد في المنزل طيلة ايام السنة محتجبة عن اعين اللصوص والصعاليك ريثما يعود الرجال من اعمال القنص وهذا سبب للمرأة حالة من الجهل في الحياة العامة لأنها بقيت محتجبة عن الانخراط في الحياة العامة.
-والأمر مختلف جدا عند مجتمعات الفلاحة والزراعة حيث يبدو للمرأة دور هام في عمليات القطف والإنتاج الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي وهذا ما جعل أخلاق الفلاحين مختلفة عن أخلاق البدو الرعاة الأجلاف ولم يكن رجال القبيلة الفلاحين يتغيبون عن نسائهم لذلك لم يهتموا بلبس الحجاب أو بحجب المرأة عن أعين الناس وكانت أعمال الزراعة لا تتطلبُ دوراً في الركض والهرولة أثناء عمليات الانتاج لذلك فالمرأة عامل مهم من عوامل الانتاج الزراعي عند مجتمع الفلاحين لذالك يقل استعمال الحجاب الجسدي والاجتماعي للمرأة بسبب انخراطها مع الرجال في اعمال الفلاحة والزراعة وما زلنا الى اليوم نشهد مثل هذه العادات الأخلاقية عند غالبية الفلاحين في الوطن العربي .
وحين انتقلت أساليب الإنتاج إلى الصناعة فمع هذه الظاهرة تغيرت العادات والتقاليد وتبدلت طرائق الحياة العامة فبفضل الآلات ارتاح الإنسان من الأعمال الشاقة وأصبح بمقدور العمال أن يعملوا دون الإحساس بالتعب والإرهاق وهنا عملت الآلة على المساواة بين الرجل والمرأة بفضل إزالة العوامل والمعوقات البيولوجية من قائمة معوقات المرأة لذلك تكتسب المرأة من سوق العمل ما يكتسبه الرجال من حيث الخبرات والمهارات الفنية وتقل عوامل التجزئة بين المرأة والحياة العامة ويقل استخدام الحجاب الاجتماعي والجسدي والنتيجة أن هذه العادات أصبحت أخلاقا عامة بين كل المجتمعات مع الحفاظ التم على اثنية كل عادة من العادات وبذلك يكون لكل عصر تقاليد وحين يصبح الوطن العربي منتجا وصناعيا سوف نجد في مستقبله نفس عادات المجتمعات الصناعية التي بدأت بواكرها بالانتشار