القرآن كتاب يحوي الكثير من القصص والاحداث ، ونجد تلك القصص مذكورة قبل القرآن بمئات السنين في كتب كثيرة منها التوراة والانجيل المسيحي وكتب اليهود والاناجيل المنحولة والمزيفة ، وكذلك من الادب الفارسي والزرادشتي وكتب الصابئة وغيرهم .
واثناء دراستي لبعض الاناجيل المنحولة اي المزيفة الغير معترف بها ، وجدت فيها نصوص مطابقة تقريبا لما جاء به محمد في قرآنه ، وكانت خير دليل على ان محمد كان يستمع ( على فرض انه أمي لا يقرأ ) لقصص كتبت في تلك الاناجيل المتداولة في عصره من قبل رهبان مكة والمدينة وحاخامات اليهود المنتشرين في ربوع الجزيرة العربية من الذين كان يجتمع بهم محمد او يقابلهم في سفراته الى الشام للتجارة مثل ورقة بن نوفل وعداس وبحيرا الراهب .
من تلك الايات التي الفها محمد في قرآنه عن ( عيسى ) قوله :
” اني قد جئتكم باية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله ” سورة آل عمران – سورة 3 – آية 49
اما المصدر الذي اخذ منه محمد القصة المختلقة عن خلق الطيور فهي من انجيل الطفولة المنحول وصاغها بلغة قرآنية قريشية ، حيث جاء به ما يلي :
[ كان يسوع وهو بعمر خمس سنوات يلعب مع اصدقاءه بالطين ويصنع منها طيوراً وعصافير ، وعندما يصفق بكفيه تطير هذه العصافير مزقزقة ].
اما الاية الاخرى التي الفها وادخلها في القرآن فهي ان ( عيسى) تكلم في المهد صبيا . وهذه احدى الخرافات االتي نقلها من تلك الاناجيل المزيفة الغير معترف بها .
فقد قال في القرآن ما يلي :
•فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَي •
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا •
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا •
وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّ •
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ •
والنص الاصلي لهذه الاية المسروقة من انجيل الطفولة بعد تحريفها واضافة ايات جديدة لها هو كما يلي :
[ يا مريم اني أنا يسوع ابن الله الكلمة الذي جئت به بحسب بشارة الملاك جبرايل لك ، لقد ارسلني ابي لخلاص العالم ] .
لقد ادركت الكنيسة ان الكثير من الناس قاموا بتأليف كتبا يدّعون انها اناجيل ويكتبوا فيها من مخيلتهم قصص مختلقة من افكارهم مليئة بالاساطير والخرافات . فلم تعترف بها لوضوح تزييفها و اختلافها عن الحقيقة .
ويلاحظ ان محمدا يمجد المسيح في بعض آياته ، و يقلل من شأنه في آيات اخر.
فقد اعطاه صفات الله وصلاحياته الاعجازية في الخلق والشفاء من الامراض المستعصية والكلام في المهد واقامة الموتى والتنبؤء بالغيب والبعث الى السماء حيا . ثم يعتبره عبد من عباد الله , فلمن من عباد الله اعطى الله قدرة الخلق وعلم الغيب واقامة الموتى وشفاء العمي والبرص ؟
ولما لم يمنح الله محمدا قدرة الاتيان بمعجزة واحدة مشهودة امام الناس ؟
فالوحي المزعوم يأتيه وهو في حالة صرع وفقدان الوعي او في غار مهجور من غير شاهد ، والاسراء والمعراج قام به وهو نائم على فراشة ليلا دون شاهد واحد
اما نكران قصة صلب المسيح وتشبيهه بآخر فقد وردت ايضا في احد الاناجيل المنحولة ، وسمعها محمد من الرهبان المقيمين في مكة والمدينة ونقلها الى قرآنه على انها آية من السماء بعد ان صاغها بلغة قريش وسجع الكهان .
اولئك الرهبان كانوا ينتمون لشيعة من الهراطقة الدوسينية ، وهذه هرطقة مسيحية قديمة من احدى المذاهب المسيحية المبكرة ، تزعم ان يسوع المسيح لم يكن له جسد حقيقي ، اي ناسوت اثناء حياته على الارض ، وانما له جسد وهمي ، وبالتالي كل اعمال يسوع والامه وصلبه كانت مجرد اوهام ظاهرية لمشاهديه .
قالت هذه الفرقة الدوسينية ان المسيح لن يصلب فعليا بل ظاهريا ، اي كان يبدو لمن ينظر اليه حينئذ انه يُصلب ، اي شُبّه لمن نظر اليه انه يُصلب ، بينما هو في الحقيقة شبه خيال وجسد غير حقيقي. كما آمنت جماعة منهم ان المسيح اقنع احد اتباعه ( اما يهوذا الاسخريوطي او سمعان القيرواني ) بأن يُصلب بدلا منه .
تلقف محمد هذه القصة سماعا من معاصريه رهبان مكة والف منها آلاية التالية :
” وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ” سورة النساء – سورة 4 – آية 157
ان كانت تلك الايات القرآنية مكتوبة في كتب سابقة ومتداولة بين الناس فهل هي وحي من السماء كما قال محمد لأتباعه الاميين الجهلاء ام نقلا عن اساطير الاولين ؟