محمد الباز يكتب : لماذا يحمى محمد مرسى تنظيم القاعدة فى مصر؟!

محمد الباز وعبدالرحيم يصلون الى نفس النتيجة التي وصل اليها رئيس تحرير موقع مفكر حر الدكتور طلال عبدالله الخوري  في مقالته التي تجدونها على الرابط التالي:

هل عائلة بشار الأسد من الأغبياء أم المجرمين الحاقدين؟

وهي أن الأخوان المسلمون الذين وصلوا الى السلطة في كل من مصر وتونس يلعبون نفس لعبة الانظمة التي سبقتهم بدعم الاسلاميين المتشددين لكي يستخدموهم كفزاعة للداخل والخارج على السواء.

وهذا مقال : محمد الباز يكتب : لماذا يحمى محمد مرسى تنظيم القاعدة فى مصر؟!

الفجر

الأسبوع الماضى انفرد عبدالرحيم على بوثيقة مهمة بخط يد خيرت الشاطر نشرها على موقعه الإخبارى «البوابة نيوز».. الوثيقة تشير إلى خطة الإخوان الأخيرة فى التمكين، ورغم أن الشاطر اعترف فى هذه الوثيقة بالكثير مما يمكن أن يدينه مثل حشده لأنصاره لإجلاء المتظاهرين من أمام الاتحادية، بما يعنى أنه المسئول عن قتل من قتل، إلا أن أحدا لم يتحرك للتحقيق أو التقصى أو حتى السؤال.. مجرد السؤال. 

جلست أمام عبد الرحيم لنقرأ ما وراء الوثيقة، قلت له كيف تقرأ وثيقة خيرت الشاطر التى وضع لها عنوان «مشروع النهضة ووضوح الرؤية»؟

قال: دعنى قبل الدخول إلى الوثيقة أحوم حولها، فلابد من وضعها فى سياقها، فهناك على الحدود بين مصر وليبيا 3 معسكرات لتنظيم القاعدة، يذهب إليها الإرهابيون للتدريب ثم يعودون، وقد تسلمت الأجهزة الأمنية فى مصر تقارير من 4 أجهزة مخابرات مصرية تشير إلى أن تنظيم القاعدة بات يشكل خطرا فى المنطقة المركزية بين القاهرة والإسكندرية.

وربما كان هذا واضحاً: فالتنظيم الإرهابى الذى تم القبض عليه مؤخرا كان من بين أعضائه عمرو أحمد عقيدة، وقد اشترك فى قتال حقيقى بجوار أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى فى أفغانستان.

هذا غير معسكر كبير للقاعدة فى سيناء، وقد تم القبض على جمال عبده الحارس الشخصى لأسامة بن لادن بعد الثورة وهو متوجه إلى معسكر سيناء، وكانت هذه ضربة موجعة للتنظيم، فحارس بن لادن كان صيدا ثمينا استطاعت قوات الأمن المصرية اقتناصه بسهولة، وربما يكون ما يفعله الجهاديون الآن ضد جهاز الأمن الوطنى هو ضربات انتقامية لنشاط الجهاز الذى أصبح موجها بشكل أساسى إلى تنظيم القاعدة، وتمدده فى مصر بشكل سرطانى، وهو ما يهدد مقدرات البلد كلها بالتخريب التام. 

سألته: هل يبدو أن التيار الإسلامى الذى يحكم مصر الآن لا يزعجه نشاط القاعدة فى مصر؟

فقال: الحقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين والقيادات الجهادية يعلمون بوجود نشاط تنظيم القاعدة فى مصر بشكل كامل، والمفاجأة أنهم يساعدون فى انتشاره، وهذا يفسر حصار السلفية الجهادية لمبنى الأمن الوطنى فى مدينة نصر، ثم تصريح محمد الظواهرى شقيق قائد تنظيم القاعدة، بأنه لو وصل المدنيون إلى الحكم فى مصر فسوف يخرج عليهم بالسلاح. 

قلت: ولماذا يساعد الإخوان تنظيم القاعدة.. المفروض أنهم الآن فى الحكم؟

قال: خطة الإخوان الحالية مزدوجة، إنهم بدعم القاعدة وتقويتها يريدون أن يبعثوا برسالة واضحة للداخل والخارج، إنه إما الرضاء بحكم الإخوان المسلمين أو سنترك لكم تنظيم القاعدة، كأنهم يلعبون مع الأمريكان نفس لعبة مبارك، الذى كان يضع الإخوان كفزاعة للغرب، ويقول لهم إما أنا أو الإخوان، الآن تحولت اللعبة ليقول الإخوان خلالها: إما نحن أو تنظيم القاعدة.. وهنا يضطر الأمريكان إلى مواصلة الحوار كما يتخيل الإخوان. 

