معنى [واتبعوهم بإحسان]

لقد تم إضلالنا عن دلالات آيات كتاب الله في مواطن شتى..فغالبية الأقدمين لم يكونوا على مستوى إدراك يسمح لهم إلا بما بذلوه من جهد نشكرهم ليه.
لكن العيب كل العيب قد وقع فعلا بالأجيال التالية…وبخاصة حينما اعتبرنا أن محاكاة الصحابة هي الاتباع المطلوب….فكان هذا هو عين الخطأ.
• فلقد تصوروا بأن بالقرءان آيات تتناقض مع آيات أخرى فقالوا بالناسخ المنسوخ…..واستمر هذا الفجور الفقهي ردحا من الزمن حتى اليوم.
• وتصوروا أن الاتباع هو التقليد ولم يتدبروا كلمات الله كما يجب فأنشأوا ما يسمى بالفقه السلفي..وصار تقليد النبي في الأكل والشرب والملبس من الدين….
• بل وصارت لديهم أجيال أطلقوا عليها اسم [التابعين وتابعي التابعين]…فلقد فهموا ان الاتباع هو التقليد والمحاكاة فأطلق الجميع لحاهم …بل وقالوا بان حلقها حرام..
• ولو أنهم فطنوا لقوله تعالى [واتبعوهم بإجسان] لما أغلقوا باب الاجتهاد في الدين، ….لأنهم لم يفهموا إن الاتباع المطلوب هو اتباع بإحسان وليس اتباعا فقط…
والإحسان لا يكون إحسانا إلا إن كان مستمرا.
وفضلا عن أن الاتباع غير التقليد…فالاتباع هو تحقيق أهداف التشريع….اما التقليد فهو المحاكاة جتى لو لم تفهم المقصود…
1. كالذين يُقَصِّرون الجلباب…
2. والذين يقومون بتحريك أصابعهم على أفخاذهم في الصلاة حال التشهد….
3. والذين يضعون أيديهم على أفواههم حال التثاؤب حتى لا يدخل الشيطان إلى أجوافهم…الخ….فذلك هو التقليد الأعمى بلا عقل.


كان ما سبق هو شرحا لمعنى الاتباع ومعنى التقليد…
لكن يبقى معنى [الاتباع بإحسان]…فالله تعالى يقول:
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100.
فما هو الاتباع بإحسان؟….إنه الاجتهاد في الفهم والتنفيذ لمقصد الشريعة وفق مقتضيات العصر لتحقيق هدف التشريع…. وليس تقليد الأقدمين تقليدا اعمي.
فمثلا قوله تعالى [وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل] لا تعني أن تكون الخيل ضمن التسليح الحربي…..فالاتباع بإحسان يقتضي الإحسان في أمر الإعداد حتى وإن قمنا بإلغاء الخيل بالكلية من تسليح الجيوش، فتكون حاليا طائرات نفاثة وأقمار صناعية…الخ.
والاتباع بإحسان أن نفهم بأن الدين هو المعاملة وليس كثرة السجود مع إساءة معاملة الناس وسبي نساؤهم وأطفالهم ونهب بيوتهم حتى يؤمنوا بقوة القهر وتهديد السلاح..
وان نفهم بأن المسلم يبلغ بحسن الخلق درجة الصائم الذي لا يُفطر والقائم الذي لا يفتر…..فأداء الشعائر ليس فقط أن تصلي قائلا إياك نعبد وإياك نستعين…..إنما أن تكون إياك نعبد وإياك نستعين في كل شئون حياتك..فذلك هو الاتباع بإحسان….وذلك هو الدين المعاملة.
وإن قوله تعالى [وأقيموا الصلاة] ليس معناها أن نؤدي الصلاة في موعدها فقط….او نصليها في جماعة بالمسجد فذلك هو فهم الأقدمين….أما من يتبعوهم بإحسان فإنهم يحسنون الفهم بأن جعلوا الصلاة قائمة دائمة داخل الصلاة وخارج الصلاة فذلك هو قيام الصلاة وإقامتها لتكون دوما قائمة..فذلك هو الاتباع بإحسان.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

One Response to معنى [واتبعوهم بإحسان]

  1. Dr Tomas Aleck says:

    يا عم الحاج انت تنطلق دوما من مسلمات بالنسبه لك هي ان هذا القران صحيح ومن الله ولا يصيبه الباطل ثم تبحث عن المبررات والتأويل والتشعبات التي ترهق ضعاف الثقافه والعقل. البحث ينطلق من مسلمه ان هذا شيء لا اعرفه سادرسه وامحصه واحلله كشخص محايد لاصل للحقيقه عندها نصل لنتيجه قد يفندها بحث اخر او يزيدها رسوخا هذا هو المنطق العملي وهذا سبيل التقدم.اعتقد انه لديك ميزه واحده هي الرغبه في الفهم انما تبحث دوما عما لا يناقض قصص جدتك وشيوخك وهذا لا يصل الى ايه حقيقه او تجديد.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.