مشروع كاميلوت هو دراسة قام بها الجيش الأمريكي في العام 1964 ونفذ المشروع من قبل مكتب أبحاث العمليات الخاصة (سورو) في الجامعة الأمريكية التي جمعت فريق انتقائي من علماء النفس وعلماء الاجتماع والأنثروبولوجيا والاقتصاد ومختلف العلوم الأخرى لتحليل مجتمع وثقافة العديد من البلدان المستهدفة ولا سيما في أمريكا اللاتينية لمعرفة الوسائل التي يتمكن بها الجيش الأمريكي زرع الفتنه في أقليات تلك المجتمعات بغيه إسقاط تلك المجتمعات أو تقسيمها دعماً لأرباح الشركات الأمريكيه العامله في تلك البلدان , على سبيل المثال فإن شركة كوكا كولا قادرة على إحداث إنقلاب في أي بلد في العالم تتعرض أرباحها فيه الى الإهتزاز
نشأ الجدل حول مشروع كاميلوت عندما اكتشف مختصون من أمريكا الجنوبية التمويل العسكري للمشروع وانتقدوا دوافعه الإمبريالية , فقامت وزارة الدفاع الأمريكيه ظاهرياً بإلغاء المشروع بعد عام واحد من بدايته لكنها واصلت البحث نفسه بسرية أكبر
زادت مشاريع العلوم الاجتماعية الممولة من الحكومة فاستخدم العسكريون علماء النفس لدراسة التكتيكات في الحرب النفسية والدعاية فضلا عن دراسة قوات الولايات المتحدة نفسها . كما قام مكتب الخدمات الاستراتيجية بتطوير قسم علم النفس لدراسة السلوك الجماعي للبشر لأغراض الحرب
دعت مذكرة من ويليام جيه دونوفان لجمع المعلومات عن الشخصيات وعلاقاتها الاجتماعية وإنشاء منظمة استخباراتية لتحليل وتفسير هذه المعلومات من خلال التطبيق على ضباط الجيش والبحرية وأيضا على المتخصصين في مجال البحوث والمدربين في المجالات العلمية بما في ذلك علماء التكنولوجيا والاقتصاد والمال وعلم النفس
أبحاث الحرب النفسية كانت واسعة الانتشار, وفقاً لتقارير جامعة ميشيغان النفسيه عن الحرب العالمية الثانيه ففي الأشهر القليلة الأخيرة من الحرب طلب طبيب نفساني اجتماعي وجود مسؤول مهمته الوحيده هي تحديد سياسة الدعاية الأسبوعية لحكومة الولايات المتحدة
في بريطانيا استخدمت وزارة الإعلام دراسة متعددة الحقول تسمى ( مراقبة الجماهير) لتقييم فعالية الدعاية الحربية والتأثيرات الأخرى على السلوك العام . فيما حافظت ألمانيا على كادر خاص من علماء النفس العسكريين الذين ساعدوا وزارة الدعاية والجستابو والحزب النازي
ازدادت مشاريع العلوم الاجتماعية العسكرية بعد الحرب في إطار هيكل أعيد تنظيمه في مكتب البحوث البحرية حصل على تمويل من مؤسسة فورد ووكالة المخابرات المركزية لمواصلة أبحاثه المصنفة في معظمها حول الحرب النفسيه
بحلول أواخر الخمسينيات من القرن العشرين ، توسعت أبحاث العلوم الاجتماعية الممولة من الجيش ليس الى بحث الآليات والعمليات النفسية فحسب بل إلى دراسات متعددة التخصصات لتأسيس التمرد تسعى إلى توضيح سلسلة متصلة من المواقف الاجتماعية التي تدفع أي مجتمع مباشرة من الاستقرار إلى الثورة
دراسات تأسيس التمرد مبنية على نتائج علم النفس الجماهيري ، والحاله المعنويه للمجتمع ، والهوية الوطنية للأفراد والجماعات ، مع الأخذ بنظر الإعتبار رأي مختصين في الاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم النفس التنموي للوصول الى النتيجه المطلوبه
قبل مشروع كاملوت كانت هناك مجموعة بحوث في علم النفس والعلوم الاجتماعية التي أنشأها مساعد وزير الدفاع للبحوث والهندسة واستضافتها مؤسسة سميثسونيان . ضمت مجموعة سميثسونيان مفكرين من كثير من المؤسسات والجامعات الأمريكيه ذات العلاقه بموضوع البحث وهو الحرب الداخليه أو الحرب الأهليه , فأي شيء يزيد معرفتنا بالنظام الإجتماعي يمكن أن يزيد من فهمنا للإضطراب المدني في أي مجتمع وكيفية التعامل معه
