لم تصل سوسن كارابيديان (45 عاما) وعائلتها في كنيسة منذ ثلاث سنوات, فلكي يتمكنوا من البقاء في مدينة الرقة، اضطروا لدفع “الجزية” إلى تنظيم داعش, لكن مع اشتداد القصف والمعارك، تركوا كل شيء خلفهم وفروا الثلاثاء ووصلوا إلى ضاحية جزرة غرب مدينة الرقة في شاحنة صغيرة تابعة للمجلس العسكري السرياني، بعد ساعات من فرارهم فجرا سيرا على الأقدام من حي تل أبيض, الذي لا يزال تحت سيطرة داعش.
وتقول السيدة التي كانت ترتدي عباءة سوداء أثناء استراحتها في منزل تحت سيطرة المقاتلين السريان لوكالة الصحافة الفرنسية: “لم أكن أرغب بالخروج، لكن المنطقة حولنا تعرضت للكثير من القصف .. عشنا أصعب اللحظات في الأيام الثلاثة الأخيرة بسبب القصف العنيف. خفت على زوجي وعائلتي .. اثناء القصف على الرقة، كنا نجتمع ونصلي للرب حتى تهدأ الأمور”.
ويقاتل المجلس العسكري السرياني الذي يضم العشرات من المقاتلين المسيحيين السريان إلى جانب قوات سورية الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، وتمكنت من طرد المسلحين من أكثر من نصف مساحة المدينة في الرقة.
وقبل اندلاع النزاع عام 2011، كان المسيحيون من سريان وأرمن يشكلون واحدا في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ 300 ألف, وفر معظمهم عند سيطرة التنظيم على المدينة, وقد خيّر الباقون بين اعتناق الاسلام أو دفع “الجزية” أو الرحيل، تحت طائلة القتل. وغالبا ما عمدت داعش إلى تدمير الكنائس حيثما حلّوا, وفي أيلول/سبتمبر 2013 إنزلت الصلبان عن كنيستي الشهداء الأرمنية وسيدة البشارة الكاثوليكية في الرقة وأحرقوا محتوياتهما وألحقوا بهما أضرارا كبيرة.
تقول قريبتها أليكسي (50 عاما) “الجميع خرجوا من الرقة وكل أغراضنا بقيت خلفنا. شعوري مؤلم حاولنا أن نبقى لكننا لم نعد نتحمل .. في الفترة الأخيرة لم تبق نافذة إلا وانكسرت بسبب الصواريخ … أشعر أن رأسي سينفجر من شدة سماع دوي القصف الذي تعرض له الحي حيث كنت أقيم .. عندما دخلوا، أحرقوا الكنيسة وكل كتب الصلوات والإنجيل وتمثالي مريم العذراء والمسيح … كنا نحتفل بالأعياد بشكل سري، نبقى طيلة الوقت في المنزل خائفين.. كنا نشعل بعض البخور لنشعر بأجواء الأعياد”… ويقول كارديج كيرديان (50 عاماً) “منذ العام 2013، لم أصلّ في الكنيسة. فجر داعش كل الكنائس وشعرنا حينها بالقهر .. في العام الأول، أخذوا منا 55 ألف سوري (103 دولار) كجزية على الشخص، وفي العام اللاحق دفعنا 66 ألفا (124 دولارا)، وفي المرة الأخيرة 166 ألفا (313 دولارا)”.
وخلال وجوده في المدينة، عمل كارديج في الزراعة، إذ كان يستأجر قطعة من الأرض ويعمل على زرعها ليقتات من مردودها, وقد غادر كارديج مع أفراد من عائلته الثلاثاء غداة تمكن أحد أشقائه من الفرار من الرقة, حيث كانوا يخططون جميعهم للتوجه إلى مدينة حلب (شمال) حيث يقطن أقارب لهم انقطع الاتصال معهم منذ شهر.
المصدر: أ ف ب
نفس الأسلوب منذ نشئت الاسلام والمشكلة يقولون الاسلام دين الرحمة انه دين النقمة