ولد مصطفى في العام 1881 ميلادي ، في سلونيك ، توفي في العام 1938 ميلادي ، وأبوه اسمه علي رزا بيه ، او علي رزا بيك ، اسم امه زبيدة …
سلونيك مدينة أسسها شخص اسمه ((عصمان بيه )) ، وهو من اصل (( اوكوزن )) ، وهم شعب قاسي ، وهم اول من أطلقوا على انفسهم اسم (( أتراك ، او كيورك ، او تركه )) …؟.
وهذه التسميات معناها (( القوي )) في اللغة التتارية (( التتار )) …؟.
اتاتورك … تعني هذه الكلمة (( ابو الأتراك )) ، ولقب بهذا اللقب من قبل البرلمان ، إذن هو لقب ((سياسي )) ، وليس ارث لاسم عائلة او قبيلة او عشيرة …؟.
يعني اسمه الحقيقي هو (( مصطفى علي رزا )) حسب اسم أبيه ولقبه …؟.
اما بقية ا فهي القاب سياسية وصفات ممنوحة له من مدرسه ، ومن البرلمان وممن أعطوه الدعم (( لإجراء ذلك التغيير في ديمو غرافية البلد الإسلامي ، والنظام العثماني ))…
مصطفى علي رزا … ذلك الفتى الوسيم ، لون شعره الأشقر ، وعيونه الزرق التي ورثها عن امه ، دخل في البداية المدرسة الدينية وذلك بناء على رغبة والدته …
لكن والده نصحه بدخول مدرسة تسمى (( افندي )) ، ثم دخل مدرسة حربية للشبان … وكان الألمان قد ساعدوا هذه المدرسة ودعموها للظهور …؟.
وأجتاز الامتحان بنجاح ، وأول من لقبه ب (( كمال )) ، وتعني الكلمة ب(( الفاهم ، او الفهيم )) فو مدرس مادة الرياضيات…
وهذا يعني انه (( كمال )) ليس اسمه إنما هي صفة لفهمه او نباهته بمادة الرياضات …؟.
بعدها دخل المدرسة العسكرية في مدسونيا الغربية …
ثم انتمى لمنظمة معارضة للسلطان العثماني ، وساعده شخص يهودي أجنبي يعيش في تركيا آنذاك ، وقد ساعده ودعمه بالكتب والتعليم …؟.
ثم انتمى لحركة (( شباب تركيا ))، ومن ثم بعدها الى منظمة ((الأرض الأم )) …
وقد عمل على تغيير اللغة من العربية المعتمدة منذ ما يناهز العشرة قرون وربما أكثر … واعتبر اللغة اللاتينية هي الأساس …؟.
ادخل تركيا في حروب كثيرة .
.
* (( تركيا في الدولة العثمانية ، وتركيا مابعد الدولة العثمانية )) *
في عام 2009 تم عرض فيلم يحكي عن شخصية (( اتاتورك )) ، وكان الفيلم بعنوان (( مصطفى كمال اتاتورك )) …!.
وقد قدمه الفيلم على انه رجل قصير القامة ، واهن الصوت ، ضعيفا أمام النساء ، مدمنا على التدخين والخمر …!.
وهذا كله عكس الصورة التي رسمت له في أذهان ومخيلة الأتراك … على انه … (( ذلك الرجل القوي ، ويحمل صفات الأب الروحي الذي لا يمكن ان تنسى فضائله )) …؟.
لربما يتبادر في الأذهان السؤال المهم ، أيهما الحقيقة (( الفيلم أم مافي الأذهان )) …؟.
رأي انا هو … انه ماورد في الفيلم ، ومافي الأذهان مصدره واحد …!.
والحقيقة هي ما ملموس ومنقول عن من عاصر الأحداث …؟.
ولكن وهنا السؤال لنرى ماحدث وما أحدثه (( اتاتورك )) ، فالفعل لسان حال الفاعل ، فالانجاز من بعد الفعل يعطينا نتائج اما ان تكون إيجابية او سلبية ، وفي بعض الأحيان تعطينا النتائج دليلا عن صفة او ميزة او قدرة الفاعل …!.
وهي ليست بالأقوال والأحاديث التي تلعب وتداعب الأوتار التي تناغم حاجات نفس المستقبل ، وعادة تكون آنية …؟.
وأبرز أقوال وشعارات … اتاتورك … والتي أجدها في عبارة (( لاشيء افضل من ان يكون المرء تركياً )) …!.
فالنضعها بالميزان مع عبارة (( لاشيء افضل من ان يكون المرء عثمانياً )) ، ولنرى أيهما اصدق حالا من الأخرى …؟.
وأيهما أثقل ميزاناً في المعنى الحقيقي الذي يعبر عن لسان حال تركيا دون عثمان ، او تركيا العثمانية …؟.
