الشجاعة وحدها لا تكفي

alarabhidaxالشجاعة لا تكفي
لم يصبح عنترة عنتره بين ليلة وضحاها فلقد لمس بنو عبس شجاعته وجرأته وقدامه فجعلوه في مقدمة جندهم
وخالد بن الوليد لم يمنحه الرسول الاكرم لقب سيف الله المسلول الا بعد ان ابلى بلاء حسنا في كل الغزوات والحروب التي قادها
والاسكندر المقدوني وهرقل وشمشوم وابو زيد الهلالي لم يكن في عصرهم كليات حربية ولا معاهد تدرس القتال وفن الحروب ولكن كانت خبرتهم تأتي من الغزوات التي اشتركوا فيها وهم صبية الى ان اشتد عودهم وذاع صيتهم وكانوا مع من معهم على صعيد واحد مع عدوهم من العدة والخيول والابل والسيوف والرماح
بينما نابليون درس في المدرسة الحربية وتخرج منها برتبة ملازم اول
و رومل ثعلب الصحراء و يوسف العظمة كان ضابطا و وزيرا للحربية
الزمن تغير واصبح للحرب مدرسة وللقتال فنون تدرس ويخوض الطلاب في المدارس شتى انواع التدريبات على الكر والفر والامداد والتموين وعلى الاسلحة بانواعها وطرق التصدي لها والاستطلاع ووضع الخطط للهجوم او الانسحاب والتعرف على الخصم ودراسة نقاط ضعفه وقوته وتسلحه
حتى حرب العصابات وقتال الشوارع هو علم قائم بحد ذاته
هكذا تدار امور الحرب والقتال أما ان يتولى قيادة الكتائب والالوية نجار او حداد او مزارع بطاطا او سائق باص او عربه نقل ويناط به امور قيادة الاف المقاتلين وينصاع له ضباط الجيش اصحاب الخبرة من المنشقين فهذا الامر غاية بالعجب
القيادة هنا لاتأتي من باب الاسبقية فلسنا في طابور امام مخبز من يصل مبكرا يكون بالمقدمة
ولسنا بمولد سيدي ابو العباس من يحمل الثور الى السطح فهو البطل بلا منازع
عندما يكون خصمك ميليشيا شعبية واجهه بميليشيا شعبية لابأس
ولكن عندما يكون خصمك جيش نظاميا فعليك ان تواجهه بعقلية وتكتيك الجيش ايضا
يضربون لك مثلا حزب الله وانه ميليشيا مدنية وينسون ان رجال حزب الله يدربون تدريبا اقسى من تدريب الجيوش النظامية ويرسلهم الحزب الى ايران وسوريا ليتعلموا في الكليات الحربية هم جيش نظامي ولكن تحت مسمى المقاومة الاسلامية
الاقدام والشجاعة للقائد شرط لازم ولكنه ليس كافيا لا بد من ان يعلم المقاتل كل علوم وفنون الحرب
والايثار ليس بان تعطي ما بيدك لمن ليس بيده شيء لا بل الايثار ان تقدم من هو افضل منك عليك وتأتمر بامره
لو القينا في البحر رجلا شجاعا لا يعرف السباحة وجبانا يتقن السباحة فالشجاع سيغرق والجبان سينجو
الشجاعة وحدها لا تكفي ولقد آن الاوان ليتنحى القادة الثوريين عن قيادتهم لدفة الحرب وتسلمي القيادة لاصحاب الخبرة والعزم

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.