أتقدم إليك بكتابي هذا الذي يضم بين دفتيه ألف قصة وقصة….
علها تُطفئ جذوة الحقد لديك وتخمد الرغبة في الإنتقام…
أنا شهرزاد، ملكة هذا الكون وسيدته بالمطلق…
بل أنا الكون ذاته…
لن يصلح لك حال، مالم تكون جزءا مني، لا جزءا متجزأا عني….
حبلك السريّ يربطك برحمي، وليس لك ضلعٌ إلا ماخرج من ذلك الرحم…
لقد قزّمك غرورك، ولن تستعيد قامتك مالم تتواصل مع الأصل….
لم تكن يوما قوّاما، لأن القوّام على الحياة يحترمها ويصونها من كل خطر…
بل أتيتها بلطجيّا وشبيحا وذبيحا حتى جفّ فيها كل أثر للخير والعطاء…
القوّام الحقيقي هو الرحم الذي تنبع منه الحياة، والساقية لم تكن يوما
أغزر من المنبع….
…..
عزيزي شهريار العربي…
لست ضدك فأنا أحبك، ولذا جئت لك بألف قصة وقصة، علّك تسمح للحكمة في تلك القصص أن تشق طريقا في صحراك….
ألف قصة وقصة لم تتشكل حتى سلبتني نومي واستنزفت جهدي وسرقت جل وقتي…
لكنها في الوقت نفسه عززت هويتي الكونيّة وبلورت حبي لك وزدادتني حكمة وتعقلا…
…..
عزيزي شهريار…
في هذا الكتاب أتقمصُ روحي الحقيقية وأنضحُ منها ما فيها…
ستجد فيه مايختلف عمّا وجدته في كتبي السابقة…
لستُ هنا لأنقد ما أنت عليه من ثقافة وتعاليم، فلقد فعلتُ ووفيت، بل لاُطلعكَ على ما لستَ عليه من ثقافة وتعاليم..
في كتبي السابقة هدّمت بروجا كانت معفّنة ومن رمال…
بروجا مارس فيها الأشرار كل فنون الغزو والسبي وهتك أعراض الناس…
أمّا في كتابي هذا فسأنظف الركام وأملأ الفراغ!
محاولة أن أعيد إليك حبلك السرّي، وأن أعيد إليّ كونيّتي…
….
آثرتُ أن أقصّ عليك ألف قصة وقصة، وكلي أملٌ أن تنتزعَ كل قصة من عمقك بعضا من قبحه وتضفي عليه بعضا من جمالي…
تذّكر أنني أحبك، فالأصل يتمسك دوما بفروعه ولا يكتمل إلاّ بهم…
عد إلى أصلك، فأنت تعيش اليوم لعنة تجزأك عن ذلك الأصل!
عد إلى أصلك، وسلّم دفة القيادة إلى أقرب شهرزاد في حياتك!
امنحها الفرصة التي منحتها لك بثقة، فلم تكن يوما أهلا لتلك الفرصة ولا مؤهلا لتلك الثقة!
تذكّر:
الرحم الذي يمنح الحياة يعرف كيف يصونها ويعرف كيف يجعلها أفضل وأجمل…
وتذكّر أيضا:
أنني أحبك…
ومن منطلق حبي أهديك روحي التي تفيض في هذا الكتاب…
….
التوقيع
حبيبتك شهرزاد
***************************************
مسروقة من صفحة “الإهداء” في كتابي القادم “دليلك إلى حياة مقدسة”!
أما الصور فأخذتها من نافذة الطائرة وأنا أحلق في سماء هذا الكون الرحب وأفكر بشهريار والخراب الذي نعيشه اليوم……