حدث ذلك في أوائل التسعينات، وكنت يومها حديثة العهد في أمريكا. مات هانيبال أحد الفيلة في حديقة الحيوانات في لوس أنجلوس… كان فيلا مسنّا، وكان قد اوتي به من حديقة الحيوانات في مكسيكو، عاصمة المكسيك! من باب الإحترام والتقدير له، قرر القائمون على الحديقة في لوس أنجلوس أن يعيدوه إلى موطن رأسه في المكسيك كي يعيش ماتبقى من عمره.. ولكي ينقلوه إلى القفص المخصص للسفر حقنوه بجرعة من المهدئات… يبدو أن الجرعة كانت أكبر من قدرته على تحملها فمات….
ما زلت أذكر، وكأنه البارحة، المؤتمر الصحفي الذي أقامه مدير الحديقة… أجهش في البكاء وهو يقول: أعتبر موته أكبر كارثة في حياتي، وأحمّل نفسي مسؤولية ماحدث… ثم قدّم استقالته!
…….
المجازر التي تتكرر في مدينة حمص السورية والتي تحصد أرواح مئات الأبرياء، ليست مسؤولية أحد غير الحكومة السورية!
تلك المجزرة اُرتكبت انتقاما للزهران في الزهراء… وليس لأحد أصابع خفية فيها سوى محافظ المدينة وقائد شرطتها، سواء عمدا أم سهوا متعمدا! المحافظ لا يملك ذرة أخلاق ولا ذرة ضمير، ومتى امتلك مسؤول سوري أخلاقا أو ضميرا؟؟؟؟
……
الشعب السوري الغارق في غيبوبته مخدر إلى حد الموت… يخاف لو قال حرفا بحق هؤلاء المجرمين سيُعتبر معاديا للنظام، الذي يرى في استمراريته ضمان وجوده خوفا من الدواعش، دون أن يدري أن دواعش الداخل أشد فتكا وإجراما، ودون أن يدري أن تلك الدواعش من صنع ذلك النظام! لقد ولد هؤلاء الإرهابيين في رحم لقحته تلك الحكومة واحتضنت أجنته حتى صاروا مجرمين!
….
ترك مواطن سوري تعليقا على بوست في صفحتي يقول فيه مامعناه: يبدو أنك تتجاهلين دور أمريكا في الكارثة السورية! لا لم ـ ولن ـ أتجاهله يوما… الحكومات القوية والعادلة هي تلك التي تضع نصب عينيها حماية شعبها دون غيره… أمريكا تدرك حق الإدراك حجم الحقد والكراهية التي تُحقن في عقول الاجيال المسلمة الجديدة ضد وجودها واستمراريتها.. وتدرك تماما كيف تواجه تلك الأحقاد! قد يصعب على الإنسان العادي استيعاب موقفها، لكنه حتما يصب في غاية حماية شعبها أولا وأخيرا…
أليس حقها؟؟؟
…
في عهد بشار الأسد بُني عشرة آلاف معهد لتدريس القرآن… لا لسبب إلاّ ليثبت للآخرين اسلامه! والأصح أن أقول: بُنيت عشرة آلاف مدجنة لتفريخ الإرهابيين…. واليوم يقطف الشعب السوري ثمار تلك المداجن!
….
محافظ حمص وأمثاله من دواعش الداخل هم ثمار تلك المداجن! وطالما الشعب السوري غارق في غيبتوته ومخدر إلى الحد الذي يرى عنده داعش من خلال حقده على أمريكا والغرب، ويرفض أن يراها صناعة محليّة تحتفظ بحقوق التأليف والطبع،
سيظل يدفع الثمن حتى تقتله جرعة المهدئات التي حقنوه به…
…..
عندها لن يخرج مدير الحديقة كي يعترف بمسؤوليته وكي يقدم استقالته.. لأن موت الفيل كان غايته وقد تحققت تلك الغاية!
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر