ولدت ماريا كالاس عام 1923 وهي سوبرانو أمريكيه مولوده في الولايات المتحده الأمريكيه من أبوين يونانيين , واحده من أشهر أصوات الأوبرا في القرن العشرين وأكثرها تأثيراً , أشاد العديد من النقاد بموهبتها الغنائيه وتقنية ( بل كانتو ) التي إستعملتها في الغناء
تقنية بل كانتو هي تقنيه إيطاليه للأغنية الجميله تعود الى منتصف القرن التاسع عشر عندما إستخدم كتّاب الأغنيه في ستينات القرن التاسع عشر الكتابه بأسلوب مخاطبة الماضي بالحنين إليه , غير أن الموسيقيين لم يجدوا لحد اليوم التعريف الموسيقي المناسب لموسيقى بل كانتو , ولهذا فالى حد اليوم لايوجد تعريف شامل ( كلمة ولحن ) لمعنى بل كانتو رغم تعارف الجميع على أنه أسلوب للأغنية الجميله
غنت ماريا كالاس اوبرات من دونيزتي , بليني , روسيني , فيردي وبوتشيني في وقت مبكر من حياتها المهنيه ثم غنّت لفاغنر وقد أدت موهبتها الموسيقيه وأدائها التمثيلي المصاحب الى إعجاب متناهي من قبل الجمهور والنقاد
ولدت ماريا كالاس في نيويورك وعاشت تحت رعاية أم متعجرفه , تلقت تعليمها الموسيقي في اليونان , وبدأت حياتها المهنيه في إيطاليا . عاشت الفقر في أيام الحرب العالمية الثانيه , وكانت تعاني من قصر النظر الذي كان يسبب لها العمى المؤقت على خشبة المسرح , قالت عن نفسها يوماً أنها تحملت الصراعات والفضيحه طيلة فترة حياتها المهنيه
يبلغ طول ماريا كالاس 174 سنتيمتر وهذا يعني أنها طويله كما يجب لمغنية أوبرا لكن كان وزنها في بداياتها يزيد كثيراً عن 200 باوند ( فوق 100 كيلو ) لكنها ومنذ منتصف حياتها المهنيه فقدت حوالي نصف هذا الوزن وحولت نفسها الى جميلة مبهرة وبرّاقه ما خلق حولها صخباً عجّل في نهايتها المأساويه السابقة لأوانها بالنسبة الى فنانة بهذا الحجم والمستوى
طغت على أخبارها الفنيه أخبار التعريف بسلوكها المزاجي , وأخبار صراعاتها مع منافستها على عرش السوبرانو ريناتا تيبالدي , وأخبار علاقتها مع أثرى رجل في العالم ذلك الوقت أرسطو اوناسيس , ورغم ذلك فبعد أكثر من 30 عاماً على وفاتها كتبت عنها صحيفة ( اوبرا نيوز ) عام 2006 بأن إنجازاتها الفنيه مازالت تحظى بأعلى التقييم كفنانه كلاسيكيه وأن مبيعات أعمالها مازالت في القمه . أما الناقد ليونارد برنشتاين فيلقب أعمالها بأنها ( بايبل أعمال الأوبرا ) في سحرها وتاثيرها
عام 1957 تم تعريف ماريا كالاس على الملياردير اوناسيس في إحدى الحفلات فنشأت بينهما علاقه رغم أنها كانت متزوجه من زوجها جيوفاني باتيستا مينغيني , فتحولت العلاقه بسرعه الى ماده للفضائح الصحفيه . تركت كالاس زوجها عام 1959 دون أن يتطلقا وأهملت عملها وحين سألها أحد الصحفيين عن السبب قالت له : أريد أن أعيش حياتي كإمرأه
عام 1966 تنازلت ماريا كالاس عن جنسيتها الأمريكيه في السفارة الأمريكيه في باريس لتتمكن كمواطنه يونانيه من الحصول على الطلاق من زوجها الذي تربطها به علاقة زواج مدني في حين حكومة اليونان تصر على الإعتراف فقط بعقود الزواج في الكنيسه الأرثوذوكسيه اليونانيه , ورغم هذا تخلى اوناسيس عن ماريا كالاس بعد عامين عند زواجه عام 1968 من جاكلين كينيدي , غير أن السكرتير الخاص لعائلة كينيدي يؤكد أن العلاقه بين اوناسيس وكلاس إستمرت .. لكنها أصبحت علاقة سريه
عاشت كالاس سنواتها الأخيره في باريس في عزله وتوفيت بعمر 53 سنه بسبب نوبة قلبيه ناجمه عن الإفراط في إستخدام مادة ميثاكوالون المنومه , أقيمت لها جنازة كنسيه ثم احرقت جثتها ونثر رمادها في بحر إيجه بناء على طلبها
خلال مقابله مع الناقد الموسيقي جون أردوين وهو صديق كالاس سألوه : هل تستحق ماريا كالاس أن تكون إمرأة وحيده وغير سعيده وفي كثير من المواقف الصعبه ؟
قال : هذا سؤال صعب . هناك أوقات يكون فيها بعض الناس مباركين , وملعونين – بهدية غير عادية ، تكون فيها الهدية أكبر من الكائن البشري . كانت كالاس من هذا الطراز من الناس . لم يكن لها أن تعيش رغباتها الخاصة أو حياتها أوسعادتها الخاصة لأن كل شيء كان ينبغي أن يخضع لهذه الهدية التي لا تصدق التي أعطيت لها ، هذه الهدية التي هي فنها