محافظ حمص وأمثاله من دواعش الداخل هم ثمار تلك المداجن

assad22-12-15prophetحدث ذلك في أوائل التسعينات، وكنت يومها حديثة العهد في أمريكا. مات هانيبال أحد الفيلة في حديقة الحيوانات في لوس أنجلوس… كان فيلا مسنّا، وكان قد اوتي به من حديقة الحيوانات في مكسيكو، عاصمة المكسيك! من باب الإحترام والتقدير له، قرر القائمون على الحديقة في لوس أنجلوس أن يعيدوه إلى موطن رأسه في المكسيك كي يعيش ماتبقى من عمره.. ولكي ينقلوه إلى القفص المخصص للسفر حقنوه بجرعة من المهدئات… يبدو أن الجرعة كانت أكبر من قدرته على تحملها فمات….
ما زلت أذكر، وكأنه البارحة، المؤتمر الصحفي الذي أقامه مدير الحديقة… أجهش في البكاء وهو يقول: أعتبر موته أكبر كارثة في حياتي، وأحمّل نفسي مسؤولية ماحدث… ثم قدّم استقالته!
…….
المجازر التي تتكرر في مدينة حمص السورية والتي تحصد أرواح مئات الأبرياء، ليست مسؤولية أحد غير الحكومة السورية!
تلك المجزرة اُرتكبت انتقاما للزهران في الزهراء… وليس لأحد أصابع خفية فيها سوى محافظ المدينة وقائد شرطتها، سواء عمدا أم سهوا متعمدا! المحافظ لا يملك ذرة أخلاق ولا ذرة ضمير، ومتى امتلك مسؤول سوري أخلاقا أو ضميرا؟؟؟؟
……
الشعب السوري الغارق في غيبوبته مخدر إلى حد الموت… يخاف لو قال حرفا بحق هؤلاء المجرمين سيُعتبر معاديا للنظام، الذي يرى في استمراريته ضمان وجوده خوفا من الدواعش، دون أن يدري أن دواعش الداخل أشد فتكا وإجراما، ودون أن يدري أن تلك الدواعش من صنع ذلك النظام! لقد ولد هؤلاء الإرهابيين في رحم لقحته تلك الحكومة واحتضنت أجنته حتى صاروا مجرمين!
….
ترك مواطن سوري تعليقا على بوست في صفحتي يقول فيه مامعناه: يبدو أنك تتجاهلين دور أمريكا في الكارثة السورية! لا لم ـ ولن ـ أتجاهله يوما… الحكومات القوية والعادلة هي تلك التي تضع نصب عينيها حماية شعبها دون غيره… أمريكا تدرك حق الإدراك حجم الحقد والكراهية التي تُحقن في عقول الاجيال المسلمة الجديدة ضد وجودها واستمراريتها.. وتدرك تماما كيف تواجه تلك الأحقاد! قد يصعب على الإنسان العادي استيعاب موقفها، لكنه حتما يصب في غاية حماية شعبها أولا وأخيرا…
أليس حقها؟؟؟

في عهد بشار الأسد بُني عشرة آلاف معهد لتدريس القرآن… لا لسبب إلاّ ليثبت للآخرين اسلامه! والأصح أن أقول: بُنيت عشرة آلاف مدجنة لتفريخ الإرهابيين…. واليوم يقطف الشعب السوري ثمار تلك المداجن!
….
محافظ حمص وأمثاله من دواعش الداخل هم ثمار تلك المداجن! وطالما الشعب السوري غارق في غيبتوته ومخدر إلى الحد الذي يرى عنده داعش من خلال حقده على أمريكا والغرب، ويرفض أن يراها صناعة محليّة تحتفظ بحقوق التأليف والطبع،
سيظل يدفع الثمن حتى تقتله جرعة المهدئات التي حقنوه به…
…..
عندها لن يخرج مدير الحديقة كي يعترف بمسؤوليته وكي يقدم استقالته.. لأن موت الفيل كان غايته وقد تحققت تلك الغاية!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.