اعده لكم أديب الأديب عن الأصل في الواشنطن بوست, خاص بموقع مفكر حر
في مقال نشر اليوم في الواشنطن بوست الأميركية للباحث “راي تاكيه” الزميل المخضرم في مجلس العلاقات الخارجية, جاء فيه: انه في شهادته أمام الكونغرس، أكد وزير الخارجية “ريكس تيلرسون” على أنه يجب على الولايات المتحدة “العمل من أجل دعم تلك الجهات داخل إيران التي من شأنها أن تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة”. هذا التعليق، ادى لان تضع الجمهورية الإسلامية مذكرة احتجاج رسمية. حيث أن الولايات المتحدة تساعد منذ فترة طويلة أولئك الذين يسعون إلى التغيير الديمقراطي. وبالنظر إلى أن إيران يحكمها المرشد الأعلى “آية الله علي خامنئي” الذي اصبح كهلاً على حافة القبر، فإن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لانتقال السلطة هناك والتي قد تعجل من انهيار النظام بأكمله, والشيء الوحيد المؤكد حول مستقبل إيران هو أن موجة احتجاجات كبرى أخرى ستندلع في مرحلة ما تسعى إلى تغيير النظام.
اليوم، الجمهورية الإسلامية تشبه الى حد كبير ما حدث في الاتحاد السوفيتي خلال السنوات الأخيرة, حيث انها تدرك ان ايديولوجيتها الدينية لم تعد تقنع أحدا, حيث تقدر الحوزات الدينية في مدينة قم المقدسة الأضرار التي لحقت بها من كون ان الحكومة هي بغطاء ديني إسلامي بالكارثي, حيث أصبحت المساجد فارغة من المصلين حتى أثناء الاحتفالات الدينية الهامة. الشباب لا يرغبون أن يصبحوا من رجال الدين، والنساء لا يريدون الزواج من رجال الدين. إن النظام يعاني من الفساد، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لنظام قائم على سلطته الإلهية. وقد جرت في إيران الانتخابات الرئاسية حيث وعد الفائز حسن روحاني بالحريات التي ليس لدى النظام النية على تقديمها للناس, مع مزيد من القمع.
إن مهمة الحكومة الأمريكية الحكيمة اليوم هي التخطيط لاحتمال اندلاع حركة احتجاج أخرى, أو الموت المفاجئ لخامنئي الذي يمكن أن يؤدي الى زعزعة استقرار النظام إلى درجة الانهيار. كيف يمكننا زيادة التأثير في السياسة الفارسية الإيرانية الشرسة؟ كيف يمكن للولايات المتحدة أن تضعف أجهزة الأمن الغير المستقرة بالفعل؟ هذا يتطلب ليس فقط استنزاف خزانات الجمهورية الإسلامية, ولكن أيضا إيجاد سبل لتمكين المعارضين المحليين وتزويدها بالمستلزمات للتسريع في انتقال السلطة . ويجب أن يبدأ التخطيط لهذا كله اليوم؛ اما الانتظار حتى اندلاع الأزمة، فسيكون الوقت متأخر جدا لأن تكون أمريكا لاعبا أساسيا في التغيير, وهذا ما حصل عندما مات ستالين في الاتحاد السوفييتي حيث لم يكن لدى اميركا اي خطة لما بعد ستالين واضعنا فرصة ذهبية لأجراء التغيير في الاتحاد السوفياتي انذالك.