قلت: الواقع يقول إن الإخوان لم يتم ابتزازهم بهذه الصيغة؟

قال: هذا صحيح بالطبع، فالأمريكان الذين أدركوا أن الإخوان يلعبون بورقة القاعدة أرسلوا برسالة واضحة، أنه إذا أصر الإخوان على ما يفعلونه، فإن الإدارة الأمريكية لن تكون مضطرة إلى التعاون مع أى منهما، ليخرج هنا كارت التعامل مع السلفيين، الذين يجرون الآن اتصالات مع الإدارة الأمريكية عبر القنصل الأمريكى فى الإسكندرية، وهنا ستكون خطة الأمريكان هى التقريب بين السلفيين والقوى المدنية المختلفة، لتضمن طريقا ثالثا بين قوى التشدد الإسلامى التى أثبتت فشلها، والقوى المدنية التى لا تستطيع أن تقنع الشارع بها.

وثيقة مشروع النهضة ووضوح الرؤية التى شملت حديثا لخيرت الشاطر ولحسين القزاز، تؤكد أن الجماعة ماضية فى طريقها إلى أخونة الدولة والتحكم فى مفاصلها تماما، مقتنعة أنها قادرة على ذلك، صحيح أن هناك بعض المعوقات لكنها تستهين بها تماما.

هنا سألت عبد الرحيم على: ما الذى وراء الوثيقة؟ فقال: وثيقة خيرت الشاطر تحدد أربعة أشياء تمثل احتياجاته للتمكين الكامل من الدولة، لقد حصل على الدستور ثم على الرئيس ثم على الحكومة التى بالتغيير الأخير أصبحت إخوانية تماما، ولم يبق أمامهم إلا البرلمان الذى سيبذل الإخوان كل غال ونفيس من أجل من أجل الحصول على 60 بالمائة من المقاعد.

«نتوقف قليلا مع الوثيقة، وفيها يرصد خيرت الشاطر المنظومة المضادة التى تتحرك ضد الإخوان.. وهى، جناح سياسى وهو أضعف المحاور على أرض الواقع ولكن صوته عال، وجناح ميدانى على الأرض يجند العناصر ويحشد ويفتعل الأزمات ويمول، وهو أساسا يشمل رجال الأعمال وفلولاً من الأجهزة المهمة والكنيسة تشارك، وجناح عسكرى وهو مسلح وجزء منه يتم تدريبه وتنظيمه ليستمر فى العمل بعد ذلك، هذا الجناح يشمل 80 بالمائة منهم بلطجية والباقى عناصر صغيرة السن من الاشتراكيين الثوريين و6 إبريل والأناركية، وأضيف إليهم عدد من شباب النصارى جزء منهم ارتدى زى العصابة وتم تسفيرهم إلى لبنان عند سمير جعجع لتدريبهم عن طريق محمد أبو حامد، ومحور الإعلام ويشارك فيه جزء كبير من الإعلام الحكومى، وأخطرهم الجناح العسكرى لأنه يريد إحداث أكبر قدر من الفوضى يؤدى إلى عدم استقرار سياسى فيكون مانعاً للاستثمار حيث إن الأزمة الاقتصادية تقلل الشعبية.

ما الذى سيفعله الإخوان لمواجهة هذه المعوقات؟ نعود مرة أخرى إلى الوثيقة:

«الوقت ضيق فلنبدأ جميعا فورا ومطلوب من الجميع خمسة واجبات ووصية واحدة:

أولا: الوعى والتوعية من خلال استيعاب كل الإخوة والأخوات للمشهد وحمله للمجتمع لأن الإعلام ضدنا، والإعلام الخاص رجال أعمال من المنتفعين من النظام السابق، 93% ضد الرئيس وعنده أمل فى البرلمان، الإعلام الحكومى 70% ضد الرئيس، وبعد فوزنا إن شاء الله سوف تتحسن الأمور، وعليه مطلوب خطة رفع وعى للمجتمع لأن معرفة الحقيقة جزء من العلاج.

ثانيا: المساعدة فى نقل الأخبار والمعلومات، ومطلوب تدريب الإخوة والأخوات على ذلك وترسل للمكتب الإدارى، المعلومات التى تأتى من داخلنا أكثر مما يأتى من الأجهزة الأمنية.

ثالثا: المساهمة بالمقاومة، ومطلوب على وجه السرعة رفع الخريطة الحقيقية لتجمعات البلطجية على مستوى المناطق والقرى بالأسماء وحجم الأعداد والرؤوس البارزة وكذلك رجال الأعمال والفلول التى تتحرك ضد الإخوان، واتخاذ إجراءات للتعامل مع مشكلة البلطجية مثل: وجود مصادر للمعلومات من داخلهم، وتوجيه رسائل لهم للتأثير أو التحييد، وتقليل تأثيرهم بتدخل العقلاء، ومحاولة استقطاب أو تحييد بعضهم من خلال خدمات، وتقديم بلاغات ضد العناصر الشبابية التى تتخذ منهجية العنف، وهذه الأشياء تقلل نسبة أدائهم ولو بصوت 20% مع دعوة الإسلاميين للمشاركة فى ذلك الجانب الإعلامى من خلال الدخول على النت والرد على الشبهات.

