هذا نص مقالة الصحفي روبرت فيسك المنشورة على صحيفة الأندبندنت البريطانية ولأهميتها القصوى , أقوم بترجمتها ترجمة حرفية . المقالة منشورة على موقع الأندبندت الألكتروني , ولمن تهمه قراءتها بالإنكليزية فبالإمكان الوصول إليها عن طريق الرابط التالي :
http://www.independent.co.uk/news/business/news/the-demise-of-the-dollar-1798175.html
نشرت الأندبندنت تقول
مقالة روبرت فيسك التي تؤكد الشائعات التي بدأت تدور حول مصرع الدولار هذا الأسبوع
بصورة تفضح النظام العالمي الجديد ، بدأت الدول العربية تحركات سرية مع الصين وروسيا وفرنسا للتوقف عن إستخدام العملة الأمريكية عند بيع النفط
كتب : روبرت فيسك
الأربعاء 6 أكتوبر 2009
في تغير جذري يحدث الآن في التاريخ المالي لدول الشرق الأوسط ، تقوم دول الخليج العربي بالتخطيط , جنبا إلى جنب مع الصين وروسيا واليابان وفرنسا , لإنهاء تعاملها بالدولار الأمريكي عند بيع النفط ، والإنتقال بدلا عن ذلك الى سلة من العملات الأجنبية بما فيها الين الياباني , اليوان الصيني ، واليورو , والذهب ، والعملة الجديدة الموحدة المزمع تداولها في دول مجلس التعاون الخليجي العربي ، وشملت هذه السياسة .. المملكة العربية السعودية , أبو ظبي , الكويت , وقطر
عقدت إجتماعات سرية بالفعل بين وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية , في كل من روسيا والصين واليابان والبرازيل للعمل على هذه الخطة ، الأمر الذي يعني أن النفط لن يبقى بعد الآن مسعراً بالدولار الأمريكي
الخطط ، المؤكد أنها مستقلة , من الطرفين , دول الخليج العربي _ والمصادر المصرفية الصينية فى هونج كونج ، قد تساعد في تفسير الإرتفاع المفاجئ في أسعار الذهب ، لكنها أيضا تبشر بعملية تحول إستثنائية عن أسواق الدولار في غضون تسع سنوات مقبلة
الأميركيون ، الذين يخشون هذه الاجتماعات التي وقعت والتي لم يعرفوا تفاصيلها بعد . على يقين من أنهم سيكافحون هذا التجمع الدولي التي سيشمل حلفاء أوفياء للأمريكان كاليابان ودول الخليج العربي
على خلفية هذه الاجتماعات فإن المبعوث الصيني الخاص السابق الى الشرق الأوسط ( سون بي قان ) حذر من مخاطر تعميق الإنقسامات بين الصين والولايات المتحدة حول النفوذ والنفط في الشرق الأوسط قائلا (( الخلافات الثنائية والإشتباكات أمر لا مفر منه )) صرح بذلك لبرنامج ( آسيا وأفريقيا ) وأضاف إننا لا يمكن أن نغض الطرف عمن يعادي مصالحنا في الشرق الأوسط في مجالي الطاقة والأمن يبدو هذا الكلام مثل تنبؤ خطير بالحرب الإقتصادية المستقبلية بين الولايات المتحدة والصين على نفط الشرق الأوسط , ومرة أخرى .. لتحويل صراعات المنطقة الى معركة من أجل تفوق الصين كقوة عظمى
الصين تستخدم المزيد من النفط , أكثر من الولايات المتحدة .. بسبب نموها الأقل كفاءة في استخدام الطاقه . عند تحويل سعر النفط عن الدولار الى الذهب كما صرحت مصادر مصرفية صينية ، فسيكون من الأجدى للدول أن تحول خزينها المالي الى ذهب عوضا عن الدولار , عندها ستربح الصين من بيع ذهبها فتحصل على مبالغ ضخمة من أبو ظبي ، المملكة العربية السعودية , الكويت وقطر ، الذين يمتلكون مجتمعين ما يقدر بمبلغ 2.1 تريليون دولار في أرصدتهم المالية
إضمحلال القوة الإقتصادية الأمريكية المرتبط بالأزمة الإقتصادية العالمية الحالية والذي إعترف به ضمنا رئيس البنك الدولي ( روبرت زوليك) بقوله : واحد من مخلفات هذه الأزمة قد يكون إعترافنا بتغير قوة علاقاتنا الاقتصادية . صرح بذلك في اسطنبول قبيل اجتماعات هذا الاسبوع لصندوق النقد الدولي , والبنك الدولي , وأضاف بأن الصين كقوة إقتصادية استثنائية جديدة مترافقة مع ماضيها الغاضب من سياسة الولايات المتحدة مع الدول المنتجة للنفط , والدول المستهلكة للنفط , وأنها ( الصين ) بدخولها الحالي في النظام المالي الدولي هي التي دفعت مناقشات العملة المقابلة للنفط .. الى دول الخليج العربي