فأعطوها لمن قرأ ويقرأ مادة التاريخ في الابتدائية ، وممن بسن الابتدائية ، سيعطيك الجواب الآتي :
تركيا في عهد الدولة العثمانية ، معروف قوتها ونفوذها الواسع الذي يمتد على حتى يشمل دول من أوربا الشرقية ، وعندما انهارت فقدت سيطرتها وهيمنتها على تلك الدول ، وكذلك مناطق كثيرة ، منها الدول العربية، وبالذات فلسطين ، وكانت تقارع كل الامبراطوريات ، والتي كانت تحسب لها للعثمانية الف حساب …
وبعد ان انكسرت هيبتها كدولة امبراطورية عظيمة الشأن ، واسعة السلطة في أرجاء المعمورة بعصرها الشاخص والثابت بالتاريخ ، عدى انها دولة خلافة إسلامية قوية (( وهي الصفة الاساسية لاسباب السعي لانهيارها دون الصفات الأخرى ، وهنا يكمن بيت القصيد ، حيث ما عاصر من ضعف الدولة العثمانية بسبب مؤامرات داخلية (( يقودها الدونمة )) …
وما حدث بعد انهيار دولة عثمان ، ترى أحداثا ضربت المناطق العربية ، بالإضافة للأجزاء الشرقية من أوربا المسلمة مثل البوسنة والهرسك ، وتسليم فلسطين ، واحتلال واستعمار غربي لكثير من المناطق العربية والإسلامية …
وهنا نرى نتائج أفعال الدونمة وفعل رمزهم وأبرزهم إعلاميا (( اتاتورك )) …!.
اما تركيا مابعد الدولة العثمانية وفي ظل (( الاتحاد والترقي، وتركيا الفتاة )) ، وفي ظل (( اتاتورك )) ماهي الإنجازات التي حققتها ، وأين هي تركيا اليوم مما حدث ويحدث كل يوم …؟.
وماهي الإنجازات التي حققتها في ظل وطأت (( الاتحاد والترقي )) ، ولم يبقى أي اتحاد او ترقي ، فانهيارها وتقطع أوصالها لصالح أعدائها ، وأعداء الإسلام …؟.
ولم يبقى من الترقي سوى رقي آثار الدولة العثمانية ، لرقي السياحة ، بفن عمارة ، وصروح مجدها ، ورموز قوتها …!.
وفي ظل (( تركيا الفتاة )) الوديعة المسالمة ، ذهبت تركيا العثمانية القوية ، وتلك الصفة الرجولية التي ناطحت بها أعتى امبراطوريات عصرها ، وقامت بفتوحات إسلامية مشهودة لها … فهي اليوم … تركيا الفتاة …؟.
هذه هي تركيا بعد عثمان ، لبست ثوب اتاتورك الغير مستور ، إنما هو مفضوح ، وعار ، وممزق ، وهزيل ، لتلعب دور هش ، لافائدة ترجى منه ، سوى تعبئة جيوب من يدير اللعبة السياسية في تركيا ، ممن ارث عن اتاتورك تلك الإدارة والسطوة والنفوذية في أعلى مواقع الحكومات المتتابعة والمتسلسلة ، والمرتبطة بالمنافع المادية والسلطوية المشبوهة والتي أصبحت مقترنة فيما بينهما بقران وعقد في دهاليز مراكز القرار التركي المرتبطة الدونمة…؟.
ودوما التنكر يعكس هشاشة المتنكر … فمن تنكر بلباس الدين (( اي دين )) فمهما كانت غايته ، فهي نكرة مثله ، مثلما تنكر بدينه …!.
لان الوضوح في لباسك هو طبيعتك ، والوضوح فيما تتدينه من دين يعكس صدقك ، وهو الجزء الأهم بشخصية الفرد ، وتعكس نبل وصدق وثبات الشخص ، وعدم تلوثه واحتياله بانتحال شخصية غير شخصيته ، ولباس ثوب غير ثوبه ، خاصة في الدين والسياسة ، فانه تظليل ماكر ، فكيف يكون قدوة … فيقتاد به ، ومثل … يمتثل له … وبه …؟.
انها فاجعة من فواجع القرنين الماضيين والتي ضربت وخربت الأدمغة البشرية في المعمورة ، وتكاد تتكشف الصورة المزيفة شيئا فشيئا عنهم ، بعد ان بدت للعيان وظهرت اثار ما مزقته مخالبهم ، وبدء جأيرهم يسمع ، والذي يسبق ظهور أنيابهم المسعورة ضد قيم الإنسانية قبل قيم الأديان …!.
ومن ناحية أخرى نقرأ مقولة اتاتورك (( لاشيء افضل من ان يكون المرء تركيا )) ، فهي عبارة تدل على العنصرية النتنة لانها ناطقة من لسانا ليس بتركياً …؟.
ولو قالها تركي وجذوره تركية صحيحة لكانت هذه المقولة مقبولة لانها تعبر عن حبه واعتزازه بوطنه ووطن أجداده وبانتمائه …!.
فقادة الفتن والعنصرية ، والحركات ذات الشعارات الرنانة ، تجد قادتها ومؤسسيها، دائما يتنكرون بأسماء غير أسمائهم الحقيقية ، ويسوقون الكذب ، والخطب التي تحاكي المشاعر المتذبذبة والنزعات العنصرية والطائفية والدينية والعقائدية والقبلية ، ونجدهم دائماً يهدمون حضارة وكيان دولة قوية ، ليبنوا مكانها ، مسميات دولة ، تكون هشة ، وبنظام بوليسي ، ومخابراتي ، مسيرة بغشاوة إعلامية ودعائية مظللة …..
هيثم هاشم