مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة

أعزائي مواطني الناصرة
نحن مقبلون على طوشة انتخابية، اقصد طبعا معركة انتخابية لرئاسة بلدية الناصرة، حتى اليوم تعرفنا على عدد من المرشحين، شباب نحبهم ونحترم جرأتهم بخوض معركة خاسرة سلفا.
والله لا استهتر بهزيمة أحد، بل أعتبرها بطولة لا يجرؤ عليها الا القليلون من الحالمين. وما أحلى الأحلام حين تمتد لأشهر او سنة او أكثر ..
قريبا ستظهر صور المرشحين البواسل على صفحات الجرائد، وعلى إعلانات الشوارع، الى جانب إعلانات عن تخفيض 40% على الملابس الشتوية، لا أعزائي المواطنين، الملابس الشتوية لن تكون مرشحة لانتخابات رئاسة بلدية الناصرة، لا تقعوا بخطأ ان ال 40% هي تخفيض على الأرنونا اذا انتخبتم صاحب الصورة الأقرب لذلك الإعلان التجاري.
في الواقع انا حزين لأن بعض الأسماء ذات الوزن الثقيل اختفت من المنافسة بعد ان كان الظن انها “ستكر وتفر وتقبل وتدبر معا” في المعركة الانتخابية مثل حصان امرؤ القيس في ساحة الوغى… يبدو ان الذي أوصل الأسماء ذات الوزن الثقيل، جسمانيا طبعا، وليس عقليا، لقمة العامود، تركها فوق مثل قرقعة لا تجد طريقها للنزول والاستراحة .. ولا تدري كيف تعلن انها فشلت، او أفشلت، ولم تحصل على الثقة من تنظيمها، رغم انها معطت شعرها خلال نشاطها البلدي، بما يسمى نضالا وما اسميه ارتزاقا، اطال الله أعمارهم وفشلاتهم، لعل وعسى يستعيدون بعض وعيهم.
قد ترتفع صورة مرشح يملك كل مقومات الطلعة الجميلة، بحيث يعتقد المواطنين انه اعلان لمسابقة ملك جمال العرب.
لا استهجن ولا ارفض ان يصبح عد المرشحين أكثر من نصف عدد المصوتين. طبعا باستثناء الأطفال الرضع .. الا إذا أقر وزير الداخلية تخفيض العمر الذي يسمح به للشخص ان ينتخب ويرشح نفسه، عندها قد نحتاج الى مصاصات كثيرة للدعاية الانتخابية، لضمان تجنيد مصوتين من الأطفال الرضع .. الذين تنازلوا عن المنافسة على رئاسة البلدية!!
السؤال المحير: اين كان أولئك المتسابقون قبل فوز علي سلام بأغلبية مطلقة حاسمة في الانتخابات الأخيرة ضد من كان حتى أمس اقوى جسم سياسي عربي في دولة إسرائيل؟
اذن يمكن القول ان فضل علي سلام يشمل جميع المتنافسين الجدد، غير المرتبطين بالأحزاب العتيقة، بأن فتح امامهم الحلم العظيم للوصول لرئاسة بلدية الناصرة.
ربما ليس في الدورة القادمة، لكن الطريق لم تعد مغلقة. لا تنسوا ان علي سلام وضع حدا لتحكم فئة سياسية فرضت نفسها بظن انها الوحيدة القادرة على البقاء والنشاط البلدي؟ فشدوا حيلكم .. الدنيا بألف خير، والتاريخ لا يكرر نفسه، الا بأشكال ساخرة وبائسة .. آمل ان يقرأ ذلك الذين تسلطوا أربعين عاما على بلدية اهل الناصرة وجعلوها بلدية اهل الجبهة !!
انا كنت اظن أيضا انها بلدية اهل الجبهة، وكتبت عشرات كثيرة من مقالات الدعم والتسويق لهم، لكني قوطعت لأن لون عيني لم يعجبهم وأسلوب تفكيري النقدي لا يتمشى مع حبهم ليجلسوا فوق أكتاف المساكين. الاعتراف بالخطأ ليس جريمة .. حتى بعد نصف قرن ..
كانوا يظنون أنفسهم انهم من أهل المريخ وليسوا من بني البشر الذين يمشون على الأرض.
