محو العراق والكلفه البشريه للمجزره
الكتاب الذي بين أيدينا والذي عنوانه بالكامل هو :
Erasing Iraq _ the human costs of carnage
من تأليف : ميشيل أوترمان _ ريتشارد هيل _ باول ويلسون , ومراجعة ظاهر جميل .
الكتاب من القطع المتوسط يحتوي على 284 صفحه صادر عن مطبعة بلوتو برس عام 2010 .
يحتوي الكتاب على مقدمه عنوانها : قلوب من حجر
تليها 5 فصول هي على التوالي :
_ العراقيون تحت الحصار
_ أصوات اللاجئين
_ فرض الرقابه على المدنيين
_ جثث الموتى لاتُعد
_ العراق ينتحر
في 25 آذار 2009 علّق الميجر جنرال ديفيد بيتركس على الهجوم الذي تعرضت له القوات الأمريكيه بقوله إن مثل هذه الهجومات هي الآن في أدنى مستوياتها منذ آب 2003 , كنا نتلقى 1250 هجوم في الأسبوع ذلك الوقت أما الآن فهناك أقل من 100 هجوم في الأسبوع .
وفي الوقت الذي تناقلت فيه الصحافه الأمريكيه تعليق الميجر جنرال فقد أرفقته بخبر مقتل 28 عراقي في اليوم التالي في عدة هجمات داخل العراق , إضافة الى 27 عراقي قتلوا يوم 23 آذار 2009 في هجوم إنتحاري , إضافة الى هجوم على باص في بغداد قتل فيه 9 أشخاص .
يحصل كل هذا بعد 8 سنوات من الإحتلال الأمريكي , ووجود 150 ألف مرتزق متعاقد مع الحكومة الأمريكيه , إضافة الى 124 ألف جندي أمريكي , ومع كل هذا العدد مازال الأمريكان يقيسون نجاحهم العسكري والسياسي في العراق بعدد القتلى من الجانبين الأمريكي والعراقي , متناسين أنه بعد أكثر من 80 شهر على الإحتلال , وما يزيد على 800 مليار دولار أنفقت على الحرب أنتجت 2,2 مليون معوق عراقي , 2,7 مليون لاجي لما بعد الإحتلال , 2615 بروفيسور وعالم وطبيب قتلوا جميعاً بدم بارد , 341 إعلامي قتلوا أثناء أداء الواجب .
أما الحكومه العراقيه المعينه من قبل المحتل فقد ( ضيّعت ) ما يزيد على 13 مليار دولار في مكان مجهول , وإعمار البلد يحتاج الى ترليون دولار . البطاله تتراوح مابين 25% _ 70 % حسب مواسم العنف ومناطقه , وهناك ما يزيد على 20 سياره متفجره في الشوارع كل شهر , و10 آلاف حالة إصابه بالكوليرا في العام .
4352 جندي أمريكي قتلوا وما يزيد على 37 الف حالة عوق نفسي أو جسدي بينهم .
لا وجود لحياة طبيعية في بغداد _ رغم أننا نستطيع ان نقول بأن العنف قلَّ بنسبة معينه عن السابق مقارنة بعام 2006 مثلاً حين كان يذبح ما بين 100 الى 300 عراقي يوميا ً .
العراق الان دوله أمنيه ومن المستحيل أن تنتقل مدة تزيد على 5 دقائق دون أن توقفك مفرزة شرطه أو مفرزه عسكريه معززتين بشاحنه عسكريه مليئه بالمسلحين , وترى وجوه نساء متوسلات وأطفال حائرين وسط هذه الجواء .
طائرات هليكوبتر امريكيه تحوم فوق رؤوس الجميع وصفارات سيارات المقاتلين من مختلف المليشيات شيء شائع ومألوف ,, ورشقات من الرصاص بين آن وآخر تصيب من تصيب بنارها سواء من المستهدفين أو من بشر مجرد عابرين من المكان .
الحديث عن موت العراقيين ودمار بنيتهم التحتيه والفوقيه في ظل الإحتلال شيء لا داعي له لأنه واضح ومفهوم .
سياسة الفصل بين أهل السنة والشيعه سوّدت حياة ومعيشة العراقيين , الأحياء يفصلها عن بعضها صبات من الكونكريت يزيد إرتفاعها على 10 أقدام حوّلت الحياة الطبيعيه الى مستحيل .
الرعب من التعرض الى الإعتقال أو الخطف أو أعمال العنف المليشياوي عالي جداً عند العراقيين ولا أحد منهم قادر على تخمين شكل المستقبل وليس لهم أي أمل في أي تحسن بأي شرط من شروط الحياة التي تبدو تافهة وخطيره .
العراق تم تدميره لعقود بسياسة الحصار الأمريكيه , وبالمقارنه مع عام 1980 عندما كانت الولايات المتحده تتبع مع العراق وايران سياسة افحتواء المزدوج وتزودهما كليهما بالدعم اثناء حربهما المدمره طيلة 8 سنوات , نجد بالوصول الى عام 1991 حين تحولت السياسه الأمريكيه ضد العراق ايام بوش الأب , ثم تلتها سياسة كلينتون , ثم سياسة الولد المدلل بوش الإبن , فالعراق بدأ يتراجع بمديات غير مسبوقه من جميع النواحي , أنا فرض الحصار منذ عام 1991 فقد أدى فيما ادى الى مقتل نصف مليون طفل عراقي بسبب شحة الغذاء والدواء وتفاعلات اليورانيوم المنضب الذي قصف به العراق .
اليوم وتحت سياسة اوباما مالذي بقي من العراق لم يتحول الى خرائب واطلال ؟ مع عدم وجود نهايه حقيقيه لللإحتلال وتسليم مقدرات البلاد الى الحزاب الدينيه الطائفيه المتناحره وغياب سلطة القانون عن حماية ابسط مقدرات المواطن من تعدي المليشياوي او رجل الدين ؟؟
أعزائي القراء .. إستعرضت لكم الكتاب بكل عجاله لكني في النهاية أقول .. كل هذا الكلام كان عام 2010 وما قبل .. الآن وقد تجاوزنا النصف الول من عام 2014 مالذي لم يزدد سوءاً من الوضاع ؟
وهل هناك ضوء في نهاية النفق ؟
ماذا تقول لبعض العراقيين الذين مازالوا يسمون الإحتلال الأمريكي تحرير ؟ وماذا تقول للساسه المريكان وهم يتشدقون بعبارات الديموكرسي ؟
هل هذه هي ديمقراطيتكم ؟ الله يطيح حظج امريكا .