البرازيل أظهرت إهتمامها بالتعاون بغير الدولار مقابل النفط ، وكذلك الهند . وفي الواقع ، يبدو أن الصين أكثر القوى المالية المتحمسة ، لأسباب أقلها تجارتها الهائلة مع الشرق الأوسط . تستورد الصين 60% من احتياجاتها النفطية من الشرق الأوسط وروسيا
الصينيون حصلوا على إمتيازات إنتاج النفط في العراق ( منعت من قبل الولايات المتحدة حتى هذه السنة ) ومنذ العام 2008 كان الصينيون قد عقدوا إتفاقا مع ايران بقيمة 8 مليار دولار لتطوير طاقة تكرير النفط وإستخراج وصناعة الغاز , كما أن الصين لديها صفقات نفط في السودان ( متخادمة مع مصالح الولايات المتحدة ) إضافة لتفاوضها للحصول على امتيازات نفط مع ليبيا في عقود ومشاريع مشتركة
وعلاوة على ذلك ، فإن الصادرات الصينية الى الشرق الأوسط تمثل الآن ما لا يقل عن 10% من واردات كل دولة شرق أوسطية ، يتضمن ذلك مجموعة واسعة من المنتجات , من السيارات الى أنظمة الأسلحة والطعام والملابس ، بل وحتى الدمى . وذلك يشير بشكل واضح الى نمو العضلات المالية الصينية
رئيس البنك المركزي الأوروبي ( جان كلود تريشيه ) أكد أمس تباحثه مع بكين للسماح لليوان الصيني بالإرتفاع مقابل تراجع الدولار ، مما سيقلل من خضوع الصين للسياسة المالية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم , فيساعد ذلك في إعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي , ويرفع الضغط عن اليورو
منذ إتفاقات ( بريتون وودز ) وهي الإتفاقات التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية والتي هندست شكل النظام المالي الدولي الحديث , فإن شركاء أميركا التجاريين قد تركوا عرضة للآثار الناجمة عن سيطرة واشنطن على العالم ، وفي السنوات الأخيرة لهيمنة الدولار بإعتباره العملة المتحكمة بإحتياطيات العالم المالية
يعتقد الصينيون ، على سبيل المثال ، أن الأمريكان أقنعوا بريطانيا بالبقاء بعيدة عن التعامل باليورو , كخطوة إحترازية لتحاشي إبتعادها عن التعامل بالدولار . لكن مصادر من القطاع المصرفي الصيني تؤكد أن مناقشاتهم للبريطانيين في الأمر وصلت الى المدى الذي لن تستطيع الولايات المتحدة من إيقافه بعد الآن , أضف الى ذلك أن الروس سيضيفون الروبل الى سلة عملات بيع وشراء النفط , لذلك صرَّح وسيط مالي كبير من هونج كونج لصحيفة الأندبندنت : إن البريطانيين عالقون الآن في الوسط ، وسيدخلون حيز اليورو ، لا خيار لهم في ذلك , فلن يكونوا قادرين على استخدام الدولار الامريكى, بعد أن يتوقف الجميع عن إستعماله
المصادر المالية الصينية مؤمنة بأن الرئيس باراك أوباما مشغول جدا بتحديد إقتصاد الولايات المتحدة والتركيز على المتغيرات الإستثنائية التي ستنجم عند التحول عن إستعمال الدولار خلال التسع سنوات المقبلة حيث الموعد النهائي الحالي لعملية الإنتقال من العملة هو عام 2018
فقد قامت الولايات المتحدة بالإشارة الى هذا الموضوع في قمة الدول العشرين في بيتسبرغ ، لكن محافظ البنك المركزي الصيني وغيره من المسؤولين كانوا يعبرون عن قلقهم بصوت عالي منذ سنوات , ومشكلتهم هي أن الكثير من الثروة الوطنية الصينية موظفة بأصول دولارية
هذه الخطط سوف تغير وجه المعاملات المالية العالمية , كما قال أحد المصرفيين الصينيين , وأمريكا وبريطانيا يجب أن تكونا بمنتهى القلق . سنعرف حجم قلقهما من رعد تصريحاتهما التي ستنكر ما ستولده أخبار هذه الخطط
كانت ايران قد أعلنت أن إحتياطياتها من العملات الاجنبية سوف تعقد من الآن فصاعدا باليورو بدلا من الدولار . لكن المصرفيين يتذكرون ، بالطبع ، ما حدث لآخر دولة منتجة للنفط في الشرق الأوسط حين قررت بيع نفطها باليورو بدلا من الدولار , فبعد بضعة أشهر من إعلان صدام حسين قراره على الملأ .. قام الأمريكان والبريطانيون بغزو العراق ميسون البياتي – مفكر حر؟