عنجهيتهم تضاعفت مع السنين حتى أصبحت حالة مرضية.
جعلوا البلدية قلعة مغلقة لهم ولمن يحني الرأس لمن يتزعمهم .. بل ولكل متحمس يثرثر بما يرضي عنجهيتهم، وما أكثر من ضُللوا وما زالوا على ضلالهم. لكن شمس الحقيقة لا تغطى بعباءة، ولا بشعار ولا بتاريخ لم يعرفوا كيف يصونوه!!
ظنوا ان بإمكانهم اللعب بالمواطنين، كما يحلوا لهم. وقد لعبوا .. ولم يكن من بديل ..!!
لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
أرادوا التخلص من حليف لاستبداله بمن لا يكسر نهجهم ولا يعترض على ما يطبخون في مطابخهم السياسية والبلدية المغلقة.
لم يطبخوا طعاما. بل طبخوا مؤامرات ضد أقرب الناس لهم. وهو تصرف لا شيء فيه ينتمي لأبسط بنود الزمالة والتعامل الأخلاقي.
كان وهمهم انهم أشبه بالمرسلين في بلدية الناصرة.
ازعلوا القريب والبعيد.
اغلقوا الأبواب .. ووضعوا الحراس وكان الوصول لرئيس البلدية اشبه بالوصول الى جنة رضوان.
طبخوا مؤامرة التخلص من علي سلام.
ما السبب؟ ماهي جريمتك يا علي سلام؟ هل لأن مكتبك كان مفتوحا أمام الناس حين أغلقوا مكاتبهم؟ هل لأنك كنت فردا من الشعب وليس امبراطورا متوجا من المهد الى اللحد؟ او لأنك أضأت الأمل وافشلت من ان تصبح العتمة على قدر أيديهم؟
كان علي سلام للحقيقة جاهزا للتقاعد وتسليم الدفة لدماء جديدة تبعث حياة جديدة وأكثر انفتاحا على المواطنين.
لكن الطبخة كانت خدعة، والحرب كما تقول العرب خدعة .. وهم جنرالات ما شاء الله، أعدوا العدة وهجموا على حائط حديدي أفقدهم اتزانهم!!
علي سلام استطاع في الوقت القصير المتبقي، قبل ان تصبح خدعتهم سارية المفعول .. ان يوقف اندفاعهم وان يكيل لهم الصاع صاعين، بالتفاف نصراوي قل ما شهدنا مثيلا له، يذكرني بالانتصار الجبهوي الأول، الذي صار تاريخا لمواطني الناصرة وليس لمن تسلط على إدارة المدينة .. وقبر الجبهة بتفكيكها من مختلف مكوناتها وشخصياتها.
من المخجل انهم لم يحفظوا كرامة لمن قدموا لهم أحلى سنوات عمرهم نشاطا من اجل ان يصونوا مدينتهم ووحدة أهلها.
النتيجة ان قائمة لشخص منفرد هو علي سلام انزلت بهم هزيمة تاريخية لعلها تكون درسا لكل من يظن انه أفضل وأشطر بالتآمر في الغرف المغلقة من سائر البشر.
اليوم بفضل علي سلام أصبح حلم رئاسة البلدية مفتوحا لمن يشاء.
لذا نرى تكاثر المرشحين.
أولا هي حالة إيجابية تماما.
حالة يجب ان يشكر عليها رئيس البلدية علي سلام.
لست ضد أي مرشح، بل احترم جميع من يرى بنفسه رئيسا قادرا على تقديم أفضل الخدمات لمواطني مدينته.
علي سلام فتح لكم الطريق.
لا تستهتروا بهذا الإنجاز الكبير… انه تحرير المدينة من سلطة طال الزمن بها حتى تعالت وتعالت واستمرت بالتعالي .. وفي لحظة الحقيقة سقطت من عليائها بشكل مدو ..!!
من هنا تعالوا يا جميع من يظنون أنفسهم أهلا لرئاسة البلدية، الى منافسة انتخابية بروح رياضية أخوية.