رابعا: الدور فى الانتخابات.. حيث الانتفاع من النتائج السابقة فى الانتخابات للوقوف على نقاط القوة والضعف، وكيفية الحصول على أكبر كتلة تصويتية.

خامسا: المساهمة فى مشروع النهضة وهى مستويان، الأول: مشروعات معا نبنى مصر نعمل فيه من الآن مع كل الناس والإسلاميين وهو يقربنا من الناس «كل من يستطيع أن يفعل شيئاً يفعله»، والثانى: الأفكار والمشاريع والاقتراحات لمشروع النهضة ترسل على الميل.

أما الوصية التى تنتهى به الوثيقة، فهى: الثقة وحسن الظن فى الإخوان قيادة وصفا.

يقول عبد الرحيم على: الانتخابات البرلمانية القادمة هى محك رئيسى بين 3 قوى تتحرك على الأرض فى مصر «التيار الإسلامى وعلى رأسه الإخوان المسلمون، والقوى المدنية المختلفة، والقوات المسلحة» والكل يعرف الآن أن الإخوان لن يتورعوا أبدا عن تزوير الانتخابات البرلمانية القادمة تزويرا كاملا، ولو سيطروا على البرلمان، فإن معنى ذلك أن سفينة الإخوان أبحرت إلى الأبد ولن يستطيع أحد أن يرجعها مرة أخرى إلى مرفأها. 

قلت لعبد الرحيم: هناك ما بين سطور وثيقة الشاطر تحريض من نوع ما.. واعتراف بأشياء كثيرة؟

قال: هذا صحيح فخيرت الشاطر بشكل واضح وصريح يقول لقواعد الإخوان إن هناك أعداء لكم، وهؤلاء لا يريدون أن تستقر لكم الأمور، بل إنه يكاد يقترب من القول بأن الصراع بينكم وبينهم حياة أو موت، وكأنه بذلك يجهز كوادره للاستشهاد.. وهنا يظهر التحريض بشكل مباشر ودون مواربة.

أما الاعترافات فهى كثيرة.

أولا: يعترف خيرت الشاطر بأن الإخوان كانوا وراء حصار المحكمة الدستورية، يقول: تم إصدار الإعلان الدستورى المثير للجدل فى صياغته نتيجة أخذ الاحتياطات الشديدة، ومع ذلك كانت المحكمة تحاول إصدار حكمها لعمل مشكلة قانونية وتم الاعتصام 22 يوماً حولها، وكانت هناك محاولة للاجتماع فى نادى المحكمة والدخول لمدة خمس دقائق لإعلان الحكم لكنها فشلت.

ثانيا: اعترف بحشد الإخوان أمام الاتحادية، يقول: وردت معلومات أن جبهة الإنقاذ ستحاول اقتحام الاتحادية وتم سؤال الشرطة والجيش، قالوا إنهم سوف يقومون بالحماية للقصر ولماسبيرو، ويوم الثلاثاء وصلوا للقصر واعتلوا الأسوار وتمت مناقشة الموضوع حتى الفجر وتم اتخاذ قرار أن الإخوان والإسلاميين يدافعون عن المكان ولم يكن متوقعاً هذه الخسارة وكانت المعركة من السادسة مساءً حتى الفجر.

ثالثا: الاعتراف الصريح بالوضع الاقتصادى المنهار تماما، يقول: نبدأ من تحت الصفر لأن مقدرات البلد تم تجريفها وإليكم بعض الأرقام والمعلومات: 1330 مليار جنيه ديوناً، و40% من المصريين تحت خط الفقر، الموازنة المصرية 560 مليار جنيه منها 180 ملياراً عجزاً، 78% من هذه الموازنة عبارة عن مرتبات ودعم «طعام وقود وفوائد ديون» نستورد حاليا 70 % من الطعام والشراب.

وهناك يفجر عبد الرحيم على مفاجأة تشير إلى أن عصام الحداد وهشام العربى ومن باب الاحتياط ألا يوافق صندوق النقد الدولى على القرض، فقد عقدوا عدة اجتماعات مع بنك «مورجان جى بى» وهو أكبر بنك فى العالم، «يملكه بالكامل يهود، وكانت الرسالة التى حملها الحداد، أنه إذا فشلنا فى الحصول على قرض الصندوق، فإننا سنقبل كل شروطكم للحصول على قروض منكم.

 

About محمد البدري

مهندس وباحث انثربولوجي
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.