أدت توصيات مجموعة سميثسونيان إلى موجة من البرامج البحثية والى تغييرات واضحة في أولويات تمويل وكالة مشاريع البحوث المتقدمة وندوة عقدت في مارس 1962 في مكتب أبحاث العمليات الخاصة بعنوان ( أهمية بحوث العلوم الاجتماعية لحروب الجيش الأمريكي ) كانت هذه الندوة التي حضرها 300 أكاديمي هي أول جهد عام لتوظيف علماء اجتماعيين في أبحاث التمرد الإجتماعي
كانت فيتنام ولاوس وكمبوديا أهدافا واضحة للتقنيات الجديدة للحرب الاجتماعية والنفسية , كما تصاعدت التوترات في أمريكا اللاتينية في الوقت الذي اتبعت فيه الولايات المتحدة سياسة الدبلوماسي المعتمد في أمريكا اللاتينيه ( توماس كليفتون مان ) التي نصت على دعم تغيير النظام في أي بلد لتعزيز المصالح الاقتصادية لشركات الولايات المتحده
وصل الرئيس البرازيلى جواو جولارت الى السلطة فى انقلاب عسكرى تدعمه الولايات المتحدة فى الاول من ابريل عام 1964 بعد وقت قصير من تعهده للجماهير ببرنامج الاصلاح الزراعى وتأميم الصناعة . وفي جبال الأنديز ( في كولومبيا وإكوادور وبيرو وبوليفيا ) واجهت الشركات المتعددة الجنسيات المهتمة بالسكر والتعدين والبترول مقاومة قوية من السكان الأصليين الذين سعت إلى مصادرة أراضيهم , ولهذا قامت هذه الشركات بتطبيق برامج مراقبة السكان وقدمت مساعدات من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الى الشرطة المحليه والقوات العسكرية المحليه لقمع السكان . أراد المخططون العسكريون وجود فريق متكامل من علماء الاجتماع لتنسيق هذه البرامج المختلفة وتعزيز فعاليتها
تم إنشاء مكتب أبحاث العمليات الخاصة (سورو) في الجامعة الأمريكية في عام 1956 من قبل المكتب العسكري للحرب وسرعان ما توسعت سورو إلى دراسات السياق الاجتماعي للتمرد . بحلول ستينيات القرن العشرين كان الجيش يدفع مليوني شخص كل عام لدراسة المواضيع التي تهم الجيش الأمريكي في التركيب الاجتماعي والنفسي للشعوب في جميع أنحاء العالم
الدول التي شملتها دراسات معمقه في هذا الجانب هي :
أمريكا اللاتينية : الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وبيرو وفنزويلا وكولومبيا وكوبا وجمهورية الدومينيكان والسلفادور وغواتيمالا والمكسيك وبيرو وفنزويلا
الشرق الأوسط : مصر وإيران وتركيا
الشرق الأقصى : كوريا و اندونيسيا وماليزيا وتايلاند
أخرى : فرنسا، اليونان، نيجيريا
يرى جمع كبير من الأكاديميين مشروع كاميلوت في دراسة التمرد معادلاً موضوعياً لمشروع مانهاتن النووي في خطورته على العالم . غزو الولايات المتحدة لجمهورية الدومينيكان في أبريل 1965 أثار المخاوف بشكل حاد من البحوث العسكرية للولايات المتحده , وأشارت إحدى الصحف الشيلية إلى أن أبحاث الولايات المتحدة أعدت الطريق لتحقيق انقلاب مناهض للديمقراطية في شيلي . وكالة الانباء السوفياتية تاس قالت وقتها : ان مشروع كاميلوت قدم مثالا حيا على الجهود المتزايدة للبنتاجون في فرض سيادته على السياسة الخارجية الامريكية
أدت السمعه المصاحبه لمشروع كاميلوت الى نقاشات موسعه بين الأكاديميين والجيش لتحديد شكل العلاقة بينهما وكان للأكاديميين آراء متحفظه بشده لأنهم رأوا أن صناعة الإستقرار في العالم هو المطلوب وليس العكس , وكان علماء الأنثربولوجي هم أكثر المتذمرين وإتخذوا قراراً من خلال جمعيتهم ضد المشاركه في الأنشطة العسكريه , لكن علماء الإجتماع في الولايات المتحده لم يطعنوا في صلاحية العمل مع الحكومه لتحليل المجتمعات الأجنبيه والقيام بالتأثير السلبي عليها