انا أرى ان فوز علي سلام مرة أخرى .. بات مسألة محسومة ولا غبار عليها. وهو رأيي الشخصي وحقي البسيط في اختيار من أراه الأنسب .. وليس سرا إني سأكون بصفه. لكن هذا لا يعني إني ارفض الآخرين.
قد يفوز كل متنافس بمقعد او أكثر، لكن الناصرة تحتاج لكل من يريد ان يخدمها. ان كان رئيسا او عضو بلدية.
تجربة البلدية في السنوات السابقة يجب ان تكون نبراسا لتجاوز الخلافات ورفض مشاريع التطوير من دوافع رفض بعض الأعضاء لعلي سلام، كان همهم افشاله وافشال برامجه التطويرية ولو على حساب عرقلة التطوير والخدمات البلدية .. بظن ان ذلك سيعيدهم لرئاسة البلدية. هذا التفكير الصبياني يجب وأده!!
من يظن ان رفض المشاريع سيعزز مكانته، ليبقى في البيت .. نشاط البلدية اليوم مكشوف امام الجميع ولا يجري بالغرف المغلقة فقط!!
اهلا وسهلا بكم أيها المتنافسون على رئاسة البلدية… الناصرة تحتاج الى مرشحين أكثر .. الاحتكار كسره علي سلام، أعاد البلدية لأهل الناصرة، والناصرة باتت مدينة كل مواطنيها وليس كل جبهوييها فقط!!

nabiloudeh@gmail.com

About نبيل عودة

نبذة عن سيرة الكاتب نبيل عودة نبيل عودة - ولدت في مدينة الناصرة (فلسطين 48) عام 1947. درست سنتين هندسة ميكانيكيات ، ثم انتقلت لدرسة الفلسفة والعلوم السياسية في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو . أكتب وأنشر القصص منذ عام1962. عانيت من حرماني من الحصول على عمل وظيفي في التعليم مثلا، في فترة سيطرة الحكم العسكري الاسرائيلي على المجتمع العربي في اسرائيل. اضطررت للعمل في مهنة الحدادة ( الصناعات المعدنية الثقيلة) 35 سنة ، منها 30 سنة كمدير عمل ومديرا للإنتاج...وواصلت الكتابة الأدبية والفكرية، ثم النقد الأدبي والمقالة السياسية. تركت عملي اثر إصابة عمل مطلع العام 2000 ..حيث عملت نائبا لرئيس تحرير صحيفة " الاهالي "مع الشاعر، المفكر والاعلامي البارز سالم جبران (من شعراء المقاومة). وكانت تجربة صحفية مثيرة وثرية بكل المقاييس ، بالنسبة لي كانت جامعتي الاعلامية الهامة التي اثرتني فكريا وثقافيا واعلاميا واثرت لغتي الصحفية وقدراتي التعبيرية واللغوية . شاركت سالم جبران باصدار وتحرير مجلة "المستقبل" الثقافية الفكرية، منذ تشرين اول 2010 استلمت رئاسة تحرير جريدة " المساء" اليومية، أحرر الآن صحيفة يومية "عرب بوست". منشوراتي : 1- نهاية الزمن العاقر (قصص عن انتفاضة الحجارة) 1988 2-يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها ( بانوراما قصصية فلسطينية ) 1990 3-حازم يعود هذا المساء - حكاية سيزيف الفلسطيني (رواية) 1994 4 – المستحيل ( رواية ) 1995 5- الملح الفاسد ( مسرحية )2001 6 – بين نقد الفكر وفكر النقد ( نقد ادبي وفكري ) 2001 7 – امرأة بالطرف الآخر ( رواية ) 2001 8- الانطلاقة ( نقد ادبي ومراجعات ثقافية )2002 9 – الشيطان الذي في نفسي ( يشمل ثلاث مجموعات قصصية ) 2002 10- نبيل عودة يروي قصص الديوك (دار انهار) كتاب الكتروني في الانترنت 11- انتفاضة – مجموعة قصص – (اتحاد كتاب الانترنت المغاربية) كتاب الكتروني في الانترنت ومئات كثيرة من الأعمال القصصية والمقالات والنقد التي لم تجمع بكتب بعد ، لأسباب تتعلق اساسا بغياب دار للنشر، تأخذ على عاتقها الطباعة والتوزيع.
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.